يعتبر ميناء المخا اليمني من أقدم الموانئ على مستوي شبه الجزيرة العربية، واشتهر بأنه كان يمثل السوق الرئيسية لتصدير القهوة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر، حيث تميز البن بجودته العالية التي دعت دول العالم وخاصة دول أوربا الاهتمام بالميناء. ويعد ميناء المخا منفذا بحريا هاما لمحافظة تعز اليمنية الذي بإمكانه ان يسهم اسهاما فعالا في رسم ملامح الاقتصاد الوطني إذا وضعت له الخطط و الاستراتيجيات المناسبة. وتزخر مديرية المخا بالعديد من المواقع الآثرية التاريخية و السياحية, التي لعبت دورا هاما في الحركة التجارية المحلية والعالمية جذبت إليها العديد من الباحثين و المهتمين ومحبي السياحة والاثار, لتلعب هذه المواقع الاثرية دورا كبيرا في تنشيط الحركة السياحية في المنطقة. علاقة مشروب «الموكا» بالميناء وأطلق لفظ «موكا» على نوع من أنواع القهوة نسبة إلى هذا الميناء، والذي كان المصدر الرئيسي للقهوة وتصديرها منذ 400 عام، حيث كان يزرع في مخا ثم ينقل عبر البحر الأحمر إلى السويس منها إلى الإسكندرية لينتشر في بلاد أوربا كفرنسا والنمسا. أدباء عالميون تحدثوا عن الميناء وتعبيراً عن القيمة العالمية للميناء، وصف المؤلف الفرنسي «دي لا روك» زيارة المخا وشرب القهوة اليمنية ب«الحلم الأوروبي »، وسرد تفاصيل الميناء، ووصفه في كتاباته بالعالمي الذي فرض وجوده ليجعل من مدينة المخا اليمنية أكثر أهمية بين المدن الساحلية في العالم. ووصف الرحالة الأوروبي نيبور شكل المدينة في يومياته التي سجلها عند زيارته لها بين عامي «1762 و 1763 ميلادية»، قائلاً :«إن المخا مدينة مأهولة بالسكان ومسورة، بالإضافة إلى السور توجد أبراج للحراسة على طريق مَوْزع منتشرة بين المدينة وبير البليلي، وعلى البحر تطل قلعتان مزودتان بمدافع، وهما قلعة طيار، وقلعة عبد الرب بن الشيخ الشاذلي، وبعض البيوت داخل سور المدينة مبنية بالحجارة بطريقة جميلة مشابهة لطريقة بناء بيوت بير العزب في العاصمة صنعاء، أما أكثر البيوت سواءً داخل السور أو خارجه فإنها عبارة عن أكواخ مخروطية من العشش المبنية بالقش، وفي خارج المدينة تنتشر أشجار النخيل بكثرة، وبين هذه الأشجار توجد حدائق جميلة وكان يضم سور المدينة خمسة أبواب هي'باب العمودي، باب الشاذلي، باب فجير، باب صندل، وباب الساحل». حملات عسكرية ضد الميناء وذكرت مصادر تاريخية عديدة أن مدينة المخا تعرضت لعدة حملات عسكرية من قبل الطامعين في اليمن، أهمها حملات البرتغاليين التي انتشرت مطلع القرن السادس عشر الميلادي على سواحل البحر الأحمر، وكانت هذه الحملات سبباً رئيسياً في تنافس الدولة العثمانية والحكومة البريطانية على منطقة الخليج العربي. وميناء المخا القديم يقع على الساحل الغربي من المدينة في موقعها الحالي، ولم يتبق من معالم الميناء القديم سوى بقايا أساسات من الحجارة المطمورة بالرمل، على الرغم من أنها كانت تعتبر إحدى المدن التاريخية الهامة، وكانت تضم كثيرا من المواقع الأثرية. منع تصدير البن للحفاظ علي التفرد بالجود وفي ظل الحكم العثماني للوطن العربي، منعت تركيا اليمن من تصدير حبة البن دون سلقها، حتى لا تتمكن الدول الأخرى من إنتاج بن بنفس الجودة اليمنية.
فترة ازدهار الميناء وشهد القرن السابع عشر أوج ازدهار الميناء، حيث كانت اليمن تصدر 15500 طن من البن لبريطانيا، و27500 طن لفرنسا، وسبعة آلاف طن للنمسا، وأربعة آلاف لأمريكا، و2200 طن للدول الأخرى، بينما تقل حالياً كميات البن التي تصدرها اليمن حتى وصل إلى 18 ألف طن سنوياً. إهمال «صالح» للميناء وعانى الميناء من الإهمال والتهميش خلال حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ، تحول إلى ميناء رئيسي للتهريب بكل أنواعه من وإلى اليمن، من تهريب للبشر والحشيش والمخدرات والخمور والأسلحة والمواد النفطية، كما شكل منفذاً للهجرة الغير شرعية. ومع استمرار التدهور اقتصر الميناء تجارياً على استيراد المواشي والماعز والأبقار من دول القرن الأفريقي، وخاصة أيام الأعياد والمواسم الدينية التي يكثر خلالها استهلاك اللحوم الحيوانية، ليفقد نسبة كبيرة من بريقه السابق. وإدراكاً من الشعب اليمني لقيمة الميناء، خرج آلاف اليمنيون في مسيرة عام 2012 من تعز إلى الميناء، للمطالبة بإعادة إحياء الميناء، لما يمكن أن تحققه اليمن من تنمية تجارية وتوفير فرصاً للعمل إذا أحسنت استغلاله. سيطرة الحوثيين على الميناء ويقع ميناء المخا حاليا تحت سيطرة مليشيات الحوثيين، بالرغم من محاولات قوات التحالف استعاداته، لما يمثله من مركز استراتيجي في اليمن.