بشوق ولهفة انتظرت الفتيات اللاتي يتمتعن بالبشرة السمراء أغنية "يا سمرا" منذ إعلان الفنان أدهم سليمان عن إصدارها، علي أمل الاستمتاع بالتغزل في جمال أعينهن إلا أن خيبة الأمل كانت في انتظارهن عند سماع كلمات الأغنية فبدل الأغنية أن يتغزل سليمان بعيونهن وصفهن بالكذابة والقاسية. والحقيقة أن أدهم سليمان لم يكن أول من يتهم السمراء بالقسوة في أغنيته الجديدة بل جاءت أغلب الأغاني التي ذكرتها علي ذلك المنوال، وأبرز تلك الأغاني. أسمر يا اسمراني وصف العندليب في أغنيته "أسمر يا اسمراني"، والتي صدرت عام 1958، معاناته مع حبيبته السمراء ومدي قساوتها معه، والتي تجلت في مقطع "بتزيد عذابي ليه ويهون شبابي ليه"، واصفا قلة حيلته مع تلك السمراء التي عذبت قلبه، قائلا: "لا أنا باشكي ولا بحكي بس قولي يا حبيبي". "جميل وأسمر" أغنية "جميل وأسمر" للفنان محمد قنديل عبرت عن معاناة الحبيب مع حبيبته السمراء التي لم ترحم قلبه، وظهر ذلك بوضوح في مقطع "جميل واسمر لكن قاسى بيسقينى مرار كأسى ولا بيرحم ولا يواسي ولا بيعذر ولا يقدر". "آه يا إسمراني اللون" من أبرز الأغاني التي اتهمت الأسمر بالقسوة أغنية الفنانة الراحلة شادية "أسمر يا اسمراني"، وبخاصة في مقطع "تحت الرمش عذاب وحنين وعذاب وعيون ما تنام.. دقت معاك طعم الايام دلوقتى تغيب يا سلام". ويبقي السؤال عن سر ارتباط القسوة بالفتاة السمراء في الأغاني المصرية، والذي أوضح إجابته الدكتور علي عبد الراضي، الإخصائي الاجتماعي والباحث في العلوم الإنسانية، قائلا أن ارتباط القساوة بالسمراء مرتبط فقط بخيال الشعراء. وأضاف الأخصائي الاجتماعي، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن الشعراء منذ القدم ربطوا بين لون البشرة والجفاء، مشيرا إلي أن ذلك يرجع لأبعاد اجتماعية حيث أن النساء السمراوات في العصور القديمة كانت تنتمي لقبائل وعائلات تربطها عادات صادمة تمنعها من البوح بحبها مما يجعلها تبدو قاسية وجافة للطرف الآخر. وأكد عبد الراضي أن لون البشرة لا علاقة له بالطباع الشخصية، مشيرا إلي أن الصفات يحددها التربية والظروف الاجتماعية ولا ترتبط بالشكل إطلاقا. وأرجع الإخصائي الاجتماعي السبب أيضا إلي أن أغلب الفتيات السمراء أصولها عربية والنساء العربيات لا يستطعن تسليم قلوبهن بسهولة حتي يتأكدن من جدية الطرف الآخر ورغبته بالزواج في نهاية المطاف وفقا لعاداتهن وتقاليدهن مما يجعلهن تتمنعن في البداية الأمر الذي يجعلهن يبدون قاسيات في نظر الآخرين أحيانا.