قتلت القوات السورية محتجين اثنين على الأقل عندما فتحت الذخيرة الحية على مسيرة تضم عشرات الآلاف انطلقت من المساجد في أعقاب إحياء ما يعتقد أنها "ليلة القدر"- ليل السابع والعشرين من رمضان- في مدينتي القصير واللاذقية، للمطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز" نقلاً عن ناشطين وسكان محليين. وإجمالاً سقط 11 قتيلاً في التظاهرات التي شهدتها سوريا الجمعة وشارك فيها عشرات الآلاف في مختلف أنحاء البلاد، تلبية لدعوة صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" التي أطلقت على هذا اليوم تسمية "جمعة الصبر والثبات". في الوقت الذي حضت فيه الأممالمتحدة السلطات السورية على حماية المدنيين. ففي حمص التي تشهد غليانا أمنيا وعسكريا منذ أيام خرج نحو 15 ألف متظاهر في حي الخالدية بالإضافة إلى آلاف في أحياء أخرى كبابا عمر وباب السباع والقصور. كما خرج عشرات الآلاف في تظاهرات حاشدة مطالبة بإسقاط النظام في مدن تدمر والرستن وتلبيسة والقصير اللواتي في ريف حمص. وشرقا، خرجت تظاهرة ضمت الآلاف في منطقة الجبيلة الواقعة في دير الزور وقام رجال الأمن بتفريقها بقوة إضافة الى تظاهرة في البوكمال (شرق). وتظاهر نحو خمسة آلاف شخص جرت في القامشلي (شمال شرق) هتفوا بحسب شريط فيديو "ما منحبك ارحل عنا أنت وحزبك". وفي دمشق، فرق رجال الأمن بالقوة تظاهرتين خرجتا من جامعي الدقاق والحسن في حي الميدان بالإضافة إلى مظاهرات جرت في حي برزة والقدم والقابون رغم الحصار والتواجد الامني الكثيف الذي يشهده هذا الحي. وفي ريف دمشق، تظاهر أكثر من سبعة آلاف شخص في دوما مطالبين بإسقاط النظام، كما خرجت تظاهرة في الزبداني رغم الانتشار الأمني الكثيف وتظاهرة في كناكر خرج فيها نحو ثلاثة آلاف شخص. وهتف المتظاهرون وكما ظهر في شريط فيديو بثته مواقع إلكترونية "نحن رجال الحرية واحدنا بيسوا مية". وخرجت تظاهرات في داريا وحرستا وقارة كما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق نحو 2500 متظاهر في عربين. وخرج الآلاف للتظاهر في حي الصاخور في حلب (شمال) كما خرجت تظاهرات حاشدة في عدة مناطق في ريف ادلب وريف درعا. وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، إن "اربعة مدنيين قتلوا في محافظة دير الزور (شمال شرق) خلال إطلاق رصاص وثلاثة في محافظة ادلب (شمال غرب) اثنان منهم بإطلاق رصاص فيما توفي الثالث تحت التعذيب خلال اعتقاله"، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وتحدث المرصد عن "مقتل مدنيين اثنين في محافظة حمص (وسط) أحدهما توفي متأثرا بجروح أصيب بها خلال إطلاق رصاص في 17 يوليو (الفائت) كما قتل مدني في اللاذقية (شمال غرب) خلال اقتحام منزله في حي الرمل الجنوبي وقتل آخر في نوى بمحافظة درعا (جنوب) خلال إطلاق رصاص على متظاهرين". وفي الأممالمتحدة قال دبلوماسيون إن المساعي الأمريكية والأوروبية الرامية إلى فرض عقوبات دولية على سوريا بسبب حملتها الدموية ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية تواجه مقاومة شديدة من روسيا والصين. وفي هذا السياق، عرضت روسيا الجمعة مشروع قرار في مجلس الأمن حول سوريا يتجنب الدعوات الغربية إلى فرض عقوبات على الرئيس السوري بسبب قمع تظاهرات المعارضة كما قال دبلوماسيون. ولمحت موسكو إلى أنها قد تلجأ الى حق النقض (الفيتو) في حال التصويت على أي قرار يتضمن عقوبات بحق دمشق. ويبدو التهديد مرتبطا بشكل أساسي بالعلاقات القوية التي تربط دمشقبموسكو، إذ يوجد لروسيا قاعدة بحرية في سوريا ووهي واحدة من مورديها الرئيسيين للسلاح. ومن بين العقوبات المقترحة فرض حظر على السلاح. ويأتي ذلك في الوقت الذي شددت فيه بعثة الأممالمتحدة الإنسانية التي زارت سوريا على أن هناك "حاجة ملحة لحماية المدنيين"، بعد أن زارت سوريا للمرة الأولى سوريا منذ بداية حركة الاحتجاجات في سوريا في منتصف مارس والتي تعرضت للقمع. وقال مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق الجمعة في تصريح صحفي "خلصت البعثة إلى أنه على الرغم من عدم وجود أزمة إنسانية على المستوى الوطني، هناك حاجة ملحة لحماية المدنيين من الاستخدام المفرط للقوة". وتقول الأممالمتحدة إن القوات السورية قتلت ما لا يقل عن 2200 محتج.