يحتفل اليوم الأربعاء 2 مايو الأسطورة الإنجليزية والعالمية ديفيد بيكهام الذي أبدع في الدوريات الأوروبية الكبرى، بحلول عامه الثالث والأربعين، بعد مسيرة أسطورية دونها الأنيق ونجم خط الوسط "بيكهام"، الذي يمتاز بتسديداته الصاروخية وكراته العرضية الدقيقة وسرعته ومهاراته العالية في التمرير. ولد ديفيد روبيرت جوزيف بيكهام في 2 مايو 1975 بمدينة ليتونسون شرق لندن، وهو المكان الذي نشأ وتربى فيه مع عائلته حيث تلقى تعليمه الأولى وتعلم مبادئ كرة القدم وأساسياتها، والده كان "ميكانيكياً" صاحب ورشة لكن حبه الشديد لكرة القدم جعله يحلم بأن يدخل أحد أبنائه مجال هذه اللعبة. بدأت شمس بيكهام بالإشراق كلاعب كرة قدم في سن مبكرة جداً، وذلك من خلال أهدافه ومهاراته وهذا لم يكن وليد الصدفة حيث أن الموهبة متأصلة فيه منذ طفولته، وكل ما يذكره بيكهام في صغره هو مساعدة والده له ورفع معنوياته ودفعه لاكتساب المزيد من الخبرة والمهارة في عالم كرة القدم. ومثل ديفيد بيكهام في صغره عدة فرق ومنها فريق مدرسته رغم صغر سنه، وكان متألقاً بتسديداته ومهارته، وأول لقاء تم بين ديفيد بيكهام وناديه السابق مانشستر يونايتد كان في ديسمبر 1986 في مسابقة لاكتشاف المواهب والمهارات حيث برز هذا النجم الصغير وتميز بين أقرآنه ولفت الأنظار بمستواه وموهبته وكان عمره وقتها 11 عاماً. وحصل بيكهام على جائزة من قبل اللجنة وانضم للناشئين في رحلة تدريبية بالقطار إلى مدينة برشلونة الإسبانية استمرت لمدة أسبوعين بهدف اكسابه هو وزملائه المزيد من الخبرة وتعويده على أجواء كرة القدم. ثم التحق بيكهام بالمان يونايتد رسمياً في عام 1991 بعد نجاحه بتفوق في تدريبات مدرسة توتنهام هوتسبير، وبذلك يكون قد حقق حلم حياته بالسير على خطى النجوم الكبار. وكان أول ظهور لبيكهام في البطولة الودية لكأس كوبا عام 1992 وشارك مع فريقه، وحقق كأس "إف إي" لفئة الشباب مع زملائه رايان جيجز وبول سكولز وغاري نيفل، وساهم في فوز الفريق عندما سجل هدفاً في الشوط الثاني بمرمى كريستال بالاس ليثبت بأنه نجم قادم وبقوة لملاعب كرة القدم. وقاده هذا للظهور لأول مرة مع الفريق الأول في الموسم التالي، وأصبح لاعباً محترفاً بعد 4 أشهر فقط من أول مشاركة رسمية له مع الفريق الأول. بدأ بيكهام مشواره الاحترافي مع يونايتد عام 1994، وكان أول ظهور له في الدوري الإنجليزي ضد فريق ليدز يونايتد على أرضه وشارك في ذلك الموسم في أربعة لقاءات ثم أعير لنادي بريستون الإنجليزي وشارك معه في العديد من المباريات وسجل هدفين. وفي العام التالي عاد بيكهام لمانشستر بعد المستويات القوية التي قدمها مع بريستون، وضمن له مكاناً في التشكيل الأساسي كلاعب خط وسط وشارك في 33 مباراة سجل خلالها 7 أهداف. وأخذ بيكهام يثبت خطاه في مسيرته نحو عالم النجومية حيث لعب 36 مباراة سجل خلالها 7 أهداف موسم 96-97 ونتيجة لهذا التألق تم استدعاؤه للمنتخب الإنجليزي وشارك معه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وساهم في وصول منتخب بلاده للنهائيات وحصل على جائزة أفضل لاعب شاب في إنجلترا وعلى المركز الثاني في التصويت السنوي لأفضل لاعب وساهم بشكل قوي وفعال في تحقيق بطولة الدوري لفريقه. وأصبح النجم الأول في يونايتد، وشارك مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم المقامة بفرنسا عام 1998 بقيادة المدرب جرين هودل الذي أبقى ديفيد أسيراً لدكة الاحتياط في أول لقائين للمنتخب الإنجليزي في البطولة، وعند إشراكه في اللقاء الثالث أمام كولومبيا سجل هدفاً من ضربة حرة رائعة أهلت منتخب بلاده للدور الثاني من البطولة واعتبرته الصحافة بطلاً وطنياً. بعد ذلك شارك بيكهام أمام المنتخب الأرجنتيني ولكن طرده في المباراة بعد الخدعة التي قام بها دييجو سيموني الدولي الأرجنتيني، مما جعل من بيكهام أحد أكبر أسباب خروج إنجلترا من كأس العالم في عيون الشارع الرياضي في بريطانيا بعد خسارتهم من الأرجنتين بركلات الترجيح، وتوقع خبراء كرة القدم بأن يغادر النجم الموهوب الملاعب الإنجليزية نظراً لما تعرض له من انتقادات. لكنه سرعان ما أثبت للجميع بأنهم مخطئون في حقه وفي نجوميته عندما لعب أول مباريات الدوري الإنجليزي، واستقبلته الجماهير بصافرات الاستهجان ورد بهدف خرافي لا يحرزه إلا نجم كبير من طراز ديفيد بيكهام، وذلك عندما إنبرى لتسديد ضربة حرة أمام فريق ليستر أسكنها في الزاوية العلوية لحارس المرمى وسط دهشة الجميع. وكانت أكبر فرحة كروية لبيكهام بعام 98-99، عندما لعب 34 مباراة وسجل 6 أهداف وساهم في تحقيق الدوري والكأس وبطولة أوروبا لأبطال الدوري مع مان يونايتد، ولا أحد ينسى النهائي المثير في بطولة أوروبا حينما كان مانشستر مهزوماً من بايرن ميونيخ بهدف ليقلب النتيجة رأساً على عقب في وقت كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة به ويحصل على الكأس. وفي العام التالي لعب بيكهام 31 مباراة وسجل 7 أهداف وكان موسماً ناجحاً بكل المقاييس للنجم الإنجليزي، وواجه اللاعب العديد من المشاكل من قبل الصحافة والإعلام بسبب قصة شعره المميزة مما دفعه لحلاقة شعر رأسه ليتخلص من الأسئلة والمشاكل الصحفية بخصوصها، إلا أن شركات الدعاية والإعلان التي وقعت معه عقوداً وصورت معه إعلانات لشامبو الشعر قامت برفع دعاوي قضائية لمحاسبة النجم على حلق رأسه وتغيير شكله، ولكنها لم تُقبل لعدم وجود شروط تمنع بيكهام من حلق شعر رأسه. وواصل بيكهام التألق محلياً ودوليًا وساهم بشكل كبير ومؤثر في تأهل إنجلترا لنهائيات كأس العالم بكوريا واليابان عام 2002، بقيادته للمنتخب وبأهدافه الصاروخية، وفي عام 2001/2002 لعب 28 مباراة وسجل خلالها 11 هدفاً وشارك في نهائيات كأس العالم، وقد صفع بيكهام كلا من فيرون وديساييه وكثير من قادة المنتخبات صفعة موجعة عندما تأهل إلى دور الثمانية، بينما لم يتجاوزوا هم الدور الأول إلا أن حلمه لم يتحقق بعد خروج منتخب إنجلترا أمام المنتخب البرازيلي في دور الثمانية عن طريق هدف صدفة 100% لرونالدينهو. وبقى الحلم بأن يحقق ديفيد كأس العالم مع إنجلترا قائماً بالمستقبل، وفي آخر موسم له مع مانشستر واصل ديفيد بيكهام إبداعه وتألقه المعهود، إلا أنه تعرض لكسر في الضلع أبعده عن الملاعب عدة أسابيع وترك غيابه أثراً كبيراً في وسط ميدان الشياطين الحمر. وفي الموسم التالي قدمت لديفيد مجموعة من العروض الرائعة والمغرية لتأتي المفاجأة ويعلن انتقاله لريال مدريد وسط غضب جماهير مانشستر وبقدومه إلى ريال مدريد حصل على الرقم 23 وكانت بدايته مع الريال قوية جدا، والجدير بالذكر أن "القميص 23" الذي طرحه ريال مدريد حقق مبيعات قياسية تجاوزت نصف مليون يورو في أول 8 ساعات فقط من توقيع العقد. واستطاع بيكهام أن يحصل مع ريال مدريد على العديد من البطولات الكبيرة، أبرزها كأس الإنتركونتينانتال وكأس السوبر الأسباني 2003 والدوري الأسباني 2007. وعند الحديث عن أسباب اختيار بيكهام لأرقامه 7 و 23، فعندما احترف بيكهام مع مانشستر يونايتد اختار الرقم 10 بدلاً من 7 الذي كان يشغله قائد الفريق، آنذاك اريك كانتونا، وعند اعتزاله ارتدى بيكهام القميص رقم 7 بسبب توافق هذا الرقم مع عدد حروف اسمه BECKHAM، وقد كان الرقم المفضل لديه، لكن عندما انتقل للريال كان الرقم 7 يشغله راؤول جونزاليس، وكان بيكهام قريب من اتخاذ الرقم 77، لكنّه فضل الرقم 23 إعجاباً بأسطورة كرة السلة الأمريكية "مايكل جوردان". لكن البعض رجّح ذلك لعدة أسباب منها ولادة ابنه الأكبر "بروكلين" عندما دخل بيكهام عامه الثالث والعشرين، وكان أول ظهور له مع المان يونايتد كان في 23 من سبتمبر 1992، كما أن الهدف الذي سجله ضد اليونان وأهل منتخب بلاده إلى كأس العالم كان على بعد 23 ياردة. ثم انتقل بيكهام إلي نادي لوس أنجلوس جلاكسي بالدوري الأمريكي، وخاض معه مسيرة رائعة، بدأت منذ عام 2007 وظلت إلي 2012، خاض خلالها 124 مباراة وسجل 20 هدف، ومنه توجه إلى الأراضي الإيطالية ليضم صفوف آي سي ميلان، والذي لعب له لمدة موسم واحد 2009-2010، وشارك في 33 مسجلا هدفين ومنه انتقل إلى محطته الأخيرة وهي باريس سان جيرمان الفرنسي وظل معه عام 2013 بعد أن خاض 14 مباراة لم يسجل خلالها أي هدف. وبإنتهاء عقده مع نادي العاصمة الفرنسية، وضع ديفيد بيكهام حدًا لمسيرته الكروية الرائعة، بعد أن خاض مع مختلف الأندية ما مجموعه 729 مباراة وسجل 129 هدف، فضلا عن مسيرته الحافلة مع المنتخب الإنجليزي منذ 1996 حتي 2006، والتي حمل خلالها قميص المنتخب الأول في 115 مباراة سجل فيها 17 هدفاً. ولا تخفي إنجازات بيكهام العريضة في عالم كرة القدم، ولعل أبرزها : (مع مانشستر يونايتد) بطولة الدوري مواسم: (95\96، 96\97، 98\99، 99\2000 ,2000\2001، 2002\2003). كأس الإتحاد الإنجليزي بسنتي: 1996، 1999. دوري أبطال أوروبا نسخة: 98\99. كأس الإنتركونتيننتال سنة: 1999. الدرع الخيرية سنوات: 1993، 1994، 1996، 1997. كأس الاتحاد الإنجليزي لفئة الشباب سنة: 1992. (مع ريال مدريد) السوبر الإسباني سنة: 2003. الدوري الإسباني موسم: 2006\2007. بطولة الإنتركونتيننتال 2003. (الإنجازات الشخصية) لاعب السنة الشاب موسم: 1996\1997. جائزة السير مات بوسبي للاعب السنة موسم: 1996\1997. لاعب أوروبا لسنة: 1999. لاعب السنة عام: 2001 من ال BBC. ضمن قائمة أفضل 100 لاعب من الفيفا والكره الذهبية. وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة ضابط عام: 2003. (مع لوس أنجلوس) بطولة الدوري، موسمي: 2011، 2012. (مع باريس سان جيرمان) الدوري الفرنسي موسم: 2013.