أشار المراسل السياسيّ لصحيفة يديعوت احرونوت إلى أنّ أحد مستشاري نتانياهو قال إنّ السياسة التي وضعها رئيس الوزراء نتنياهو تقضي بمحاولة احتواء الأحدث في الجنوب، مشددًا على أنّ نتنياهو يعتقد أنّه من الخطأ التوجه الآن إلى حرب شاملة ضد قطاع غزة، علاوة على ذلك، قال المستشار إنّ تل أبيب تستعد للرد في حال تواصل إطلاق النار، ولكنها لن تنجر إلى مواقع لا تريد أن تكون فيها، على حد وصفه. ونقلت الصحيفة العبريّة عن مقربين من محيط رئيس الوزراء الإسرائيليّ قولهم إنّ مجموعة من القيود، غالبيتها سياسيّة، أدّت إلى تقييد حرية عمل إسرائيل في قطاع غزة، لافتين إلى أنّ الوضع حساس في الشرق الأوسط الذي يغلي كالمرجل، وهناك ساحة دوليّة، إضافة إلى المسعى الفلسطيني في الأممالمتحدة في أيلول، وبالتالي، خلص إلى القول إنّه يجب استيضاح الطريق بحيطة وحذر. كما أشارت الصحيفة إلى قيودٍ أخرى عرضها مقربون من نتانياهو وُصفت بأنها أمنيّة دفاعيّة، من جهة أن الجيش لم يستكمل التسلح بعدد كاف من بطارية القبة الحديدية للدفاع عن الجبهة الداخلية من الصواريخ، وبحسبهم فإنّ منظومة واحدة أخرى من (القبة الحديدية) تكفي للدفاع عن مدينة متوسطة أخرى، ولذلك فإنّه يجب الاستعداد أولا وعدم المسارعة إلى الحرب. وأكدت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سياسيّة وُصفت بأنّها عليمة، قولها إنّ قادة الأجهزة الأمنية في الدولة العبريّة أشاروا في الجلسة عينها إلى أنّ حركة حماس لم تشارك في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وأنّ من يقوم بذلك منظمات أخرى مثل لجان المقاومة الشعبية والجهاد الإسلامي.
ونقلت عن نتنياهو قوله إنّه إذا استمر الهدوء في الجنوب فإنّ إسرائيل لن تقوم بتصعيد الوضع، ولن تبادر إلى إطلاق النار، ولن تقصف الأنفاق، ولكن لن تتردد في استهداف خلايا تتجه إلى إطلاق صواريخ أو تنفيذ عمليات، على حد قوله. ووصف مسؤولون إسرائيليون الأزمة مع مصر في أعقاب هجمات إيلات بأنها دعوة ليقظة المستوى السياسي الإسرائيلي بكل ما يتصل بالبيئة الإستراتيجية الجديدة حول إسرائيل. كما حذر مسؤولون من تكرار سيناريو الأزمة مع تركيا بعد فترة قصيرة مع مصر، وعليه فإنّه يتحتم على قادة إسرائيل أنْ يبذلوا الجهود لتحسين العلاقات مع أنقرة. ونوهت المصادر السياسيّة في إسرائيل، كما قالت (هآرتس) إلى أنّ واشنطن وتل أبيب تحاولان وقف التدهور في العلاقات مع مصر، وبناءً عليه فقد تمّ إيفاد رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال أمير إيشيل، في زيارة قصيرة إلى القاهرة، الأحد الماضي، وذلك للتنسيق مع قادة الجيش المصريّ بشأن التحقيق المشترك فيما حصل على الحدود، بالإضافة إلى ذلك، زادت المصادر، توجّه مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان إلى القاهرة أوّل من أمس، الاثنين، والتقى وزير الخارجية وكبار المسؤولين في المجلس العسكري الأعلى، وأجرى محادثات تركزت حول الحفاظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل وتعزيز السيطرة الأمنية المصرية على سيناء، كما قالت المصادر الإسرائيليّة للصحيفة العبريّة.