كشفت عدة مصادر استخباراتية وعسكرية، في تصريحات خاصة لCNN، أنه رغم عدم تأكد وكالات الاستخبارات الأمريكية بشكل كامل من استخدام غاز السارين ضد المدنيين في مدينة دوما السورية، شعرت إدارة ترامب بأن هناك ما يكفي من الأدلة لتوجيه ضربات انتقامية ضد النظام السوري. وقالت المصادر، إن المسؤولين الأمريكيين واثقون أنه مهما كان النوع الذي استخدمته قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد للهجوم على المدنيين في دوما، فإنه كان سلاحا كيماويا، وهذا يكفي لتبرير التحرك العسكري ضد النظام السوري. وأضافت المصادر أن الولاياتالمتحدة كانت متأكدة من استخدام قوات الأسد غاز الكلور بالإضافة إلى غاز أعصاب آخر يحتمل أنه السارين.
وتابعت المصادر بالقول إن نقص المعلومات لعب دورا في قرار عدم ضرب مجموعة أكبر من الأهداف، منها مطارات عسكرية وطائرات ومروحيات، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل انتشار قوات الجيش الروسي في عدة مواقع بسوريا.
وأقرت المصادر بأنه قبل الضربة الأمريكيةلسوريا التي شاركت فيها فرنسا وبريطانيا، لم تكن الولاياتالمتحدة متأكدة بشكل كامل إذا ما كان النظام السوري استخدم غاز السارين. وقال مسؤول استخباراتي لCNN: "إنها عملية صعبة وطويلة خاصة في هجوم مثل ذلك دون إمكانية الوصول إلى الضحايا والموقع بشكل مباشر. ولذلك، كان علينا العمل مع أقرب الحلفاء بسرعة للتأكد من أن لدينا صورة واضحة تساعد صناع القرار السياسي في اتخاذ أفضل مسار".
وقالت المصادر إن الولاياتالمتحدة حصلت على تحليل لعينات يُظهر وجود غازي الكلور والسارين. ولكنها أوضحت أن الولاياتالمتحدة لم تتمكن من جمع العينات بنفسها من الموقع لتحليلها، وأن العينات جرى تهريبها لكن وكالات الاستخبارات الأمريكية لم يكن لديها معلومات وثيقة حول من كانت بحوزته طوال الوقت أو من أين جاءت.
واختار ترامب قرار التحرك العسكري وتوجيه ضربات صاروخية إلى 3 مواقع يشتبه بأنها لإنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية بناء على تقييم استخبارات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).
وقالت المصادر إن تحليل مقاطع الفيديو بعد الهجوم وروايات شهود العيان قدمت دليلا أساسيا على أن الضحايا تعرضوا لهجوم بغاز الكلور وغاز أعصاب آخر يحتمل أنه السارين.
وفي مؤتمر صحفي بعد ساعات من الضربات على سوريا، فجر السبت الماضي، أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أنه "متأكد بقوة" من أن النظام السوري شن هجوما كيماويا لكنه كان أقل ثقة في السلاح الكيماوي الذي تم استخدامه.
وقال ماتيس: "نحن نعلم جيدا أحد أنواع الغاز الذي تم استخدامه، ربما جرى استخدام أكثر من نوع. ليس لدينا صورة واضحة بشأن ذلك بعد".
وأضاف: "نحن واثقون بشدة من أنه جرى استخدام غاز الكلور، ولا نستبعد استخدام غاز السارين في الوقت الحالي".