شارك الدكتور أحمد عبد الحميد النمر، عضو المكتب العلمي لوزير الآثار في فعاليات المؤتمر الثالث الدولي لمعهد الدراسات القبطية، "التراث القبطي بين الأصالة والمعاصرة" المقام بمقر معهد الدراسات القبطية والمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالكاتدرائية المرقسية في العباسية، وذلك تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني. ألقى النمر ورقة بحثية تناول فيها تأثير الفنون القبطية على الفنون المسيحية في بلاد النوبة، والتى يهدف منها تقديم دراسة ترصد المعابر وسبل انتقال التأثيرات والسمات الفنية من الفنون القبطية إلى الفنون المسيحية في النوبة. ومن خلال الدراسة رصد النمر العناصر المختلفة لتلك التأثيرات سواء في الطرق الصناعية أو الموضوعات والعناصر الزخرفية، بالإضافة إلى استخداماتها المختلفة. كما أوضح النمر خلال بحثه أن الفنون والحضارات تولد دائماً مرتكزة على قواعد مستمدة من الحضارات السابقة عليها، والتي تسمى لها الاتصال بها والأخذ منها والتأثر بها. وأشار النمر إلى أن الفن المسيحي في بلاد النوبة تأثر بفنون هدة ساعدت جميعها في تشكيل وتشخيص ذلك الفن ومن هذه الفنون القبطي والإسلامي. وأوضح النمر أن تلك التأثيرات كانت نتاج للعلاقات الخارجية بين بلاد النوبة والدول المجاورة، وترجع أيضًا للأحداث السياسية، خاصة فترة الانتقال التي نقلت فيها بلاد النوبة ما وصل إليها من حضارة جيرانها، أو جرت بها عدة أحداث أدت إلى النمو الحضاري لممالكها، في ضوء ذلك استمد الفنان النوبي المسيحي عديدًا من موضوعاته وعناصره الزخرفية من الفنون التي سبقته. كذلك قال النمر إنه منذ أوائل القرن العشرين خضعت بلاد النوبة لأعمال المسح والكشف الأثري، الذي امتد من عام 1902 إلي 1938م، تلى ذلك حملة اليونسكو لإنقاذ آثار بلاد النوبة في مصر عام 1954م. وأشار النمر إلى أن جميع أعمال المسح والتنقيب ببلاد النوبة كشفت لنا على مجموعة كبيرة من الآثار الثابتة والمنقولة المسيحية والتي جاءت في مواقع مختلفة من بينها كاتدرائية فرس، قصر أبريم، وقسطل وبلانه وتافه ودابود وكلابشه وعمدا والسبوعة المحفوظة بالمتاحف المصرية والدولية. وأضاف النمر أن التحف النوبية تميزت بتنوع أشكالها، واختلاف أغراض استخدامها ما بين أواني متعددة الأشكال وأطباق ومسارج "وسائل إضاءة"، وأختام وتماثيل ولعب أطفال وعناصر معمارية وأدوات وأزياء ومفروشات وغيرها. وأشار النمر إلى أن هذه المنتجات استخدم الفنان في صنعها العديد من مواد الخام، كما نفذت بطرق تطبيقية متعددة، وعند مقارنتها بالفن القبطي نجد أنها تتشابه معها من حيث الشكل والمضمون.