توفى النجم محمود عبد العزيز، عن عمر يناهز 70 عاما، بعد صراع مع المرض طوال الشهر الماضي، دخل على إثره في غيبوبة طويلة بمستشفى الصفا. وترك العديد من البصمات الرائعة سطرت اسمه في تاريخ السينما المصرية بالعرق والكفاح والجهد، كان من بين هذه الروائع مسلسل «رأفت الهجان». هو فنان يتميز ببراعته وإتقانه لأداء المختلفة على شاشات السينما والتليفزيون، إذ اشتهر بالعديد من الشخصيات التي قدمها، وعلى رأسها "الشيخ حسنى" في فيلم "الكيت كات"، كما يعمل دائمًا على الحفاظ على اسمه الذي اجتهد في صناعته طوال تاريخه ومشواره الفني. أنه الساحر محمود عبد العزيز، أحد رواد عالم الفن، فهو نهر من العطاء الفني الذي لا ينتهي، ويرصد «اتفرج» أبرز المحطات في حياة «الساحر» وولد محمود عبد العزيز، يوم 4 يونيو عام 1946، في حي الورديان بالإسكندرية، وحصل علي بكالوريوس الزراعة من جامعة الإسكندرية. وكان ينتمي إلى أسرة متوسطة، وتعلم في مدارس الحي إلى أن انتقل إلى كلية الزراعة، وهناك بدأ يمارس هواية التمثيل من خلال فريق المسرح. تزوج من السيدة جيجي زويد، التي أنجب منها ثلاثة أبناء منهم ولدان يعملان بالتمثيل هما كريم ومحمد، والأخير يعمل بالإنتاج أيضا، ثم حصل علي درجة الماجستير في تربية النحل، كما تزوج من الإعلامية ونجح في تجسيد عدد مختلف من الأعمال الفنية المتنوعة والمختلفة طوال حياته، ما بين الطيار الوسيم بين صفوف الجيش المصري في فيلم "حتى آخر العمر"، والكفيف الساخر من أحوال أهالي الحي الذي يسكنه في فيلم "الكيت كات"، إلى الزوج صغير السن في "الحفيد"، والفتوة تاجر المخدرات في "إبراهيم الأبيض"، هذا التنقل السلس والممتع بين الأدوار ساهم بقوة في تخليد اسم محمود عبدالعزيز في سجلات الدراما المصرية. ويمتلك "الساحر" مشوار طويل من الأعمال الفنية المتميزة، بدأها من على مسرح كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية، ورغم اهتمامه بالتمثيل، إلا أنه نجح في الحصول على درجة البكالوريوس، ثم درجة الماجيستير في تربية النحل. خرج محمود عبدالعزيز من مرحلة الجامعة إلى عالم الاحتراف، حيث بدأت مسيرته الفنية من خلال مسلسل "الدوامة" في بداية السبعينيات حين أسند له المخرج نور الدمرداش دورًا في المسلسل مع محمود ياسين ونيللي، ومع السينما من خلال فيلم "الحفيد" أحد كلاسيكيات السينما المصرية 1974، وبدأت رحلته مع البطولة منذ عام 1975 عندما لعب دور البطولة في فيلم "حتى آخر العمر". وفي عام 1982 بدأ محمود عبد العزيز بالتنويع في أدواره، فقدم فيلم "العار"، ورسخ محمود عبد العزيز نجوميته بعد هذا الفيلم، ونوع أكثر في أدواره فقدم دور الأب في "العذراء والشعر الأبيض"، وفي فيلم "تزوير في أوراق رسمية". أما النقلة الكبرى كانت من خلال دور عميل المخابرات المصرية والجاسوس في فيلم "إعدام ميت"، وفى منتصف الثمانينيات قدم دورًا من الأدوار الهامة في حياته الفنية وهو دور رأفت الهجان في المسلسل التليفزيوني الذي يحمل نفس الاسم وهو من ملف المخابرات المصرية. وكانت مرحلة عمله مع المؤلف محمود أبو زيد، خاصة جدًا، حيث قدم عدد من أبرز الأعمال في مشوراه الفني، من بينها أفلام "الكيف"، و"جري الوحوش"، و"العار"، حيث نجحا سويًا في تكوين ثنائي جريء قادر على تجسيد مشكلات الواقع، في وقت تبلورت خلاله السينما الواقعية بشكل لافت للنظر، فالأول قادر على خلق كلمات جديدة نابعة من قلب المجتمع، وتأليف قصص تمس قلوب مواطنيه، والثاني فنان يمتاز بقدراته الهائلة على تجسيد ما يكتب له من مؤلفات. وفي عام 2009، ظهر الفنان الراحل بشخصية جديدة عليه، لم يجسدها من قبل طوال مشواره الفني، حيث ظهر في فيلم "إبراهيم الأبيض" مع الفنان أحمد السقا، قد من خلالها تركيبة شخصية صارمة قاسية، لكنه نجح في إبراز الجزء الكوميدي، الذي يتميز به ويستطيع أن يخرجه من داخل خبايا الشخصية التي يلعبها مهما بلغت جديتها، وكانت أشهر عبارات المعلم زرزور: "الجرأة حلوة.. الجرأة حلوة مفيش كلام". ومن بعد هذا الفيلم، قدم عدد من الأعمال الدرامية في رمضان، حيث ظهر في مسلسل "باب الخلق"، والذي قدم فيه "الساحر" مدرس اللغة العربية الذي يعيش وسط حي باب الخلق العتيق ويقرر السفر إلى خارج مصر باحثا عن سبل أخرى للرزق بعد أن ضاقت به الدنيا في بلده، وعندما يعود يفاجأ بالكثير من التغييرات والتطورات، ثم قدم مسلسل "جبل الحلال"، ومثل فيه دور رجل من قرية "الكوامل"، في محافظة سوهاج يدعى منصور أبو هيبة، وهو أحد أهم رجال الأعمال في مصر، كما أن له علاقات مع المافيا الأوروبية، ويتاجر في المخدرات والسلاح والآثار. وكانت آخر أعماله مسلسل "رأس الغول"، الذي قدمه في رمضان الماضي، برفقة مجموعة من النجوم، كان أبرزهم ميرفت أمين، وفاروق الفيشاوي. ورحل الساحر اليوم بعد رحلة طويلة مع المرض، تلقى خلالها العلاج في باريس، ثم نقل في أيامه الأخيرة إلى أحد مستشفيات المهندسين، عن عمر ناهز 70 عامًا.