يثير الغموض مصير أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، جدلاً واسعًا في قطاع غزة، وسط تضارب الروايات بشأن ما إذا كان قد قُتل في غارة إسرائيلية أو لا يزال على قيد الحياة. الجدل تصاعد بعدما أصدرت كتائب القسام بيانات حول مصير بعض الأسرى الإسرائيليين دون أن تحمل توقيع أو ظهور أبو عبيدة، الذي اعتاد سكان غزة ظهوره في المحطات المصيرية ببيانات مصورة أو صوتية. وقد لاحظ العديد من المراقبين غيابه الملحوظ خلال مراحل حاسمة من العدوان الإسرائيلي على القطاع، وهو ما فتح باب التكهنات والتساؤلات.
وفيما زعمت مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن أبو عبيدة استشهد في غارة استهدفت موقعًا في مدينة غزة، بناءً على "معلومات استخباراتية مؤكدة"، لم تؤكد حركة حماس أو تنفي هذه الرواية بشكل صريح حتى الآن.
من جهتها، نقلت وسائل إعلام محلية عن أفراد من عائلته أنهم تلقوا معلومات تفيد باستشهاده، مشيرين إلى أنه قُتل برفقة زوجته وثلاثة من أطفاله، بينما لا يزال مصير طفل رابع غير معروف.
وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن الحركة تتعمّد التحفّظ عن إعلان أي معلومات رسمية بشأن مقتل أبو عبيدة، أو أي من قادة المجلس العسكري للقسام، تجنبًا لإحداث أي ارتباك تنظيمي أو معنوي داخل صفوف المقاومة، في ظل مرحلة دقيقة تتضمن تسليم جثامين أسرى إسرائيليين، ومحادثات حول مستقبل الحوكمة في غزة.
كما كشفت المصادر أن تحديد هوية أبو عبيدة كان معقدًا بسبب تمزق جسده نتيجة الغارة، مشيرة إلى أن جزءًا من يده هو الذي حسم مسألة التعرف عليه لاحقًا.
ورغم عدم صدور إعلان رسمي من حماس حتى الآن، فإن الجدل الشعبي والإعلامي في غزة مستمر، في انتظار تأكيد أو نفي قاطع بشأن مصير المتحدث الملثم الذي لطالما شكّل أحد أبرز الوجوه الإعلامية للمقاومة الفلسطينية خلال السنوات الماضية.