يتيح القانون والدستور الهندي، للمسلمين، التمتع بجميع الحقوق المدنية، حيث يقيمون شعائرهم بحرية وأمان، إلا أن العادات والتقاليد التي يتبعونها، تخالف عادات وتقاليد المسلمين خارج هذه البلاد بالنظر إلى احتكاكهم بالثقافات المختلفة الموجودة داخل هذا البلد الذي تجاوز عدد سكانه المليار نسمة. الاستعدادات يستعد المسلمون في الهند، لاستقبال شهر رمضان الكريم من أواخر شهر شعبان حيث يقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية، وتبدأ الزيارات الأسرية، إضافة إلى أن المطاعم التي يملكها مسلمون تغلق أبوابها طيلة فترة النهار أيام الشهر الفضيل، وأغلب المسلمين في الهند يحافظون على لبس "الطاقية" خصوصًا في هذا الشهر.
وفي الهند ليس هناك إجازة رسمية أو تعديل في المواعيد الرسمية سواء العمل أو الدراسة خلال الشهر، أما عيدا الفطر والأضحى ففيهما إجازة عامة على مستوى البلاد، كما يراعى أن تبتعد مواسم الامتحانات العامة والانتخابات عن شهر رمضان والأعياد.
الاحتفالات وبمجرد ثبوت رؤية الهلال ومعرفة بداية شهر رمضان، تظهر الاحتفالات في الهند في مختلف المدن بشكل طبيعي، مثل دلهي وأباد ومومباي وكشمير وحيدر، حيث نجد الشوارع مليئة بالأفراح والأهازيج بشكل واضح مع تبادل التهاني بقدوم شهر الصوم، دون تعصب أو غضب من الديانات الأخرى.
الأكلات الخاصة وتمتاز المائدة الهندية بأكلات خاصة عند الإفطار والسحور، حيث يتناولون "الغنجي" وهي شوربة اعتادوا على شربها، لما تمنحه للصائم من قوة وتذهب الظمأ، فهي تصنع من (دقيق الأرز وقليل من اللحم وبعض البهارات وتطبخ في الماء) فيتناولونها في الإفطار ويبعثون ببعضها للمساجد، إضافة إلى اهتمامهم بأكل الفواكه بأنواعها في هذا الشهر الفضيل، سواء التمر أو البرتقال أو العنب.
وكذلك شراب "الهرير" الذي يعد مشروبهم المفضل في هذه الأيام عند الإفطار ولا يتطلب عمله سوى (طبخه بالحليب والسكر واللوز).
إفطار جماعي ومن أبرز الطقوس الرمضانية المميزة في الهند، تجمع سكان كل حي في المسجد على طعام الإفطار، حيث يُحْضِرُ كل فرد ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه، ويشترك الجميع في تناول طعام الإفطار على تلك المائدة الجماعية في المسجد.
لذلك، من السائد في الهند طوال شهر رمضان أن ترى الصغار والكبار قبيل أذان المغرب يحملون على رؤوسهم الأطباق متجهين بها نحو المساجد بانتظار وقت الإفطار.
المسحراتي ولا يزال المسحراتي، يؤدي دوره على أتم وجه عند مسلمي الهند؛ حيث يطوف كل واحد منهم على الحي الذي وكِّل به، ليوقظ الناس قبل أن يدركهم أذان الفجر، ومع نهاية شهر رمضان تُقدم له الهدايا والأعطيات وما تجود به أيدي الناس، لقاء جهده الذي بذله لهم.
فعاليات رمضانية أما الإذاعة والتليفزيون يقدمان برامج رمضانية مختلفة يوميًا مثل الخطب والمناقشات الإسلامية، كذلك تضم الصحف والمجلات أبوابًا متعلقة بشهر رمضان، وتنظم اللجان الإسلامية فعاليات رمضانية مختلفة مثل المسابقات العلمية والندوات الثقافية.
وفي شهر رمضان، يلتزم المسلمون الهنود بأداء الصلاة في أوقاتها، كما أن هناك الكثير من المحاضرات والدروس الدينية التي تلقى في المساجد بعد كل صلاة، كما يحرص المسلمون في الهند على أداء صلاة التراويح، إلا أنه توجد خلافات.
العبادات ويهتم المسلمون في رمضان، أكثر من غيره بكل أنواع العبادات فالمساجد تكتظ بالمسلمين في أوقات صلاة الجماعة، وأغلب المساجد يكون فيها درس أو محاضرة بعد صلاة الظهر أو بعد صلاة التراويح، فيما يختار كثير من المسلمين هذا الشهر موعدًا لأداء الزكاة ويكثرون الصدقات فيه، وأغلبهم يوزّع زكاته بنفسه.
كما ينظّم المحسنون - وخاصة في المدن - إفطارًا جماعيًا في المساجد وأحيانًا في القاعات, ويستفيد منه المسافرون والمعسرون ومَن لا يتأتى لهم الوصول إلى منازلهم من الموظفين وغيرهم.
وفي العشر أيام الأخيرة في الشهر الكريم، يقوم مسلمو الهند بالاعتكاف والصلاة في المساجد، وليلة القدر لها قيمة كبرى لديهم ويعتبروها هي ليلة السابع والعشرون على الأغلب، ويكون الاستعداد لهذه الليلة كما لو أنها ليلة العيد حيث يرتدون الملابس الجديدة والجميلة، ويقيمون الصلوات والعبادات وقراءة القرآن ويوزعون الحلوى على المصلين في فرحة عارمة، ومع صباح يوم السابع والعشرون يكون الموعد مع زيارة القبور وقراءة القرآن للموتى بشكل جماعي ومشهور في الهند. جمعة الوداع أما أخر صلاة جمعة في شهر رمضان يكون لها طقوس خاصة في الهند، حيث يقوم المسلمون في الهند بالتوافد بأعداد كبيرة للغاية إلى أكبر المساجد، خاصة في مدينة حيدر أباد وتحديدا في مسجد مكة، ويقوموا بتنظيف الشوارع من حول المسجد لكي يصلوا فيها، لأن المسجد لن يستطيع استيعاب هذا الكم الكبير من المصلين، وتتوقف حركة المرور حول المسجد في هذا التوقيت، ويشعرون من داخلهم أنهم يودعون شهر الصوم في زمرة وجماعة.