قال الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن القصص حول موت ملوك قدماء المصريين تعددت، وهناك الكثير من الأساطير التي ارتبطت بنهاية بعض الملوك والملكات. وضرب عبد البصير، خلال تصريحات صحفية، مثلًا بنهاية حكم الملكة حتشبسوت والتي تعد أحد النهايات الغامضة حيث لم نكن نعرف كيف انتهت حياتها، ولماذا تم محو صورها وأسمائها من على آثارها حتى جاءت الأبحاث العلمية الحديثة التي قام بها الدكتور زاهي حواس وفريق المشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية على مومياء الملكة حتشبسوت وآثار فترة حكمها. وتابع: من خلال الدراسة عثر الفريق على ضرس داخل صندوق أحشاء الملكة، فى خبيئة المومياوات بالدير البحري، وكذلك على كل أسنان المومياء وتم فحصها بالأشعة، حيث اتضح وجود جزء في أعلى الفك التي تم نقلها للمقبرة رقم 60 بوادي الملوك، من مقبرة الملكة رقم 20 بوادي الملوك، وأن هذا الضرس كان يخص هذه المومياء. وأضاف: تأكد للفريق أن هذه المومياء الموجودة فى المقبرة رقم 60 هي مومياء الملكة حتشبسوت، حيث أثبتت الأشعة المقطعية أن الملكة ماتت في سن ال 50، وكانت ممتلئة الجسم، وتعاني من مرض السكر، وماتت بسبب السرطان. وعن الملكة نفرتيتى أكثر الملكات المصريات شهرة في العالم كله، قال عبد البصير، إنها الزوجة الكبرى للملك أخناتون، حيث قام الفريق بدراسة المومياويتن الموجودتين داخل المقبرة رقم 21 بوادي الملوك، واللتين قام بدراستهما وترميمها دونالد راين، وأحدهما بدون رأس، مشيرا إلى أن الفريق سيقوم بالبحث عن عظام الملكة موت نجمت زوجة الملك حور محب كي يعقد مقارنات بينها وبين مومياء المقبرة 21 بوادي الملوك لمعرفة هل هذه المومياء تخص الملكة نفرتيتي أم لا، وإلى الآن لم يتم العثور على مومياء نفرتيتي. وقال إن أكثر من ثار حوله الجدل هو الملك توت عنخ آمون أشهر ملوك قدماء المصريين، حيث أكدت دراسات مومياء الملك، أن العمود الفقري لتوت عنخ آمون كان منحنيًا قليلاً، وكان يعاني من تقوس بساقه اليمنى، وقدمه اليسرى مشوهة تمامًا، وهو لم يُقتل كما هو مشهور، حيث ثبت من خلال فحص المومياء، أنه لا توجد أية علامة عن أي إصابة تلقاها الملك خلال حياته في الرأس أو الصدر. وأثبتت الدراسات أن الملك توت عنخ آمون -والكلام لدكتور حسين عبد البصير مدير متحف آثاو مكتبة الإسكندرية- تعرض إلى حادثة قبل وفاته بساعات، ومن الممكن أن تكون هذه الحادثة حدثت عندما كان يصيد الحيوانات البرية في عربته الحربية في الصحراء بالقرب من منف، وبسبب ضعفه وإعاقته، استسلم توت عنخ آمون لجراحه مما أدى إلى وفاته، وإن زوجته الثانوية "تي"، تآمرت على قتله، حيث أثبتت الدراسات الحديثة التي أجريت على مومياء رمسيس الثالث أنه تم قطع رقبة الملك من الخلف بسكين حاد. وتابع: تشير الدراسات إلى أن تي تآمرت مع بنتاورت ابن الملك لقتله، وتم عقاب هذا الابن عقاب شديد، حيث أُجبر على الانتحار وشنق نفسه بيده من خلال علامات الحبل الموجودة على رقبة المومياء الخاصة به، والمعروفة بالمومياء الصارخة. واختتم عبد البصير تصريحاته قائلًا إن من ضمن عقاب هذا الابن كان عدم تحنيط جثته ودفن جسده فى جلد الغنم الذي كان يعتبر غير طاهر فى مصر القديمة، وبناء على ذلك سيذهب إلى الجحيم في الآخرة، ولا زالت مومياوات الملوك تحمل المثير من الأسرار.