وقعت الإمارات على اتفاقية تعاون بين إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان وقيادة الجيش الباكستاني لتنفيذ المرحلة الثالثة من المشاريع التنموية لأبناء باكستان بتكلفة تبلغ 200 مليون دولار أمريكي يتم تمويلها من قبل صندوق أبوظبي للتنمية. وجرت مراسم التوقيع برعاية وحضور الفريق أول قمر جاويد باجو رئيس أركان الجيش الباكستاني وحمد عبيد إبراهيم سالم الزعابي سفير الدولة لدى جمهورية باكستان الإسلامية وعبدالله خليفة الغفلي مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وإدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان وقادة الجيش الباكستاني. وقع اتفاقية التعاون من جانب إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عبدالله خليفة الغفلي مدير المشروع، ومن جانب قيادة الجيش الباكستاني اللواء أنور الحق شودري مدير الهندسة العسكرية. وفي ختام مراسم التوقيع قدم السفير ومدير المشروع الإماراتي لوحة تذكارية إلى الفريق أول قمر جاويد باجو رئيس أركان الجيش الباكستاني، بمناسبة عام زايد، ترمز إلى مرور أكثر من 51 عاماً على انطلاقة نهر العطاء والدعم والمساعدات الإنسانية التي قدمها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لأبناء الشعب الباكستاني الصديق منذ عام 1967. من جانبه قال السفير حمد عبيد إبراهيم الزعابي إن إطلاق المرحلة الثالثة من مشاريع الإمارات التنموية والإنسانية في باكستان، يؤكد مدى التزام دولة الإمارات بالوقوف الدائم إلى جانب أبناء الشعب الباكستاني، مؤكداً أن المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان يعد نموذجاً رائداً ودليلاً واقعياً وملموساً على نجاح الجهود الإنسانية والتنموية للقيادة الرشيدة للدولة في سعيها الحثيث لتقديم الدعم والمساعدة للشعب الباكستاني الصديق وهو توجه راسخ في سياستها الخارجية منذ عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد استمر وتطور في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة. وأضاف أن العلاقات الثنائية بين الإماراتوباكستان مبنية على المحبة المتبادلة وهي العلاقات التي ازدهرت إلى شراكات متنوعة، مؤكداً أن الصداقة والارتباط الوثيق بين البلدين هو العنصر الرئيسي في هذه الشراكة. وأوضح أن العنصر الرئيسي الثاني للعلاقات الثنائية المميزة يتمثل في التوافق في وجهات النظر حول القضايا ذات الأهمية الإقليمية والعالمية، فكلا البلدين يتبعان اليوم نفس مبادئ التسامح والشمولية والأجندة التي تركز على التنمية كضمان للسلام والاستقرار في المنطقة. وقال إن العنصر الثالث للعلاقات الثنائية هو "الإنسان" الذي يعد محوراً أساسياً ورئيسياً في سياسة الإمارات الإنسانية والشواهد عديدة على هذه الحقيقة عبر توفير متطلبات الحياة؛ وذلك بالنظر إلى المدارس والكليات والمستشفيات والعيادات ومشاريع إمدادات المياه والطرق والجسور التي أقامتها الإمارات في مختلف أقاليم باكستان وهي التي ترسخ مفهوم القيادة في دولة الإمارات بأهمية التعليم والصحة في بناء الإنسان لإعداد أجيال قادرة على بناء الدول في المستقبل. وأضاف السفير الزعابي أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كان له دور بارز وكبير في خطوات القضاء على شلل الأطفال في باكستان، والذي كفل بتمويله السخي ودعمه لبرنامج استئصال شلل الأطفال أن يصل بقطرات التطعيم إلى الأطفال الباكستانيين في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها. وأوضح أن المظهر المشرق الآخر في العلاقات التاريخية والمتميزة بين البلدين؛ ذلك "العدد الكبير المتنوع من الباكستانيين المقيمين في الإمارات، والذين ساهموا بشكل كبير في عملية التنمية والتطور وقصة نجاح دولة الإمارات". وأكد أن هيكل العلاقات الباكستانيةالإماراتية يستند إلى العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية وروابط الدفاع والأمن والتعاون الثقافي وتبادل الخبرات، مشيراً إلى أن الإمارات تعتبر أكبر شريك تجاري لباكستان في الشرق الأوسط، واعتبر أن البلدين يكملان احتياجات كل منهما لتحقيق الأمن الغذائي والطاقة. من جانبه قال عبدالله خليفة الغفلي في تصريح بهذه المناسبة إن توقيع عقد التعاون لمشاريع المرحلة الثالثة يأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة لتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لأبناء الشعب الباكستاني الصديق والمساهمة في تطوير ودعم البنية التحتية في مختلف الأقاليم والمناطق بجمهورية باكستان الإسلامية. وأوضح أن هذه المرحلة تعتبر مكملة للمراحل السابقة وفي إطار الدور الرائد والجهود التنموية والإنسانية الإماراتية لمساعدة أبناء الشعب الباكستاني، والتي تم من خلالها إنشاء وإنجاز 165 مشروعاً تنموياً وإنسانياً بتكلفة بلغت 365 مليون دولار أمريكي. وأضاف أن الدعم والمبادرات الإنسانية التي تقدمها القيادة الرشيدة للدولة للشعوب النامية والفقيرة تمثل امتداداً للنهج الإنساني والتنموي والقيم التي رسخها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بأسس ثابتة مرتكزة على حب الخير والعطاء والجود سعياً لخير الإنسانية جمعاء ورخائها وازدهارها والتعاضد مع المحتاجين والفقراء وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية ومد يد العون لهم في أي مكان بالعالم. وقال الغفلي: "إننا اليوم ونحن نوقع هذه الاتفاقية نحتفل بعام زايد؛ وكذلك مرور أكثر من 51 عاماً على بداية مبادرات الخير والعطاء الإنساني التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، منذ عام 1967 بنهجه ورؤيتة وثوابته الإنسانية في جمهورية باكستان الإسلامية؛ ذلك النهج وتلك الرؤية والمبادرات شملت جميع أوجه ومجالات العطاء والبذل من أجل دعم وتعزيز مسيرة التنمية والتقدم والرقي للشعب الباكستاني وتوفير احتياجاته المعيشية ورفع كاهل الفقر والحاجة والمعاناة عنه، لافتاً إلى أن كل مدينة وكل قرية من أرض باكستان يوجد فيها غرس طيب من المشاريع والمساعدات الإنسانية التي تحمل بصمة الشيخ زايد الخير وأن ما شيدته أيادي الراحل البيضاء من مشاريع لا تزال تشع بالنور والمنفعة للمستفيدين منها وتبقى سيرة الشيخ زايد العطرة عند أهالي تلك المناطق تفيض بمشاعر الحب والتقدير والاعتزاز بشخصيته الحكيمة ومبادئه الإنسانية الاستثنائية بين القادة والحكام." وفي تفاصيل المشاريع الإنسانية والتنموية التي ستشملها المرحلة الثالثة للمشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، أوضح الغفلي أن هذه المرحلة ستغطي جغرافياً ثلاثة أقاليم هي إقليم بلوشستان وإقليم خيبر بختونخوا وإقليم المناطق القبلية وتشمل 40 مشروعاً تتوزع على مجالات الطرق والصحة والتعليم والمياه والزراعة، منوها بأنه تم من خلال المسح الميداني تحديد أهم المشاريع وأولويات التنفيذ في كل مجال ولكل إقليم ومنطقة، وفي ضوء ذلك تم اعتماد المشاريع ذات الأهمية العالية لحياة السكان ومستقبلهم طبقاً لنهج ومبادئ القيادة الرشيدة للدولة في التنمية الإنسانية للشعوب الفقيرة والمحتاجة. وأكد الغفلي أن فرق العمل الهندسية والفنية التابعة لإدارة المشروع جاهزة للقيام بمهامها على أكمل وجه، وقد بدأت فعلياً إعداد المخططات والدراسات الهندسية والفنية للمشاريع التي سيتم تنفيذها وستبدأ خلال الفترة المقبلة من خلال الشركات المنفذة وبالتعاون مع قيادة الجيش الباكستاني بأعمال التنفيذ الميدانية وفق البرنامج الزمني المحدد لكل مجال من مجالات المشاريع. وأعرب عن شكره وتقديره للدعم والتوجيهات الحكيمة للقيادة الرشيدة، والتي كانت الدافع والمساهم الإيجابي في تعزيز العمل في المجال الإنساني والإنمائي، كما كان لها بالغ الأثر في تطوير ونجاح تنفيذ المشاريع بصورة مثالية ومتميزة وبما يعود بالنفع الدائم والمستمر على الفئات المستفيدة منها من أبناء الشعب الباكستاني الصديق، والمساهمة في رفع مستوى خدمات البنية التحتية لهم من خلال مشاريع الطرق والجسور والمياه، إضافة إلى إيجاد بيئة مثالية لتوفير التعليم الحديث والخدمات الصحية والوقاية من الأمراض والأوبئة.