ألقى سفير كازاخستان بالقاهرة، أرمان إيساجالييف، كلمة مساء أمس الخميس، في احتفال السفارة بمناسبة الذكرى العشرين لمدينة أستانا عاصمة كازاخستان. وجاء نص الكلمة كالتالي: أصحاب المعالي والسعادة! السيدات والسادة! أصدقائى الأعزاء! السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته نحتفل اليوم بالذكرى العشرين لمدينة أستانا عاصمة كازاخستان. تُعتبر مدينة أستانا أحدث عاصمة فى العالم وأول عاصمة ظهرت فى القرن الحادي والعشرين. واليوم فقد تم الاعتراف بها باعتبارها أكثر المدن نموا فى العالم ومشروع عُمراني ناجح من الطِراز العالمي. ومن حيثُ النموُ السُكاني والتنمية العمرانية فقد أزداد عدد سكان العاصمة ومِساحتها بثلاثة أضعاف خلال العشرين عاماً الماضية، أما الاستثمارات فقد ازدادت إلى 50 ضعف. على مدار العشرين عاما الماضية، لم تكُن أستانا مركزا سياسياً واقتصادياً وثقافياً لكازاخستان المُستقلة فحسب، بل كانت أيضا منصة للدبلوماسية الإستباقية، وصُنع السلام والحراك الدولي. كانت العاصمة أستانا حَاضِنة للعديد من القِمم المُهِمّة للأمن والتعاون الدولي والتى من بينها قمة منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة فى آسيا، وقمة منظمة شنغهاي للتعاون، وقمة رابطة الدول المستقلة، وقمة منظمة اتفاقية الأمن الجماعي، وقمة مجلس تعاون الدول الناطقة بالتركية، وقمة العمل التشاوُرية الأُولى لقادة دول آسيا الوسطى. كما تُعقد فى أستانا المُنتديات البرلمانية الإقليمية والدولية. كما يُعقد فى أستانا كُل ثلاث سنوات مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية والذى يُسهم بشكل فعّال فى تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات بهدف تحقيق السلام والعدل وإرساء الأمن فى القرن الحادي والعشرين. كما توفر أستانا ساحة للمفاوضات الهادفة إلى وقف العنف فى سوريا (بما يعرف الآن بين الخبراء عملية أستانا) ونَحنُ نأمل أن تُثمر الجهود الدولية عن استعادة السلام فى أقرب وقت على الأراضى السورية. كما جرت مُناقشة الجهود التى تقوم بها أستانا لحفظ السلام خلال أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإعتبار كازاخستان عُضواً غير دائم بمجلس الأمن الدولى. وعاما بعد عام تزداد فى أستانا البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية المُعتمدة لدى كازاخستان مما يُؤكد على أن أستانا قد تحوًلت إلى واحدة من أكبر وأهم المراكز السياسية فى المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، فقد أصبحت أستانا مَركزا لاطلاق مُبادرات التعاون الاقتصادي واسع النطاق مثل "الحِزام الاقتصادي لطريق الحَرير". كما شهدت أستانا التوقيع على معاهدة إنشاء الاتحاد الاقتصادي الأورواسيوي، واستضافت القمة الأولى لمنظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا والتى تم خلالها اصدار الوثيقة الشّاملة إعلان أستانا تحت عنوان: "العلوم والتكنولوجيا والابتكار وتحديث العالم الإسلامي". كما تتم مُناقشة أهم القضايا التى تشغل العالم وطرح الأفكار من أجل حَلِها خلال انعقاد مُنتدى أستانا الاقتصادي، والمُنتدى الإعلامي الآورواسيوي واجتماعات نادي أستانا. وخلال عام 2017 نجحت أستانا فى تنظيم المعرض الدولى المُتخصِص "إكسبو – 2017" الذى جذب اهتمام المُجتمع الدولي إلى قضايا طاقة المُستقبل والتنمية المُستدامة. وقد تم استثمار البِنية التحتِية لمعرض "أكسبو – 2017" واستخدامها فى إنشاء مركز أستانا المالي الدولي، والمركز الدولي للتكنولوجيا الخضراء والمشروعات الاستثمارية، والحديقة التكنولوجية الدولية للمشروعات الناشئة. وسوف تعمل كل تلك المراكز لصالح تنمية كازاخستان ومنطقة آسيا الوسطى والعالم أجمع. قبل عام تم في أستانا وفى مدينة أوسكيمين تدشين بنك اليورانيوم مُنخفِض التخصيب التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونحنُ نرى أن كازاخستان، بِوصفِها البلد الأكثر تأثُراً من التجارب النووية والتى تخلّت عن رابع أكبر تِرسانة نووية فى العالم، يُمكنِها أن تُسهِم إسهاماً كبيراً في خَلق عالَم خالي من الأسلحة النووية. وفى قلب كُل تلك الأعمال العظيمة تكمُن السياسة الثابتة للرئيس نورسلطان نزاربايف التى تهدِف إلى تعزيز الثقة والأمن والتعاون على المُستويين الإقليمي والدولي. عَاصِمتنا أستانا هي من بَنَات أفكار الرئيس، وهى حُلمهُ وإنجازه الأهم. فقد نجحت تنمية أستانا فى تغيير كازاخستان بشكل جِذري وحوّلتها إلى دولة قوية اقتصادياً ومُستقِرة سياسياً وشَريك دولي مَسؤول وذو مِصداقية. نحنُ واثقِون أن أستانا، تِلك المدينة الحديثة والجميلة والنابِضَة بالحياة فى قلب آوراسيا، ستواصل لَعِب دورها المُهم فى السلام والأمن والازدهار بالعالَم. واليوم ننقِل تجرِبتنا القيّمة إلى شقِيقتنا مِصر التى تبنى الآن عاصمة إدارية جديدة. فى عام 2016 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة أستانا ومعه الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان آنذاك, وأنتهزُ هذه المناسبة لكي أتقدم بأخلص التهاني للدكتور مصطفى مدبولى بِمُناسبة اختياره رئيساً للوزراء وأتمنى لمعاليه دوام النجاح والتميز فى مهامه. كما نتمنى النجاح والتوفيق للحُكومة المصرية فى تنفيذ هذا المشروع العِملاق الذى سيُساعد على مواصلة تنمية وإزدهار هذه البِلاد العظيمة. فى النهاية، أشكُرُكُم أيُها الضيوف الأعزاء على قبول دعوتِنا للحُضور وتشريفنا اليوم.