سيطرت حالة من الغضب على الأطباء خريجي دفعة 2017، بسبب عدم ضم سنة الامتياز إلى سنوات العمل، كما كان متبع فى السنوات السابقة، وهو الأمر الذى يؤثر على رواتبهم وترقياتهم، وهدد أطباء الدفعة بعدم التسجيل فى التكليف. وقالت منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، إنه فوجئ الأطباء حديثي التخرج في الدفعة السابقة، بأن هناك رفض من بعض مديريات الصحة؛ لضم سنة الامتياز لسنوات الخدمة، رغم أن الضم كان هو القاعدة السائدة دائما في السابق، موضحة أن هناك خطورة من تعميم هذه المشكلة لتشمل جميع أطباء الدفعة الجديدة. وأضافت مينا: بعيدا عن المناقشات القانونية المعقدة، حيث أن هناك تفسيرات قانونية تتيح ضم السنة وهناك تفسيرات أخرى تتيح عدم الضم، بعيدا عن كل هذه المناقشات المعقدة، يهمني أن أشرح جوهر الموضوع، حيث أوضحت الأمر فى عدة نقاط تمثلت فى الآتي: 1- يبدأ خريج الطب سنة الامتياز بعد 6 سنوات دراسة، منهم سنتي دراسة متصلتين (الخامسة والسادسة) وتنتهي امتحانات السنة السادسة في ديسمبر، اي بعد 27 شهر كاملة من بدء الدراسة في السنة الخامسة، وإذا قارنا ذلك بالزملاء خريجي أي كلية تقتصر الدراسة فيها على 4 سنوات سنلاحظ كمية الجهد الإضافي العالي جدا والتأخر في بدء حياة الطبيب العملية والمهنية. 2- بعد التخرج لا يستطيع الطبيب الحصول على حق مزاولة المهنة إلا بعد تمضية سنة عمل كاملة للتدريب عملي تحت الإشراف المباشر لأساتذة كلية الطب والأطباء المشرفين على العمل بالمستشفيات الجامعية. 3- خلال هذا العام يعمل طبيب الامتياز في كل أقسام المستشفى، يكون له جدول نوبتجيات، ومسئوليات عمل، حتى وان كان تحت إشراف الأطباء الأكبر، ولكنه عمل إلزامي لا تهاون فيه، ويعرض كما يتعرض جميع الأطباء -للأسف- للاعتداء والعدوى وكل مشاكل المهنة. 5- أطباء الامتياز ليس لهم تأمين صحي، ولا أي مظلة علاج أثناء فترة الامتياز، حيث انتهى تأمينهم الصحي كطلبة، ولم يبدأ بعد تأمينهم كموظفين، والحقيقة أننا كثيرا ما نقابل كوارث إنسانية إذا ما أصيب طبيب او طبيبة امتياز بمرض يحتاج لتكلفة عالية للعلاج. 6- طبيب الامتياز لا يتقاضى مرتب، ولكن تصرف له مكافأة، تتراوح بين 250 جنيه إلى 700 جنيه شهريا. بعد كل هذا يقابل أطباء الامتياز هذه الدفعة باحتمال تعميم إلغاء ضم سنة الامتياز لسنوات الخبرة. أوجه اعتراض الأطباء على عدم ضم سنة الامتياز وقال عدد من الأطباء دفعة 2017: "إن دراسة الطب البشري ست سنوات ثم يمر الطبيب بسنة امتياز يخضع فيها للتدريب الإكلينيكي على كافة تخصصات الطب البشري داخل المستشفيات بساعات عمل ونوباتجيات تصل ل72 ساعة أسبوعيًا لبعض الأقسام يتحمل خلالها الطبيب مشقة التدريب ومسئوليات عمله كاملة وقد يتعرض خلالها للاعتداء اللفظي والجسدي ولا يجد إلا الصبر والصبر فقط ليتعلم". وأضاف الطلاب: "تحملنا عامًا شاقًا بين أسرة المرضي بدون راتب، فلا يتقاضى طبيب الامتياز راتبًا وإنما تمنحه الجامعة مكافئة تتراوح من 250 الي700 كحد أقصى حسب ميزانية كل جامعة، وبدون غطاء تأمين ضد كوارث المهنة التى ننغمس فيها داخل الأمراض لعام، فإذا أصبنا بعدوى لا نجد جهة تتحمل علاجنا". تهديد بالإضراب وتابع الطلاب: "وبعد كل هذا وأكثر نجد أنفسنا أمام إلغاء ضم سنة الامتياز إلى سنوات العمل، وهو ما يؤثر بالسلب على الخبرة والراتب والترقية وغيره، علما بأن هذه السنة كانت تضم تلقائيا حتى العام السابق". فيما هدد الأطباء بالاضراب عن استلام التكليف، ودشنوا هاشتاج "اضراب أطباء تكليف 2019"، وهاشتاج "مش هنسجل". مناشدة لرئيس الوزراء ووزيرة الصحة وناشدت منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، رئيس الوزراء، ووزيرة الصحة، ورئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بسرعة التدخل؛ لحل هذه المشكلة، وإقرار الحق الذي تراه واضحا وعادلا للأطباء حديثي التخرج في ضم سنة الامتياز، متابعة: لعلنا نمسح عن شباب الأطباء بعضا مما يشعرون به من مرارة ناتجة عن الظروف شديدة القسوة التي يعملون بها. وقالت مينا، أن أطباء الامتياز يعملون فى ظروف شديدة القسوة، ومن حقهم ضم تلك السنة لسنوات الخبرة، مشيرة إلى أن طالب الطب يبذل جهدًا أكثر من غيره ويستمر 6 سنوات فى الكلية، إضافة إلى عدم حصوله على ترخيص مزاولة المهنة الا بعد سنة تدريب وهى سنة الامتياز، ولا يحصلون على تأمين صحي أو تأمين اجتماعى فى تلك السنة، ويحصون على راتب بين 250 و700 جنيه، ولا يعقل بعد هذا، إلغاء ضم تلك السنة لسنوات الخبرة. شق موضوعي وآخر قانوني يوجبان ضم سنة الامتياز أكد الدكتور إيهاب الطاهر عضو المجلس، أن الموضوع له شق موضوعي وشق قانوني يوجبان ضم سنة الامتياز، حيث أن عدد ساعات الدراسة بكلية الطب هي ضعف ساعات الدراسة بمعظم الكليات الأخرى، وأن سنة الامتياز هي سنة تدريب وعمل أساسية لابد منها حتى يستطيع الطبيب ممارسة المهنة بشكل جيد. الأطباء معاملون بقانون رقم 14 لسنة 2014 وأضاف عضو الأطباء، أن العمل خلال سنة الامتياز هو عمل شاق يستلزم كثيرًا أن يعمل الطبيب 24 ساعة متواصلة، بمكافآة شهرية له تصل إلى 250 جنيه فقط في الجامعات، بالإضافة لعدم وجود مظلة تأمين صحي حتى يتم علاجه إذا مرض. ولفت "طاهر" إلى أنه ليس من العدل أن يتم ضم هذه السنة لجميع الدفعات السابقة، ونحرم الدفعات الجديدة من هذا الحق، منوها أن الأطباء معاملون بقانون خاص هو القانون رقم 14 لسنة 2014 بتنظيم شئون أعضاء المهن الطبية، وفي حالة خلو هذا القانون من أي بند يتم تطبيق نص القانون العام للعاملين بالدولة رقم 47 فى هذا الخصوص. وأشار إلى أن قانون 14 قد خلا من مادة تستلزم الضم حيث أن المشرع وقتها رأى أن هذا الضم يتم بطريقة طبيعية طبقا للقانون العام المعمول به وهو قانون العاملين بالدولة رقم 47 لسنة 1978، موضحا أن قانون 14 أيضًا خلا من بند حساب العلاوة الدورية السنوية، وبالتالي فكانت تحتسب طبقا لقانون العاملين بالدولة رقم 47 لسنة 1978 بمبلغ من 4 – 6 جنيهات فقط كل سنة. مطالبة بالتراجع عن قرار عدم ضم سنة الامتياز من جهتها طالبت النقابة العامة للأطباء، الجهات المعنية، بالتراجع عن قرار عدم ضم سنة الامتياز، والاستجابة لمطالب الأطباء بضمها.