ما لا تعرفه عن "أنطونى إيدن"..أسوأ رئيس وزراء بريطانى..فى ذكرى وفاته اسراء الصفتى
تحل اليوم، ذكرى رحيل أنتونى إيدن، السياسى البريطانى، أسوأ رئيس وزراء بريطانى فى القرن العشرين، والذى شغل موقع رئيس وزراء بريطانيا، وهو مولود في 12 يونيو 1897 في مقاطعة دورهام بإنجلترا ودرس في جامعة أكسفورد وتخرج فيها عام 1922، ودخل معترك الحياة البرلمانية في 1923 حين انتخب عضواً في مجلس العموم البريطانى عن حزب المحافظين في لمنجتون، لذا تقدم "الفجر"، ما لا تعرفه عن "أنطونى إيدن" فى ذكرى رحيله، وذلك من خلال السطور القادمة.
من هو أنطونى إيدن؟ طغت سمعة إيدن على الصعيد العالمي كمعارض للتسوية، و"رجل سلام"، ودبلوماسي ماهر في عام 1956 عندما رفضت الولاياتالمتحدة دعم الرد العسكري الأنجلو-فرنسي على العدوان الثلاثي، والذي انتقده النقاد عبر خطوط الحزب نكسة تاريخية للسياسة الخارجية البريطانية، مما يشير إلى نهاية الهيمنة البريطانية في الشرق الأوسط. ويصنف إيدن، بشكل عام بين أقل رؤساء الوزراء البريطانيين نجاحاً في القرن العشرين، وعرف في الوطن العربي بالمحرك الأكبر لتحالف بريطانياوفرنسا وإسرائيل في شن العدوان الثلاثي سنة 1956 على مصر. رئيس الوزراء البريطاني بين 1955 و1957، اعتبره 106 من الأكاديميين البريطانيين أسوأ رئيس وزراء إنجليزي، في استطلاع رأي أجري عام 2010، وذلك بعد أن أصابته لعنة الفراعنة، وقضت على تاريخه السياسي بهزيمة من العيار الثقيل في حرب السويس 1956. الحياة الشخصية في 5 نوفمبر 1923، قبل فترة وجيزة من انتخابه للبرلمان، تزوج بياتريس بيكيت، عندما كان عمره 18 عاماً فقط.[161] كان لديهم ثلاثة أبناء: سيمون (1924-1945)، روبرت، الذي توفي خمسة عشر دقيقة بعد الولادة في أكتوبر 1928، ونيكولاس (1930-1985). لم يكن الزواج ناجحاً، حيث كلاهما كانوا لديهم علاقات أخرى، في منتصف الثلاثينات نادراً ما تذكر في يومياته بياتريس، قد اندلع الزواج أخيراً تحت ضغط فقدان ابنهما سيمون، الذي قتل في عمله مع سلاح الجو الملكي البريطاني في بورما في عام 1945. بينما كان منفصل عن زوجته، أجرى إيدن علاقة مفتوحة مع دوروثي، كونتيسة بيتي، زوجة ديفيد، إيرل بيتي، وكان إيدن من نفس سلالة المؤلفة إميلي إيدن وفي عام 1947 كتب مقدمة لروايتها الزواج الشبه معلقة، وفي عام 1950، تم طلاق إيدن وبياتريس نهائياً، وفي عام 1952، تزوج ابنة أخ تشرشل كلاريسا سبنسر تشرشل، الكاثوليكية الرومانية التي انتقدت بشدة من قبل الكاتب الكاثوليكي إيفلين ووه على زواج رجل مطلق. كان زواج إيدن الثاني أكثر نجاحاً بكثير من الأول. مناصب شغلها عين وزير دولة للشؤون الخارجية في 1931، ومسؤولاً عن العلاقات الدولية في وزارة الخارجية في 1934، ووزيراً لشؤون عصبة الأمم في 1935. كما شغل إيدن، منصب وزارة الخارجية في وزارة الحرب، التي ألفها ونستون تشرشل في 1940ولقد أسهم في تقوية نفوذ السياسة البريطانية بالمشرق العربى في أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد عُيِّن فارسًا بعد نيله الوسام الإنجليزى (جارتر) في 1954. وبقى إيدن في وزارته حتى هزيمة حزب المحافظين في انتخابات 1945 وعقب نجاح المحافظين في انتخابات 1951 تولى وزارة الخارجية وصار نائباً لرئيس الوزراء ثم تولى رئاسة الوزراء في 6 إبريل 1955 وتقع على عاتق إيدن مسؤولية قرار اشتراك بريطانيا مع فرنسا وإسرائيل في العدوان الثلاثى على مصر في أكتوبر 1956 على إثر تأميم الرئيس عبدالناصر قناة السويس في 26 يوليو 1956. وقد لقى إيدن انتقادا واسعا بسبب قراره هذا وعلى إثر فشل هذا العدوان استقال إيدن وانسحب من الحياة السياسية في 9 يناير 1957 مكتفيا بعضوية مجلس اللوردات ولقب كونت آفون في 1961، وتفرغ لكتابة مذكراته إلى أن توفى في 14 يناير 1977. إيدن وعبد الناصر حاول إيدن، أن يضغط على الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر ويدفعه للانضمام لحلف بغداد 1955، وحاول أن يُخضعه بشتى الطرق، لكن ناصر صمد، إلا أن إيدن لم يحتمل ذلك الصمود. أخطائه بحق بلاده كان إيدن، يرى الطمع في حق مصر في السيادة على قناتها "عمل صحيح" و"من أجل السلام"، ويرى أن الإغارة على أرض الكنانة صحبة إسرائيل وفرنسا "عمل صحيح" و"من أجل السلام"، وأن التآمر على مصر بدفع إسرائيل لمحاربتها وافتعال أزمة بينهما، تتدخل فرنسا وإنجلترا على إثرها "عمل صحيح" و"من أجل السلام". كما ارتكب إيدن، خطأ تاريخيا ضخما في حق بلاده، وهو أنه أفقدها زعامة العالم لصالح الولاياتالمتحدة وروسيا، فبعد الهجوم على مصر انتفض الاتحاد السوفيتي مدافعا عن الدولة الماآمر عليها، وكانت المفاجأة أن الولاياتالمتحدة انحازت لنفس الاختيار. وفاته في ديسمبر 1976، شعر إيدن جيداً بما فيه الكفاية للسفر مع زوجته إلى الولاياتالمتحدة لقضاء عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة مع أفيريل وباميلا هاريمان، ولكن بعد الوصول إلى الولاياتالمتحدة تدهورت صحته بسرعة. وتوفي، من سرطان الكبد في سالزبوري في 14 يناير 1977، بالغ من العمر 79 عاماً، ودفن في كنيسة سانت ماري في ألفديستون، على بعد ثلاثة أميال من المنبع من "روز بور"، عند مصدر نهر إبل.