مع تهاوي نظام العقيد معمرالقذافي تتكشف اسرار الامبراطورية المالية التي كان يديرها بسرية تماما كما الجيش والمخابرات، حيث تسربت معلومات للصحافة الغربية ان زعيم ليبيا السابق وظف اموال النفط على نحو غير مضمون مع بنوك أعمال شهيرة. وتفيد تحقيقات صحفية ان الحكومات الامريكية والبريطانية والفرنسية سهلت وصول بنوك اعمال مرموقة في الغرب الى الاموال الليبية ،حيث قامت تلك المصارف باستثمار اموال ليبية في منتجات مالية معقدة جدا وعالية المخاطر وذلك خلال ذروة تهافت الشركات الغربية على ليبيا في اعقاب التقارب الذي تم بموجب تخلي القذافي عن برنامجه النووي.
ونقلت صحيفة" لوموند" الفرنسية في عددها اليوم السبت عن مصادرها ان ثلاثة من اباطرة قطاع مصارف الاعمال في كل من " غولدمن ساكس" الأمريكي و"اتش اس بي سي" البريطانية" و"سوسيتيه جنرال" الفرنسي اقنعوا سيف الاسلام القذافي باستثمار مليارات الدولارات في اوراق مالية عالية المخاطر من خلال انشاء صندوق تحوط .
واكدت الصحيفة اتن تلك الاموال كانت تدير هيئة الاستثمار الليبية ،وهي الصندوق السياي للبلاد، ضمن محظفتها التي تبلغ قيمتها 65 مليار دولار ،كلن المصارف الثلاثة لم تكن حريصة على الحفاظ على قيمتها وتعرض للتدهور والخسائر.
ويشكك بعض الإقتصاديين المرتبطين بالمعارضة الليبية أن نجل القذافي سيف الإسلام ربما وظف أموال الصندوق السيادي لغايات شخصية او للتقارب مع الغرب من خلال قطاع المصارف المؤثر على صناع القرار السياسي. واشارت الصحيفة الى ان سيف الاسلام امر بتوظيف مليارات الدولارات في مصرف" يوني كريديت " الإيطالي الذي تعرض لخسائر فادحة حينما ضربته الازمة المالية العالمية . ويقدر محافظ المركزي السابق فرحات بن قدارة حجم الاصول الليبية في الخارج بنحو168 مليار دولار لازالت تحت التجميد بموجب قرار اممي صدر في مارس الماضي.