يُلقب بساحر الشاشة السينمائية، تنوعت أدواره ما بين الشاب الوسيم والأب الحنون والكوميدي الرائع والشرير الخطير والجاسوس وعميل المخابرات البارع، حياته الخاصة كانت سرية للغاية لم يفصح عنها في أي أحاديث صحفية أو تليفزيونية، حتى رحل بعد معاناة قليلة مع المرض، إنه الفنان محمد عبد العزيز المولود في مثل هذا اليوم 4 يونيو من عام 1946م. بداياته محمود عبد العزيز من مواليد 4 يونيو 1946م، في حي الورديان غرب الإسكندرية وكان ينتمي إلى أسرة متوسطة، تعلم في مدارس الحي إلى أن انتقل إلى كلية الزراعة جامعة الإسكندرية وهناك بدأ يمارس هواية التمثيل من خلال فريق المسرح بكلية الزراعة.
صدفة التمثيل "الساحر" اتجه للتمثيل عن حب وقناعة ورغبة فرغم تفوقه العلمي في كلية الزراعة التي التحق بها وحصوله على الماجستير في تربية النحل، كان يعشق الفن ورفض العمل معيدا بالكلية كما التحق بفرقة الكلية الفنية وكان يقدم أدوارًا لفتت إليه الأنظار وتوقع البعض له مستقبلًا باهرًا في عالم الفن لموهبته القوية.
نجوميته تنوعت أدوراه، بين الشاب الوسيم والأب الحنون والكوميدي الرائع والشرير الخطير والجاسوس وعميل المخابرات البارع، حيث بدأت رحلته مع أدوار البطولة في العام 1974 بفيلم الحفيد وفي عام 1975 من خلال فيلم حتى آخر العمر، وقدم عددًا من الأدوار المتنوعة ما بين الرومانسية والكوميدية والواقعية، منها "مع حبي وأشواقي وكفاني يا قلب وضاع العمر يا ولدى والبنات عايزه إيه". كما قدم عددًا من الأعمال الدرامية التي نالت إعجاب الملايين مثل "الغول وجبل الحلال والبشاير ومحمود المصري".
حياته الخاصة حياته الخاصة كانت سرًا بالفعل فلم يسمح لأحد بالاقتراب منها حتى عندما انفصل عن جيجي زويد زوجته الأولى وأم ولديه محمد وكريم بعد قصة حب وحياة زوجية استمرت 20 عامًا لم يكن يعلم ذلك إلا القليل، ثم تزوج الإعلامية بوسي شلبي ولم يتم إعلان الخبر إلا بعد فترة طويلة من الزواج. علاقته بالرؤساء توطدت علاقة "الساحر"، برؤساء مصر، فعندما كان مريضًا اتصل به الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، للاطمئنان علي حالته الصحية، وكان على علاقة مع نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث زارة أثناء مرضه في المستشفي ولم يتمكن من الدخول إليه للاطمئنان على صحته . واعتبر الفنان الراحل محمود عبد العزيز، الرئيس عبد الفتاح السيسي قيمة لا تعوض، متابعًا؛ "ربنا يقوينا ويقوي السيسي على المؤامرة التي تتعرض لها مصر".
خلافه مع الزعيم معلومات كثيرة تداولت، حول وجود حالة توتر وجفاء بين الراحل والفنان عادل إمام، ولكن خلال مرضه الأخير أجرى الفنان عادل إمام اتصالا هاتفيا بنجل عبد العزيز ليطمئن منه على صحة والده حيث كانت الزيارات ممنوعة عنه. الخلاف الذي ذكره صحافيو مصر عن وجوده بين الفنانين الكبيرين سببه ما تردد عن أن الدور الذي قام به محمود عبد العزيز في مسلسل رأفت الهجان كان معروضا في البداية على الفنان عادل إمام لسابق نجاحه في دور جمعة الشوان بمسلسل "دموع في عيون وقحة"، وأن الزعيم رفض الدور والمشاركة في المسلسل لضعف الأجر فيما وافق عبد العزيز على الدور وتألق فيه تألقا لافتا للنظر مما أغضب عادل إمام حتى تم الجمع بينهما في حفل زفاف ابنة الفنانة الراحلة زهرة العلا والمخرج الكبير الراحل حسن الصيفي وتم تصفية الأجواء بينهما. الخلاف الثاني بين عادل ومحمود كان بسبب فيلم حسن ومرقص من إنتاج جود نيوز وأصر عادل إمام على وجود يوسف معاطي ليقوم بتأليف الفيلم وكتابة السيناريو والحوار بينما اختار محمود عبد العزيز أن يتولى وحيد حامد مسؤولية تأليف الفيلم وهو الأمر الذي رفضه الزعيم ورفضه محمود عبد العزيز فقرر عادل إمام أن يستعين بالفنان عمر الشريف ليشاركه بطولة الفيلم بدلا من عبد العزيز.
شغفه بالرياضة وعن هواياته، روى الراحل أنه كان يحب الرياضة ويمارس المشي لمدة ساعة بشكل يومي حتى يتخلص من التوتر وضغوط الحياة، مؤكدا أنه يكره الكذب والكاذبين.
مرضه جميعنا لا يعلم كم كانت حجم معاناة "الساحر"، مع المرض، التي بدأت بألم الأسنان، وهو ما تم تشخيصه في البداية على كونه تسوسًا حادًا في الأسنان والضروس ويحتاج إلى جراحة، وبالفعل أجرى الجراحة في فرنسا، إلا أن خطأ وقع في استكمالها، تسبب في دخول فيروسات إلى أعلى الفك ومنها إلى مؤخرة الرأس.
بعدها اكتشف الأطباء بعض الأورام قيل إنها محدودة، ليبدأ محمود عبد العزيز رحلة جديدة في فرنسا من أجل العلاج بالكيمياوي، ليستمر الأمر لقرابة 20 جلسة علاج، عاد بعدها إلى مصر ولكن الآلام عاودته.
وفي مصر، أكدت الأشعة أن السرطان انتقل إلى خمسة أماكن رئيسية منها الكبد والرئة والعمود الفقري والمخ، ما جعل الأطباء في مستشفى "الصفا" يبلغون ولديه محمد وكريم بأن الحالة ميؤوس منها وأن الأمر مسألة وقت، وهو ما أكده استشاريي الأورام في باريس، ما أثر على حالته النفسية، وجعله يمضي آخر 8 أسابيع رافضًا للطعام وصار يتناول الغذاء عبر المحاليل. رحيله رحل الساحر عن عالمنا في 12 نوفمبر 2016م، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 70 عامًا في الساعة الثانية عشر ودفن بمقابر أم جبيبة بالورديان بالقرب من منزله الذي تربى فيه.