يستقبل المسيحيون عيد الميلاد بمذاق خاص جدًا هذا العام تحدوه الآمال في مستقبل أفضل يحمل الخير لمصر ويزيد ارتباطهم بوطنهم ويوطد علاقتهم بإخوانهم المسلمين عبر تفعيل مبادئ المواطنة والمشاركة التي حرص على إقرارها الدستور القادم. وجاءت زيارة الرئيس عدلي منصور، أولى بشائر هذا المستقبل الذي يدعو الجميع أن يكون ورديًا وأجمل مما سبق، ورغم سخونة الأحداث السياسية التي شهدتها مصر خلال الأيام الأخيرة، وتحدى التهديدات الإرهابية التي تصدر عن كيانات إرهابية تتربص بمصر، يتحدى أقباط مصر كل هذا ويُصرون على الاحتفال بعيدهم المجيد. وتحيي الكنائس المصرية احتفالات عيد الميلاد الذي تتذكر فيه الأحداث السابقة واللاحقة لعيد الميلاد بداية من بشارة السيدة مريم العذراء إلى مولد المسيح عليه السلام. ويعتبر الأخضر والأحمر هما اللونان الرسميان للإشارة إلى عيد الميلاد، حيث يرمز اللون الأخضر "للحياة الأبدية" خصوصًا مع استخدامه للأشجار دائمة الخضرة، فيما يرمز اللون الأحمر إلى دم السيد المسيح وإلى تاج الشوك الذي ارتداه خلال محاكمته وصلبه. ويأتي تشابه طقوس ومراسم الاحتفالات بين المسلمين والمسيحيين كرافد متين لتقوية أواصر الوحدة الوطنية، حيث تتقارب العادات والتقاليد إلى حد كبير جدًا، بداية من الصلاة في المساجد والكنائس إلى جانب زيارة المقابر، للتذكر والترحم على الأموات وأخذ العظة، إلى جانب تبادل الزيارات العائلية والخروج إلى الحدائق والمتنزهات للترويح عن النفس وإدخال البهجة والسرور على أفراد العائلة. هدايا بابا نويل تقول الكاتبة ميرفت عياد: يتم الاحتفال بعيد الميلاد باحتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة، واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة الميلاد وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل وتناول عشاء الميلاد، علمًا بأن أعدادًا كبيرة من غير المسيحيين تحتفل بالعيد أيضًا، وهو عطلة رسمية في أغلب دول العالم وفي الوطن العربي يعتبر عطلة في سوريا ولبنان ومصر والأردن وفلسطين ولأبناء الطائفة في العراق، كذلك يعتبر عيد الميلاد من أكثر المناسبات التي ينفق عليها البشر مالًا، كما توجد لهذه المناسبة أغانٍ وموسيقية وأفلام ومسرحيات عديدة تتناولها، بأبعادها المختلفة. شجرة الميلاد يتم تزيين المنازل والكنائس والشوارع الرئيسية والساحات والأماكن العامة في المناطق التي تحتفل بالعيد بزينة خاصة بها، عادة يعتبر اللونان الأخضر والأحمر هما اللونان التقليديان للإشارة إلى عيد الميلاد، حيث يرمز اللون الأخضر "للحياة الأبدية" خصوصًا مع استخدامه للأشجار دائمة الخضرة التي لا تفقد أوراقها، في حين يرمز الأحمر للمسيح نفسه. ويعود تاريخ زينة الميلاد إلى القرن الخامس عشر، حيث انتشرت في لندن عادة تزيين المنازل والكنائس بمختلف وسائل الزينة خاصة شجرة الميلاد التي ترمز لقدوم السيد المسيح إلى الأرض من ناحية، وثمارها الحمراء ترمز إلى دم السيد المسيح وإلى تاج الشوك الذي ارتداه خلال محاكمته وصلبه. مغارة الميلاد ويلحق بالشجرة عادة، مغارة الميلاد، وهي أقدم من الشجرة تاريخيًا، إذ كان تصوير مشاهد ولادة المسيح منتشرًا في روما خلال القرن العاشر، وقام القديس فرنسيس الأسيزي عام 1223 بتشييد مغارة حية، أي وضع تمثال للقديس يوسف النجارة وتمثال آخر للسيدة العذراء مع مجسمات لبقرة وحمار كتعبير عن مزود البقر الذى ولد فيه السيد المسيح، وانتشر بعد مغارة القديس فرنسيس هذا التقليد في أوروبا ومنه إلى مختلف أنحاء العالم، وهي تمثل حدث الميلاد. شاعر الميلاد شكّل عيد الميلاد على مر العصور، موضوعًا لعدد من الأناشيد والقصائد المُلحنة في الكنيسة والمجتمع، لعل أفرام السرياني كان من أوائل مَن وضع قصائد مُلحنة للميلاد حتى لقّب ب"شاعر الميلاد"، ولا تزال الترانيم التي ألفها في هذا الصدد متداولة حتى اليوم في الكنائس ذات الطقس السرياني في نفس الفترة أي بحلول القرن الرابع كان قد ظهر في أوروبا أيضًا مجموعة ترانيم خاصة بالعيد مثل "نور الأمم"، وذلك على يد القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو، كانت الأناشيد الأولى سواء في الشرق أم الغرب تتخذ منحى المعاني اللاهوتية وتكثر من أخذ التصورات الإنجيلية. جوقة الميلاد ويعود للقرنين التاسع والعاشر انتشار عادة وضع قصائد مُلحنة خاصة بعيد الميلاد في أوروبا الشمالية، حيث تم وضع الموشحات المقفاة حول الميلاد يستعملها الرهبان في الكنيسة، وخلال القرن الثاني عشر وضع الراهب آدم من رهبنة القديس فيكتور في باريس أول أغانٍ شعبية غير كنسية عن الميلاد، وبالتالي بدأت تنشأ الموسيقى الشعبية لعيد الميلاد؛ والتي ازدهرت وتطورت في فرنساوألمانيا وبشكل عميق في إيطاليا بتأثير القديس فرنسيس الأسيزي خلال القرن الثالث عشر، إذ ينسب إليه عدد كبير من الأغاني الشعبية الميلادية في اللغة الإيطالية. أما أقدم ترانيم وأغاني الميلاد التي ظهرت بالإنجليزية تعود لعام 1426 على يد جون آودلاي وهو قسيس في شروبشاير كتب "ترانيم ميلادية" وهو عبارة عن كتاب يضم 25 أغنية شعبية كانت تغنى من قبل زائري المنازل خلال تبادل الهدايا عشية الميلاد، بشكل عام يعود لفترة القرون الوسطى نشوء عدد وافر من الأغاني الشعبية والترانيم الكنسية الشهيرة عن الميلاد. طعام العيد باختلاف الثقافات يعتبر عشاء الميلاد الذي يتم في ليلة العيد أو مأدبة الغداء يوم العيد جزءًا هامًا من الاحتفال بالعيد، ولا يوجد طبق موحد يقدّم لمناسبة العيد في مختلف أنحاء العالم، بل الأطباق تختلف من بلد إلى بلد باختلاف الثقافات، ففي صقلية الوجبة الخاصة بعيد الميلاد مؤلفة من تقديم 12 نوعًا من الأسماك، وفي بريطانيا والدول التي تأثرت بتقاليدها تضم مائدة عيد الميلاد الدجاج المحشي والإوز إلى جانب اللحوم والمرق والخضراوات وعصير التفاح في بعض الأحيان. هناك أيضًا بعض الحلويات الخاصة مثل "حلوى عيد الميلاد" تنتشر في تلك المناطق، وفي بولندا وأجزاء أخرى من أوروبا الشرقية وإسكندنافيا فإن الأسماك غالبًا ما تكون هي الوجبة الرئيسية في العشاء التقليدي، ولكن حديثًا أخذ لحم الخراف والعجول يحل إلى جانب الأسماك، أما في ألمانياوفرنساوالنمسا عادة ما يشمل عشاء الميلاد التقليدي لحم الإوز والدجاج المحشي. بطاقات المعايدة يصدر لمناسبة عيد الميلاد عدد كبير من البطاقات البريدية في مختلف دول العالم، وغالبًا ما تستخدم في الرسائل التي ترسل فيها بطاقات عيد الميلاد، كما أنها تحظى بشعبية بين هواة جامعي الطوابع، علمًا بأن الطوابع تبقى صالحة على مدار السنة، وغالبًا ما تُصدر الحكومات هذه الطوابع بكميات كبيرة بين أكتوبر وبداية ديسمبر من كل عام وبكميات كبيرة. أقدم الطوابع وأكثرها تميزًا صدر في كندا عام 1898، وفي عام 1937 أصدرت النمسا بدورها طوابع تخص تحية عيد الميلاد، وفي عام 1939 أصدرت البرازيل طوابع تصور المجوس الثلاثة ونجمة بيت لحم والملائكة والطفل، ومريم والطفل؛ وفي الولاياتالمتحدة تصدر سنويًا مجموعة طوابع خاصة بالعيد كل عام.