هو "جان مارك بوسمان"، ربما لو سألت 100 من متابعي كرة القدم عن هذا الأسم، لن يعرفوا منهم سوى واحد فقط، أو ربما لن يعرفوه المئة، وهذا ليس بالشيء العجيب، ف "بوسمان" عاش عمره كله كلاعب مغمور ولم يقدم أي إضافة لكرة القدم داخل المستطيل الآخضر وهو لاعب، ولكن الإنجاز الأكبر لبوسمان كان قضيته الشهيرة التي تسببت في تغير ملامح كرة القدم وإنهاء سيطرة الأندية على اللاعبين، ليبدأ بعدها عصر جديد في كرة القدم يحظى فيه اللاعب بالجزء الأهم والأكبر من الإهتمام في عالم المستديرة. "بوسمان" ولد في 3 أكتوبر 1964 في مدينة لييج البلجيكية، إحترف كرة القدم ومارسها مع عدة أندية داخل بلاده، حتى جاءت اللحظة الفارق في عام 1990، عندما أنتهى عقد اللاعب مع ناديه وقتها وهو نادي ليخا البلجيكي، وطالب اللاعب من ناديه وقتها تجديد عقده أو تركه يرحل عن صفوف النادي بسلام، ولكن القوانين وقتها كانت تشترط على اللاعب الذي ينتهي عقده مع ناديه، أن يدفع مبالغ مالية إلى النادي حتى يحصل على الإستغناء الخاص به، ويرحل عن الفريق. وظل "بوسمان" يبحث عن نادي جديد يتكفل بدفع مصاريف إنتقاله وتخليصه من ناديه القديم، ولكنه لم يجد، ليبدأ اللاعب في طريق جديد لم يكن يعلم بأن نهايته ستكون بمثابة تخليد إسمه في عالم المستديرة. اللاعب البلجيكي ذهب إلى القضاء ورفع قضية ضد ناديه، وبعد 5 سنوات كاملة، تحصل على حكم قضائي يؤكد أحقيته في الإنتقال إلى نادي آخر دون أن يدفع أي مقابل مادي لناديه القديم طالما كان عقده قد أنتهى بالفعل. ومن هنا، قام الأتحاد الدولي لكرة القدم بإصدار قانون جديد تحت مسمى "قانون بوسمان"، وهو القانون الذي يسمح باللاعب بالإنتقال بشكل مجاني إلى نادي آخر بعد نهاية عقده مع ناديه الحالي، وبعدها حدثت تغيرات وتعديلات على القانون ليصبح من حق اللاعب التوقيع لنادي آخر قبل 6 أشهر من نهاية عقده، دون أن يحصل ناديه الحالي على أي مبالغ مالية جراء هذا الإنتقال.