"عابد" و"الخولي" مسئولان عن ضم القيادات للكيان الجديد الحزب يخطط لضم 400 نائب تحت القبة.. واستقالاتهم من أحزابهم قريباً رئيس جديد للحزب من القادمين الجدد.. وإعلان اسمه فى نوفمبر المقبل بعد مرور أقل من 4 أعوام على تأسيسه استطاع حزب مستقبل وطن، تحقيق العديد من الانتصارات غير المتوقعة أولها حصوله على 50 مقعداً من مقاعد مجلس النواب، فى أول انتخابات يخوضها الحزب، ليصبح ثانى أكبر كتلة برلمانية حزبية بعد حزب المصريين الأحرار، والذى بلغ عدد نوابه فى بداية عمل المجلس 65 عضواً. وقبلها تمكن «مستقبل وطن»، بعد مرور بضعة أشهر على تأسيسه من جمع أكثر من 26 ألف توكيل خلال انتخابات رئاسة الجمهورية فى عام 2014، حيث كان مشاركاً بقوة فى حملة دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى. ولم يكن الكثيرون يتوقعون أن يصل هذا الحزب الوليد الذى ترأسه الشاب محمد بدران، والذى كان غادر منذ فترة قصيرة مقاعد الجامعة، ليصبح ما هو عليه حالياً، ملء السمع والأبصار بعد أن كان مجرد حركة وطنية شبابية، كما أصبحت أخباره فى صدارة الأنباء بالنسبة للمهتمين بتطور الحياة السياسية. الإعلان رسمياً عن اندماج حزب مستقبل وطن مع جمعية «معاً من أجل مصر» فى كيان واحد قوى، يعد الحدث الأبرز على الساحة السياسية خلال الأسبوع الماضى، وخطوة أولى فعلية فى إطار خطة إعادة تشكيل خريطة الحياة السياسية فى مصر، لتضم عددا محدودا من الأحزاب بدلاً من عشرات المؤسسات غير المؤثرة والمجهولة لدى المهتمين بالسياسة. وتؤكد جميع الشواهد أن الكيان الجديد الذى يتزعمه مستقبل وطن ويضم عدداً كبيراً من الشخصيات الحزبية والنواب من أحزاب المختلفة، وصلوا إلى نحو 300 نائب، أصبح حزب الأغلبية، وسحب البساط من ائتلاف دعم مصر، الذى قام بتمثيل الأغلبية منذ بداية عمل مجلس النواب فى يناير 2016، ليتفتت الائتلاف خلال الأسابيع الماضية، وينضم أغلب أعضائه إلى حزب مستقبل وطن. التكتل الجديد يستهدف ضم نحو 400 نائب، من منتمين لأحزاب ومستقلين، وبحسب أعضاء بمجلس النواب، فإن هناك عدداً كبيراً من النواب الذين انضموا إلى التكتل الجديد لم يقدموا استقالاتهم من أحزابهم الأصلية بعد، ومن المنتظر أن يعلن هؤلاء إما الاستقالة من أحزابهم أو الإعلان رسميا عن انضمامهم لمستقبل وطن، أو إعلان أحزاب جديدة الانضمام بكامل هيئتها البرلمانية للحزب. بشكل عملى بدأ حزب مستقبل وطن فى ثوبه الجديد بإعادة تشكيل نفسه، وتنصيب الشخصيات المؤثرة فى المواقع المهمة، وبدا واضحاً أنه يعتمد بعد الاندماج مع جميعة من أجل مصر، على الشخصيات المنضمة حديثاً له والتى تولت مواقع مؤثرة داخل كيانه، منهم حسام الخولى الذى يتولى حالياً منصب أمين عام الحزب بعد اندماجه مع جمعية وعلاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان والمستقيل حديثا من حزب المصريين الأحرار والذى يتولى حالياً منصب نائب رئيس حزب مستقبل وطن، وعبدالهادى القصبى، رئيس لجنة التضامن بالبرلمان والذى تولى منصب نائب رئيس الحزب. ورغم أن أغلب النواب يتواصلون مع بعضهم البعض فى مسألة الانضمام إلى الكيان الجديد من عدمه، إلا أن هناك اعتماداً كبيراً على عابد والخولى فى مسألة ضم الشخصيات المؤثرة إلى الحزب سواء من داخل البرلمان أو خارجه من الشخصيات العامة المؤثرة فى الحياة السياسية. عملية ترتيب الحزب من الداخل وإعادة صياغة شكله بما يتماشى مع دوره فى المرحلة المقبلة كحزب الأغلبية، مستمرة حتى نوفمبر المقبل، وهو موعد المؤتمر العام للحزب، والذى من المقرر أن يشهد انتخاب رئيس حزب جديد، ما يعنى أن بقاء أشرف رشاد، مرهون بالتركيبة الجديدة للحزب وطبيعة تكوينه خاصة أنه لم ينتخب لهذا المنصب، وإنما تولاه بقرار من محمد بدران، رئيس الحزب السابق، فى سبتمبر 2016، قبل سفر الأخير لاستكمال دراسته فى الخارج. وبحسب ما يتداوله الأعضاء داخل الكيان الجديد، فإن رئيس الحزب المنتظر يمكن أن يكون من الشخصيات التى ستنضم حديثاً للحزب، وليس من مؤسسيه، كما سيتم الإبقاء على اسم الحزب «مستقبل وطن» لحين انعقاد المؤتمر العام على أن يتم تغيره فيما بعد إلى «مستقبل مصر» وسيتم إقرار هذا الأمر فى نوفمبر القادم موعد انعقاد المؤتمر العام السنوى للحزب. وعقب عقد المؤتمر العام واختيار رئيس جديد للحزب، فإن هناك العديد من الإجراءات سيتم اتخاذها على رأسها إعادة تشكيل هيئات الحزب وأماناته المختلفة، وبحسب نواب من جمعية من أجل مصر، فإن عمل الجمعية الخيرى والتنموى سيظل قائماً حتى بعد الاندماج فى «مستقبل وطن». الحزب يموله عدد كبير من رجال الأعمال على رأسهم أحمد أبو هشيمة، رئيس مجلس إدارة مجموعة حديد المصريين، وهو أول من دعم الحزب مع بداية تأسيسه، وأعلن فى 2015 أن دعمه للحزب يأتى لقناعته بأفكاره، وخوفاً من أن تموله مخابرات أجنبية لصالح أهداف ضد مصر. ورغم تحفظ أبو هشيمة، فى الكشف عن حجم الأموال التى تم التبرع بها للحزب منذ بدايته، إلا أن التقديرات تشير إلى أنها تزيد على 200 مليون جنيه، دفعها آخرون من بينهم رجل الأعمال محمد منصور صاحب معارض «منصور شيفروليه»، ورجل الأعمال النائب فرج عامر، صاحب مجموعة شركات «عامر جروب»، رئيس لجنة الرياضة بمجلس النواب. ويضم الكيان الجديد حالياً عدداً كبيراً من رجال الأعمال الذين يساهمون بشكل كبير فى تمويل الحزب فى الفترة الراهنة، على رأسهم محمد الجارحى، رئيس اللجان المتخصصة فى الحزب، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة الجارحى للصلب، ويعد الجارحى من الشخصيات متعددة الاختصاصات، فبجانب جمعه بين السياسة كقيادى فى حزب مستقبل وطن، والاقتصاد بترأسه مجموعة شركاته المتخصصة فى مجال الحديد والصلب، فهو عضو مجلس إدارة النادى الأهلى. أما محمد منظور، رئيس مجلس إدارة جمعية «من أجل مصر» المندمجة مع حزب مستقبل وطن، فيعد من الشخصيات المهمة والمؤثرة فى الحزب، فبجانب أنه من أبرز ممولى الحزب أو الحملة، فهو أحد الأشخاص الموكل لهم المقار وتوفيرها فى كافة المحافظات، ويمتلك منظور شبكة علاقات مع عدد كبير جداً من رجال الأعمال، إضافة إلى علاقته القوية بمؤسسات الدولة. وكان منظور قبل إنشاء الجمعية يتولى منصب نائب رئيس الحزب قبل أن يعلن استقالته ويتفرغ لإدارة عمل الجمعية، كما ترأس منظور لجنة الاستثمار بالحزب قبل استقالته، وعمل كمنسق لمبادرة «استثمر فى مصر»، كما تولى منصب عضو لجنة التجارة والصناعة الأمريكية.