الكيان الجديد يستعد لخوض الانتخابات المحلية بقوائم قوية بعد اليمين الدستورية ل"السيسى" صدمة حادة أصابت عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، الأيام الماضية، ولاتزال توابعها تتوالى عليه، عقب إعلان نحو 50 نائباً من الهيئة البرلمانية للحزب فى مجلس النواب، انضمامهم إلى الائتلاف الذى يعتزم حزب مستقبل وطن وجمعية من أجل مصر تشكيله، وجاء على رأس هؤلاء النواب، علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، رئيس لجنة حقوق الإنسان فى البرلمان والذى أعلن استقالته رسمياً من الحزب. الأزمة بدأت برغبة النواب بقيادة علاء عابد بالانضمام إلى الائتلاف الجديد الذى يتم التجهيز لإعلانه بين حزب مستقبل وطن والجمعية الوطنية من أجل مصر ومجموعة من النواب الحزبيين والمستقلين، فيما وقف «خليل» ضد هذه الخطوة بالطبع لأنه يعنى تفريغ الحزب من أهم ما فيه، وهم أعضاؤه فى البرلمان، ولكن النواب وضعوا رئيس حزبهم أمام الأمر الواقع وأعلنوا انضمامهم للكيان الجديد. وتأتى هذه التحركات فى إطار عملية إعادة تشكيل الحياة السياسية من جديد لتقتصرعلى عدد محدود جداً من الأحزاب لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، إضافة إلى تشكيل ائتلاف جديد فى مواجهة ائتلاف دعم مصر، يضم نواباً لهم شعبية فى الشارع. نواب من المصريين الأحرار قالوا ل«الفجر» إن الأزمة الأخيرة للحزب أثبتت لعصام خليل أنه لن يستطيع أن «يأخذ وضعه» كرئيس للحزب، بعد أن تمرد النواب على قراره، مشيرين إلى أن الحزب بدأت أسهمه تتراجع فى الشارع والحياة السياسية. وأرجعوا السبب الرئيسى لرفض «خليل» الانضمام إلى مستقبل وطن والجمعية الوطنية من أجل مصر، إلى أنه سيفقد منصبه كرئيس للحزب وينصهر داخل الكيان الجديد. ما حدث خلال الأيام الماضية أكد أن الإعلان الرسمى عن الائتلاف الجديد تحت قبة البرلمان بات مسألة وقت، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية، جلسات عمل مكثفة، واتصالات دائمة بالأعضاء، لوضع اللمسات النهائية فى الكيان الجديد الذى يعتبره البعض الأقوى من ائتلاف دعم مصر. أما حزب الوفد والذى يسعى بدوره هو الآخر إلى تشكيل ائتلاف جديد باسمه بدعوى أن «الوفد تندمج فيه الأحزاب ولا يندمج مع أحد»، فلم يسلم من محاولات الاستقطاب التى يقوم بها حزب مستقبل وطن، حيث يقوم عدد من النواب المنتمين إلى الأخير والجمعية الوطنية بمحاولات لإقناع عدد من أعضاء الهيئة البرلمانية الوفدية المنتمين إلى المحافظات المختلفة بالانضمام إلى الائتلاف الجديد بجانب محاولات لجذب المستقلين. وخلال الأسبوع الماضى – بحسب نواب من الوفد- تواصل النائب علاء والى، عضو الجمعية مع عدد من نواب الوفد بشكل منفرد لإقناعهم بأن يكونوا جزءاً من التكتل الجديد، ومن بينهم النواب عمرو أبو اليزيد ونافع هيكل وسعد بدير. ورغم تمسك حزب الوفد بأنه كان ولا يزال «بيت الأمة» وأنه خارج أى صراع سياسى، إلا أن نواب الحزب العريق متفرقون داخل البرلمان فهناك أكثر من 10 نواب من الهيئة البرلمانية للوفد منضمون إلى ائتلاف دعم مصر، من بينهم طلعت السويدى وفايز أبوخضرة وشادية ثابت ومحمود شحاتة زايد، فيما تتجه مجموعة وفدية أخرى من قيادات الحزب ونوابه إلى الانضمام إلى حزب مستقبل وطن، وبدأت خطواتها بالفعل فى الالتحاق بالحزب من خلال إعلان حسام الخولى، المرشح السابق على رئاسة حزب الوفد، بانضمامه إلى حزب مستقبل وطن. مصادر من الجمعية الوطنية من أجل مصر قالت إنه من المقرر الإعلان عن الائتلاف الجديد خلال يونيو المقبل وتحديدا عقب تأدية الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليمين الدستورية، لبدء فترته الرئاسية الثانية، مشيرين إلى أن هذه الفترة ستكون البداية الحقيقية لتكوين الأحزاب. وأشارت المصادر إلى أن الائتلاف الجديد يستعد من الآن لانتخابات المحليات المقرر البدء فى أجرائها نهاية العام الجارى عقب إقرار القانون المنظم لها فى مجلس النواب، كخطوة أولى ثم تليها الاستعداد للانتخابات النيابية المقبلة 2021. يأتى هذا تزامناً مع دعوة الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب للجنة التشريعية لتعديل قانون انتخابات مجلس النواب، والذى يقضى فى المادة 6 منه بإسقاط عضوية النائب حال تغير صفته الانتخابية.