تُؤلمني زيادة المشاجرات الزوجية في رمضان؛ فهي تُعمِّق المشكلات بين الزوجين، وأتمنّى أن تُمسك الزوجات بالريموت كونترول بأيديهن، وتجعل رمضان بداية لحياة أجمل تستحقها الزوجات ونهاية لصراعات تقضي على الحب وترشّح الزواج لنهاية تعيسة بالطلاق أو بالانفصال العاطفي. اعتراضات.. ولكن!! أكاد أسمع اعتراضات بالجملة: "الرجال يُحبّون النكد، ويحترفون حرق دم الزوجات، ويتفنّون في مضايقتنا، ويفهمون نقاط ضعفنا ويضغطون عليها لإيلامنا بشدة ويستعينون بالأهل كثيرا و.. و...".
وأرد بكل الودّ والاحترام: "بعض هذه الاعتراضات صحيحة والآخر مبالغ فيها وتوجد زوجات يضايقن أزواجهن".
وبدلا من إضاعة الأعمار في معاداة الرجال فلندّخر الطاقات بالفرح بمزايا الزوج -وإن قلّت- والسعي لتقليل المشكلات بدلا من زيادتها.
الزلط والغلط يعتبر رمضان مرآة للعلاقة الحقيقية بين الزوجين؛ فالمثل الشعبي الرائع: "حبيبك يبلع لك الزلط وعدوّك يتمنّى لك الغلط".
فنجد الزوجات والأزواج يتمنون الغلط من الطرف الآخر ليردّوا الصاع صاعين، وتزداد الرغبة في ذلك مع إرهاق الصيام؛ بسبب شدة الحرارة وطول اليوم، وانعدام الرغبة في تجاهل الصغائر، والسماح لنفاد الصبر بسبب الرصيد السابق ليتحوّل رمضان لمشاجرات.
استفزازات وإهانات تستفيد الزوجة الذكية من روحانيات رمضان لزيادة رصيدها الإيماني فتتقرّب للخالق -عز وجل- بتحسينها لعلاقتها بزوجها لتكون زوجة صالحة وإما صالحة يقتدي بها أبناؤها -من الجنسين- فتغيّر من أسلوبها مع زوجها، وتتوقّف تماما عن الجمل الاستفزازية التي تخصم منها السعادة.
ولا يمكن أن نُهين إنسانا ونتوقّع أن يمنحنا الحب والاحترام، فسيرد بالعنف ولو بعد حين.
وأكاد أسمع من تعترض: "وهل أترك حقوقي ليستولى عليها لأكون زوجة صالحة؟".
وأربت عليها بودّ صافٍ، وأُؤكّد باللين والنعومة ستحصلين على أضعاف ما تنتزعينه بالعنف والاستفزاز؛ فجميعنا نعطي بإرادتنا الحرة ودون ضغوط أو تهديد أو استفزاز أضعاف ما نعطيه بعد المضايقات.
معارك رمضانية تحدث معارك في رمضان؛ بسبب الذهاب لأسرة الزوج، وأخبرتني زوجة أنها تذهب لحماتها منذ الصباح الباكر؛ لتُعدّ معظم الطعام بمفردها، ثم تغسل الأطباق وتنظّف المطبخ إرضاءً لحماتها، وقالت أخرى إنها تذهب قبل الإفطار بدقائق وتتعمّد أن تأكل أقل القليل من الطعام وتسارع بالمغادرة فلا تطيق حماتها وأهل زوجها.
وخير الأمور الوسط؛ فالزوجة ليست مطالبة بطهي الطعام بدلا من الحماة، ويمكنها المشاركة بالاتفاق مع الحماة، وإذا طلب منها زوجها بشرط ألا تقوم وحدها بكل العمل؛ ففي ذلك إجحاف أرفضه وليس لطيفا المبالغة بالتحفّظ والمسارعة بالمغادرة لتعلن كراهيتها لأهل زوجها.
ينتصر لنفسه وأتمنّى أن تتصل هاتفيا بحماتها لتسألها إذا كانت تريد مساعدة أو أن تحضر معها شيئا، وتأخذ معها هدية مناسبة وتبتسم أثناء تواجدها، ولا تتجهم كما أخبرتني الكثيرات؛ فالتجهم والتزام الصمت يُفسد العلاقة مع أهل الزوج، فيشعر الزوج بأن زوجته تتعمّد إهانته أمام أهله فيتشاجر معها ليس لينتصر لأهله -كما تتوهم معظم الزوجات- ولكن لينتصر لنفسه فزوجته لم تجامل أهله تكريما له.
وتتعمّد بعض الزوجات مضايقة أهل الزوج ردا على تجاهله لأهلها فتعطيه المبرر للتمادي بمضايقاته لها ولأهلها، وأفضل التعامل بلطف مع أهل الزوج لتقضي الزوجة وقتا جيدا، ولتُحرّض زوجها تدريجيا على تحسين علاقته بأهلها.
نصيحة عملية تتشاجر بعض الزوجات مع أزواجهن في رمضان لرفضهم المساعدة في إعداد الطعام.
وأهمس لكل زوجة: إذا كان زوجك لا يساعدك بإعداد الطعام قبل رمضان فكيف تتوقعين أن يفعل ذلك في الصيام؟ وبدلا من المشاجرة اكتبي له قائمة باحتياجاتك ليشتريها من الخارج، إن كان يُحسِن الشراء حتى لا تحصلي على نتائج عكسية.
وإليكِ نصيحة سمعتها من زوجة ذكية تقوم ليلا بطهي أصناف من الطعام في طواجن بالفرن، ثم تضعها في الفريزر لتقوم بتسخينها في الفرن قبل الإفطار، ويكون طعمها شهيا وطازجا وتُوفّر عناء الطهي وهي صائمة.
مضايقة وعقاب تتعمّد بعض الزوجات الامتناع عن اللقاء الزوجي الحميم في رمضان للتفرّغ للعبادة، أو لانتهاز الفرصة لمضايقة الزوج عند البعض الآخر.
وأتمنّى أن تراجع الزوجات أنفسهن، وأن تستفيد من اللقاء الحميم لإزالة الرواسب السيئة المتراكمة مع الزوج وتشعره بأنه يرضيها كأنثى، وتتجاوب معه لتسعد نفسها وتلقي بالمشكلات بعيدا أثناء هذا اللقاء؛ فتزرع الحب بداخلها تجاه زوجها وتُشعره به؛ فقد جعل الخالق هذا اللقاء الزوجي لتدعيم المودة بين الزوجين، وليس ليُستخدم كسلاح للعقاب.
خط أحمر يتّصف بعض الأزواج بالعصبية في نهار رمضان للامتناع عن التدخين وللضغط المادي.
والزوجة الذكية تتجاهل العصبية وتتجنّبها ليس من قبيل الضعف أو قلة الحيلة، ولكن لتحافظ على صيامها أولا، ولأنها تعلم أنه ليس في حالته الطبيعية، وتتفادى الأمور التي تعلم أنها تثير عصبيته، فهذا أذكى من الرد عليه بعصبية فتتطوّر الأمور لمشاجرات وشتائم، وأُؤكّد دائما أن الاحترام المتبادل بين الزوجين هو خط أحمر يحرم تجاوزه بأي حال.
استفادة واسترخاء تتشاجر بعض الزوجات مع الأزواج عندما يتنزّهون مع أصدقائهم بعد الإفطار وتصرّ على ذهابهم معهن لزيارة الأسر أو الصديقات، وأفضّل الاستفادة من قضاء الزوج لبعض الوقت مع أصدقائه، لتسعد الزوجة بقضاء أوقاتا مع صديقاتها المقربات ومع اسرتها وللاستجمام والاسترخاء بمنزلها والاهتمام بجمالها.
محاضرات وعناد تفرض بعض الزوجات على الأزواج قيام الليل في رمضان، وتقوم بإلقاء الخطب والمحاضرات الدينية، وإذا رفض تقول له كلاما قاسيا وتتناسى أن الخالق -عز وجل- قال لسيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه: "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك".
فلتكتفي بالتلميح الذكي بفضل الإكثار من العبادات والصدقات بالطبع وصلة الرحم، وتقولها بابتسامة وبأقل قدر ممكن من الكلمات ثم تنصرف لأمورها ولا تشعر زوجها بأنها تراقبه فيلجأ للعناد.
معايرة وديون تشتعل المشاجرات الرمضانية؛ بسبب كثرة مطالب بعض الزوجات المادية، ولتتذكر الزوجة أن رمضان ستنتهي أيامه وسيتبقى داخل عقل وقلب الزوج معايرة زوجته له بقلة دخله ومقارنته بأزواج صديقاتها، وأن الاستدانة من أجل أمور يمكن الاستغناء عنها، ستكدّر عليها حياتها لعدة أشهر.
وصفة صينية فلتجعل الزوجة الذكية من رمضان بداية لحياة أجمل بتطبيق نصيحة الحكيم الصيني: إذا استطعت أن تخرج لسانك يوميا وتضعه في السكر وتعيده ثانية فافعل.
فإذا التزمت الزوجة باللسان الحلو وابتعدت للأبد عن الكلام الجارح مع زوجها، وتعلّمت فنون الاقتراب الأنثوي بنعومة ولطف وأتقنت الابتعاد المحسوب عن زوجها وترك مساحة له لقضاء بعض الوقت مع أسرته ومع أصحابه فسترتاح من الصراعات.
إطفاء النيران لتستعيد اهتماماتها وهواياتها قبل الزواج، وتقضي أوقاتا تتعبد بخشوع وبإخلاص، وتملأ عقلها وقلبها بأنوار رمضان، وتزرع بوجدانها أن الحياة مهما طالت فهي قصيرة، وليس من الذكاء السماح بتقصيرها بنكد ومشاجرات يمكن إطفاء نيرانها ليس في برمضان فقط ولكن دائما؛ لتسعد بزوج ناجح ولتحتفظ بجمالها وبشبابها وبصحتها النفسية والجسدية ولتتمكن من إدارة الخلافات الطبيعية، والتي لا يخلو منها أي زواج بتمكن ومهارة؛ لأنها استطاعت كسب قلب وعقل زوجها وأشعرته بالود وبالاحترام وبهذا فقط تستطيع تجديد الحب مع الزوج وأن تصنع زواجا ناجحا وسعيدا ينير حياتها؛ لأنها تستحق ذلك ولأن البديل سيئ ومؤلم جدا.