إذا أردت ضرب دولة بدون سلاح وزعزعة استقرارها دون الدخول في حرب، فعليك أولاً تغيير أفكارها وسياستها وتوجيهتها السياسية والثقافية بصفة عامة. الأطفال.. هم أساس استكمال أي دولة لمسيرتها والحفاظ على قوامها الأساسي بناءاً على ما تعلمته منذ الصغر أثناء النشأة الأولي، فإذا تغيير الفكر عند الأطفال تغييرت الدولة بأكملها. محمد صلاح لاعب منتخبنا الوطني أصبح يلعب دوراً كبيراً في المجتمع الغربي، خاصة في إنجلترا إحدى الدول الكارهة للمسلمين، والمعروف عنها العنصرية ضد العرب.
ونجح الفرعون الصغير في دخول قلوب وعقول الجميع في إنجلترا سواء صغار أو كبار، وبدأ يصبح ملهماً للأطفال في المدارس، فهناك من بدء يرسم صورته في دروسه وهناك من ردد أغانيه وهناك من قلده في سجدته عندما يسجل الأهداف مع ليفربول، ليتطور الأمر بأن هناك حالات في إنجلترا فكرت في إشهار إسلامها بسبب محمد صلاح. صلاح في إنجلترا، لم يصبح لاعب كرة قدم فقط بل جيش فكري عربي مسلم يغزو بلد العنصرية والفكر المتطرف وبدأ في هدم الأفكار الوهمية لهذه المنظمات التي تم نشرها بصورة زائفة عن الإسلام والعرب في الغرب.
واستطاع أن يغير الصورة المنطية والتقليدية السائدة في بريطانيا عن المسلمين ليس في كرة القدم ولكن في المجمتع بصفة عامة، وهذا ما أكدته صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقريرها، أن صلاح لعب دوراً كبيراً في تغيير وجهة نظر المشجع الإنجليزي عن الإسلام بشكل عام. وأشارت إلي أن محمد صلاح أصبح نموذجاً للشاب المسلم في بريطانيا، في المثابرة في عمله والاجتهاد والتعلق بعاداته الأصلية والإلتزام بالصلاة مع الثنائي ساديو ماني وإيمري تشان.
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريراً آخر عن صلاح، قالت فيه إنه قام بتغيير أسلوب جماهير الدوري الإنجليزي الذين عرفوا من قبل بالتصرفات العنصرية ضد اللاعبين المسلمين والإفارقة في الدوري. تهيئة الأجواء في بريطانيا ضد عداوة الإسلام، سوف تدفع الكثير من العرب والمسلمين للسفر في السنوات القادمة للعيش هناك بعد تخوفات كبيرة من السفر للخارج بسبب حالة العداء والعنصرية التي يواجهونها في الصحافة والشوارع بكثير من المدن الأوروبية الكبيرة، محمد صلاح وحده وبمفرده نجح فيما فشل فيه الكثير ببلاد الغرب بتغيير كل هذه النظرات الصاخبة.
ومن هنا بدأ الخطر الأكبر على محمد صلاح، من التنظيمات الدولية الخفية والحركات الماسونية الصهيونية والتي تتخذ بريطانيا معقلاً لها.. فهل يواجه محمد صلاح خطر "الاغتيال" كما حدث مع البطش وسميرة موسي وعلي مصطفي مشرفة وجمال حمدان ويحيى المشد بعد نجاحهم في الدول الأوروبية بمختلف المجالات العلمية، وذلك لمنع دولهم من التقدم العلمي وظهور بلادهم بصورة مميزة في الخارج وهو ما لا يتقبله الدول الغربية.