كتبت: فريدة محمد حالة من الحراك تشهدها الساحة السياسية هذه الأيام، من شأنها إعادة رسم خريطة الحياة السياسية فى مصر خلال المرحلة المقبلة فى أعقاب دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأحزاب إلى التعاون والتنسيق فيما بينهما من أجل تقوية الأحزاب الموجودة، فالقضية ليست فى كثرة العدد، بل فى أن تكون الأحزاب قوية وفاعلة وتعبر عن الناس بحق. الحراك السياسى خلال الأيام الماضية كان على عدة مستويات أهمها ما يدور تحت قبة البرلمان، وداخل أروقة الأحزاب من تحالفات واندماجات من شأنها إعادة ترتيب الأوضاع بهدف الاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة؛ والتى ستحسم مصير ما يمكن تسميته القوى الصاعدة والهابطة. «مستقبل وطن».. نحو القمة كما شهدت الساحة السياسية الإعلان عن كيان حزبى جديد، يتشكل من اندماج كل من حزب «مستقبل وطن» و«جمعية من أجل مصر»، حيث أعلن النائب أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن، عن الاندماج وأنه أصبح هناك كيان واحد لسد الفراغ السياسى، وسيصبح أقوى كيان سياسى فى مصر، خاصة مع وجود القيادات السياسية المنضمة حديثًا للحزب. اجتماع قيادات مستقبل وطن وجمعية من أجل مصر لبحث إمكانية الاندماج، الذى حضره نحو 200 نائب بالموافقة، خلص إلى الاتفاق على أن تظل قيادات مستقبل وطن المركزية وأمناء المحافظات بدون مساس فى مواقعها، وتحصل جمعية من أجل مصر على 25٪ من تشكيلات أمانات الحزب، الأمر الذى جعل مستقبل وطن يعلن فى أكثر من بيان عزمه المضى فى طريقه، وإتمام حالة الدمج تمهيدًا لبناء حزب أكبر وأقوى. وقال رشاد: إن الأحزاب السياسية المنغلقة والمكتفية بما حققته من انتشار أحزاب واهية، ولن يكون لها الدوام وضعيفة، وحزب مستقبل وطن فتح أذرعه لجميع الأحزاب والقوى السياسية للاندماج ومازال، والحزب سيكون على قدر المسئولية السياسية. و أكد حزب مستقبل وطن أن الاندماج دليل على مقدار الوطنية المخلصة التى يتمتع بها كل من أعضاء الكيانين فى عدم البحث عن المصالح الضيقة والعمل بمنهجية سريعة وواضحة فى تكامل سياسى حقيقى يجسد كل أبناء الوطن، وما لم يتخيله البعض أنه بعد اندماج الكيانين كان هناك متسع واضح فى كل المستويات التنظيمية للقامات الحزبية التى أتت من مختلف الكيانات ثقة منها فى الحزب بثوبه الجديد. كما انضم إلى الحزب عدد كبير من نواب البرلمان الحالى أبرزهم علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار الذى أعلن استقالته من حزبه، وكذلك انضمام حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، وهو ما يبشر بميلاد جديد لحزب مستقبل وطن. بانضمام عدد من نواب البرلمان وقيادات عن المصريين الأحرار والمستقلين والوفد لمستقبل وطن تتغير توازنات القوى تحت قبة البرلمان، فبعد أن كان حزب المصريين الأحرار فى مركز الصدارة ببرلمان 2014 بحصوله على 65 مقعدًا، ومستقبل وطن فى المركز الثانى من خلال 50 نائبًا، تشير الأوضاع الحالية إلى أن مستقبل وطن فى ثوبه الجديد سيتصدر المشهد وأن الساحة ستشهد العديد من التحولات بانضمام عدد كبير من النواب والقوى للحزب الذى يضم عددًا من الشباب رافضًا أن يذوب فى أى كيان آخر، ويسعى لضم كيانات أخرى لصفوفه. وكشف التشكيل الجديد لحزب مستقبل وطن الجديد عن انضمام عدد من النواب للحزب الذى كان ينسق دائما مع ائتلاف الأغلبية «دعم مصر» ويضم المهندس أشرف رشاد الشريف رئيسًا للحزب، و4 نواب لرئيس الحزب هم: الدكتور محمد منظور، والنائب أشرف رشاد عثمان، والنائب علاء عابد، والنائب عبدالهادى القصبى،كما تولى المهندس حسام الخولى، نائب رئيس الوفد السابق، منصب الأمين العام للحزب، والنائب كريم درويش فى منصب الأمين العام المساعد للشئون الخارجية وحقوق الإنسان، إلى جانب محمد الجارحى الأمين العام المساعد لشئون اللجان المتخصصة. وتولى أمانة التنظيم المحامى عصام هلال، وأمانة العضوية المهندس شريف الجابرى، وأمانة التقييم والمتابعة محمد عبدالسلام، وأمانة الشئون البرلمانية سيد نور، وأمانة شئون المجالس المحلية النائب فخرى طايل، وأمانة الشباب المهندس أحمد صبرى، وأمانة العمل الجماهيرى محمد عمار، وأمانة المواطنة إبرام عبدالمسيح، وأمانة الإعلام الإعلامية دينا عبدالكريم، وأمانة العلاقات العامة نجلاء فريد، وأمانة المالية والإدارية أحمد فوزى، وأمانة المهنيين النائب محمود سعد، وأمانة السياسات والتخطيط الاستراتيجى النائب عبدالحميد الدمرداش، وأمانة ذوى الإعاقة النائب أشرف مرعى، وأمانة العلاقات الخارجية النائب طارق الخولى، وأمانة المرأة النائبة رشا رمضان، وأمانة الفلاحين وجيه عيساوى، وأمانة العمال سيد نصر، وأمانة قطاع الأعمال محمود الشامى، وأمانة المصريين بالخارج النائب شريف فخرى. وتضم الأمانة العامة للحزب: النائب أحمد فؤاد أباظة، والنائب محمد كمال مرعى، والنائب عماد سعد حمودة، وهو أيضا المشرف على القطاعات الجغرافية، والنائبة شادية خضير، والنائب محمد سليم، والنائبة سحر صدقى، والسيد عادل اللمعى، والمهندس محمد صبرى. أما مسئولو القطاعات الجغرافية، فهم: النائب أحمد بدوى مسئول قطاع القاهرة الكبرى، والنائب يحيى العيسوى مسئول قطاع وسط وغرب الدلتا، ومحمد سامى سليمان، مسئول قطاع شرق الدلتا، ووليد عبدالوهاب قوطة مسئول قطاع القناة، ومحمد على ربيع حفنى، مسئول قطاع وسط الصعيد، وعبدالرحيم كمال، مسئول قطاع جنوب الصعيد، والدكتور زين الأطناوى مسئول قطاع شمال الصعيد. المصريين الأحرار.. الانقسام يهدد الحزب وفى المقابل يواجه حزب المصريين الأحرار أزمة حقيقية بعد أن اتجه عدد من نوابه للانتقال إلى حزب مستقبل وطن وفى مقدمتهم علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية، وقالت مصادر داخل الحزب: إن هناك مشاورات حقيقية تتم بين رئيس الهيئة البرلمانية الحالى الدكتور أيمن أبو العلا ونواب الحزب الحاليين بالإضافة إلى رئيس الحزب الدكتور عصام خليل، ناهيك عن الانقسام داخل الحزب نفسه إلى جبهتين إحداهما يدعمها رجل الأعمال نجيب ساويرس، والأخرى التى تضم عددًا كبيرًا من نواب الحزب. حالة التخبط داخل المصريين الأحرار دفعت، رئيس الحزب عصام خليل إلى منح أعضاء البرلمان من الحزب الحرية فى الاستقالة والانضمام إلى أى كيانات أخرى، قائلا: «من يغادر الحزب لا يجب أن يفكر فى العودة إليه مجددًا»، يأتى ذلك بعدما أعلن ما يزيد على 50 نائبًا من الحزب نيتهم الاستقالة والانضمام لحزب مستقبل وطن. الوفد.. عودة للأضواء وكما هو الحال فى مستقبل وطن يسعى حزب الوفد للعودة إلى الأضواء مرة أخرى، وتصدر المشهد السياسى، بعد اختيار المستشار بهاء أبو شقة رئيسًا للحزب، وذلك من خلال عقد قيادات الحزب لقاءات مع الوزراء، على غرار ما يقوم به ائتلاف دعم مصر حيث يسعى كل فريق لترتيب أولوياته تحت قبة البرلمان ليكون مؤثرًا فى المشهد كما سعى الوفد لضم عدد من الشخصيات العامة له. كما استغل حزب الوفد دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتشكيل لجنة من الأحزاب السياسية للتواصل مع السلطة التنفيذية، ووحدة الصف والتعاون فيما بين الأحزاب السياسية؛ لإعادة الروح للحياة السياسية مرة أخرى، ودعا إلى اجتماع بمقره فى الدقى الأسبوع الماضى حضره عدد كبير من الأحزاب، وتغيب عنه حزب مستقبل وطن والمصريين الأحرار. سعى اجتماع الوفد إلى بلورة رؤية جديدة للحياة الحزبية فى مصر، ليفتح الباب أمام ممارسة ديمقراطية حقيقية تساعد فى النهوض بالدولة المصرية خلال الفترة المقبلة، وخلص الاجتماع إلى ضرورة تفعيل المادة الخامسة من الدستور الهادفة لإرساء تعددية حزبية فى مصر، والوصول إلى حياة حزبية قوية تساعد فى بناء مصر دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وتشكيل لجنة تنسيقية بين الأحزاب والحكومة، ودعوة الرئيس لعقد لقاء مع الأحزاب، والاتفاق على إعداد وثيقة وطنية حزبية متكاملة، تلتف حولها الأحزاب والقوى السياسية، وتعيد التوازن للحياة السياسية ماذا يحدث فى البرلمان؟ وداخل البرلمان يجرى حاليًا الحديث حول النية لتعديل لائحة البرلمان بحيث تعطى النائب الحق فى حرية التنقل بين الهئيات البرلمانية للأحزاب، حسب رغبته بعدما كانت تنص المادة 6 منها على: «يُشترط لاستمرار عضوية أعضاء مجلس النواب أن يظلوا محتفظين بالصفة التى تم انتخابهم على أساسها، فإذا فقد أحدهم هذه الصفة، أو إذا غَيَّر العضو انتماءه الحزبى المنتخب عنه أو أصبح مستقلاً، أو صار المستقل حزبيًّا؛ تسقط عنه العضوية بقرار من مجلس النواب بأغلبية ثلثى أعضاء المجلس». وشكل الائتلاف لجنة قانونية من أعضاء المكتب السياسى، لبحث الموقف القانونى، من تحول الائتلاف لحزب سياسى، وتضم اللجنة مارجريت عازر عضوًا، والدكتور صلاح حسب الله عضو المكتب السياسى. ورغم التحولات الكبيرة فى الساحة السياسية، يظل ائتلاف دعم مصر الكيان الأكبر تحت قبة البرلمان والذى يضم إليه نوابًا من جميع الأطياف السياسية، كما أعلن عدد من نواب الوفد والمستقلين والمصريين الأحرار الانضمام إليه.