بحلول يوم 7 يناير من كل عام، يحرص الأقباط في مصر والعديد من دول العالم على الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة داخل الكنائس وخارجها في مشهد تكسوه البهجة التي يعبرون عنها بالصلوات والاحتفالات الدينية والعائلية، وذلك احتفالًا بمولد السيد المسيح، وهو الحدث الذي يعد الأهم لدى الأقباط على الإطلاق بعد عيد القيامة. وبالتزامن مع موعد تلك الاحتفالات، تستعرض "الفجر" أبرز الطقوس والمظاهر التي يحرص المسيحيون من خلالها على رسم ملامح احتفالات عيد الميلاد المجيد، وذلك خلال السطور التالية.
زينة عيد الميلاد
ويحرص الأقباط مع حلول أعياد الميلاد المجيدة على تزيين المنازل والكنائس والعديد من الشوارع والساحات العامة بزينة خاصة بالعيد يمزج عادة بين اللونين الأحمر والأخضر وهما اللونان الرئيسيان والتقليديان اللذان يشيرا عادة إلى عيد الميلاد، إلا أنها قد تطعم أحيانًا باللونين الذهبي والفضي.
ويرمز اللون الأخضر إلى الحياة الأبدية خاصة أنه يستخدم مع الأشجار دائمة الخضرة التي لا تفقد أوراقها، بينما يرمز الأحمر ليسوع نفسه.
ويعود تاريخ إنشاء زينة أعياد الميلاد إلى القرن الخامس عشر، حيث انتشرت عادة تزيين المنازل خاصة في لندن، وتشمل الزينة شجرة العيد وهي رمز لقدوم يسوع إلى الأرض من ناحية، ووفقًا للتقليد يجب أن تكون من نوع شجرة "اللبلاب" بحيث ترمز ثمارها الحمراء إلى دم يسوع وإبرها إلى تاج الشوك الذي ارتداه خلال محاكمته وصلبه.
وعادة ما تلحق بالشجرة ضمن زينة عيد الميلاد مغارة الميلاد، وهي أقدم تاريخيًا من الشجرة، ففي القرن العاشر كان القديس فرانسيس الأسيزي قد قام بتشييد مغارة حية وضع بها رجلًا وامرأة لتمثيل مريم ويوسف وطفلًا لتمثيل يسوع، ثم انتشرت منذ ذلك الوقت المغارة كزينة.
ويحرص الأقباط على تزيين منازلهم كذلك بالأجراس والسلاسل الذهبية والكرات الحمراء وأكاليل أغصان دائمة الخضرة إلى جانب حلوى القصب والجوارب الحمراء والنجوم ووجوه لبابا نويل وغزلانه.
موسيقى الميلاد
على مر العصور، جهزت العديد من الأناشيد والقصائد الملحنة في الكنيسة، ويقدم الأقباط عدد كبير من الأغاني الشعبية والترانيم الكنسية الشهيرة عن الميلاد مثل الترنيمة اللاتينية "تعال إلى جميع المؤمنين" وترنيمة "المجد لله في العلى" وترنيمة "يا رعاة أخبرونا" وهي ترانيم لاتينية الأصل.
وتم تعريب العديد من الأناشيد المشتقة من السريانية مثل "أرسل الله" و"سبحان الكلمة" وهما لا تزالان مستعملتان بين الأقباط العرب حتى اليوم.
طعام ليلة الميلاد
من أهم مظاهر الاحتفالات لدى الأقباط هي عشاء عيد الميلاد والذي يتم في ليلة العيد أو مأدبة غداء في نفس يوم العيد، وهي تعد جزء هام لا يتجزأ من طقوس الاحتفالات.
ولكن لا يوجد طبق موحد يقدم في هذه المناسبة في مختلف أنحاء العالم، فالأطباق تختلف من بلد إلى آخر باختلاف الثقافات.
ففي صقلية الوجبة الخاصة بعيد الميلاد تتكون من 12 نوعًا من الأسماك، وفي بريطانيا وعدد من الدول الأخرى تتألف المائدة من الدجاج المحشي والإوز إلى جانب المرق واللحوم والخضراوات وعصير التفاح، إلى جانب حلوى عيد الميلاد.
أما في بلاد الشام خاصة في سوريا وفلسطين ولبنان فتشتمل مأدبة عيد الميلاد على الكبة وورق الدوالي والدجاج المحشي فضلًا عن المقبلات والتي يعد أبرزها التبولة والفتوش وبابا غنوج.
تبادل الهدايا وبطاقات المعايدة
تعد بطاقات المعايدة جزءا من الاحتفالات التقليدية بعيد الميلاد، وتشتمل على صور لسانتا كلوز ورجال الثلح وشجرة وعدد من الرموز والأيقونات الدينية الميلادية كميلاد المسيح ونجمة بيت لحم والحمامة البيضاء التي ترمز إلى السلام على الأرض، ولكن مع انتشار التكنولوجيا والانترنت أصبحت بطاقات المعايدة إلكترونية ويتم تبادلها بين الأهل والأصدقاء تهنئة بحلول العيد المجيد.
أما عن تبادل الهدايا فهو جانب رئيسي للاحتفال بأعياد الميلاد، وانتشرت العادة بين الأقباط بداعي الارتباط بالقديس نيقولا لكونه كان يوزع على العائلات الفقيرة الهدايا واللباس والطعام تزامنًا كع احتفالات العيد دون أن تعرف العائلات أنه الفاعل، ومن العادات المنتشرة كذلك تبادل الأسر الهدايا بين بعضهم البعض وإن كانت هدايا رمزية.