تباينت ردود فعل الدول العربية والغربية تجاه الضربة الجوية التي وجهتها الولايات المتحدةالأمريكية إلى جانب كل من بريطانياوفرنسا؛ ردًا على الهجوم الكيماوي "المزعوم" في نهاية الأسبوع الماضي على بلدة دوما، خارج دمشق، حيث أدانت بعض الدول هذه العملية واصفة إياها ب"الجريمة"، بينما أعلن البعض الآخر التأيد التام للضربة، بهدف أنها مشروعة لأمان وسلام الشعب السوري. وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر اليوم، القوات الأمريكية بتوجيه عدة ضربات دقيقة لمواقع عسكرية داخل سوريا قال إنها تحوي أسلحة كيماوية، وقالت تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا إنه لا بديل عن استخدام القوة العسكرية ضد سوريا، فيما أمر إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي قواته بشن ضربات على سوريا.
واستهدفت الضربات مستودعات للجيش في مدينة حمص، ومطار المزة ومركز البحوث في برزة بدمشق، كما أعلن "البنتاجون" أنه أطلق من 100 إلى 120 صاروخا، وأشار التليفزيون السوري إلى أنهم أسقطوا 13 صاروخا في منطقة الكسوة.
مصر تمثل رد الفعل المصري، بحسب بيان لوزارة الخارجية، في الإعراب عن "قلقها البالغ نتيجة التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية، لما ينطوي عليه من آثار على سلامة الشعب السوري الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر".
كما أكدت "رفضها القاطع لاستخدام أية أسلحة محرمة دوليًا على الأراضي السورية"، مطالبةً بإجراء تحقيق دولي شفاف في هذا الشأن"، مشددة على تضامنها مع الشعب السوري في سبيل تحقيق تطلعاته للعيش في أمان واستقرار.. من خلال توافق سياسي جامع لكافة المكونات السياسية السورية بعيدًا عن محاولات تقويض طموحاته وآماله".
العراق في المقابل، دعا العراق الزعماء العرب لاتخاذ موقف واضح تجاه التطورات الأخيرة في سوريا خلال القمة العربية المزمعة في السعودية غدًا الأحد، حيث نقل التلفزيون العراقي، عن بيان لوزارة الخارجية، قوله إن الضربات الجوية الأمريكية والفرنسية والبريطانية على سوريا تطور خطير "يمنح الإرهاب فرصة جديدة للتمدد".
الأردن وفي بيان حكومي، قالت المملكة الأردنيية، تعليقًا على العملية، إن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لضمان أمن سوريا ووحدة أراضيها.
إيران استنكرت وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم على سوريا، محذرة من "التداعيات الإقليمية والعالمية لهذا العدوان الثلاثي"، وحمّلت أمريكا وحلفاؤها "فرنساوبريطانيا" مسؤولية تبعات وآثار ما أسمته ب"المغامرة"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية فارس.
الصين كما أعلنت الصين معارضتها "استخدام القوة"، حيث قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينغ في بيان "نعارض بشكل ثابت استخدام القوة في العلاقات الدولية وندعو إلى احترام سيادة واستقلال وسلامة أراضي جميع الدول"، معتبرة أن التحرك بشكل أحادي الجانب عبر تجاوز مجلس الأمن الدولي قد "يضيف عوامل جديدة تعقد حل المسألة السورية".
وأكدت أن "الصين تعتقد أن الحل السياسي هو الطريقة الواقعية الوحيدة لحل المسألة السورية"، مشيرة إلى أن بلادها تدعو جميع الأطراف المعنية للعودة إلى إطار القانون الدولي وحل المسألة عبر الحوار والتشاور.
وتعد الصين هي بين الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن. وقد استخدمت حق النقض (الفيتو) مرات عدة ضد مشاريع قرارات في مجلس الأمن كانت تتضمن انتقادات للنظام السوري.
لبنان واعتبر رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، أن "ما حصل فجر اليوم في سوريا لا يساهم في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية"، مؤكدًا أن "الحوار حاجة ضرورية لوقف التدهور والحد من التدخلات الخارجية التي زادت الأزمة السورية تعقيدا".
وشدد "عون"، خلال بيان له اليوم، على أن "لبنان يرفض أن تُستهدف أي دولة عربية من قبل اعتداءات خارجية، بمعزل عن الأسباب التي سيقت لحصولها'، كما رأى أن في التطورات الأخيرة على الساحة السورية جنوحاً إلى مزيد من تورط الدول الكبرى في الأزمة، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات.
روسيا من جانبه أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "بأقصى درجات الحزم" الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وحليفتاها فرنساوبريطانيا، قائلاً "إن روسيا تدين بأقصى درجات الحزم الهجوم على سوريا حيث يساعد عسكريون روس الحكومة الشرعية في مكافحة الارهاب".
وأعلن بوتين، في بيان نشره الكرملين، أن بلاده دعت الى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي للبحث في "الأعمال العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها" في سوريا، موضحًا أن الضربات الغربية نُفذت "من دون موافقة مجلس الأمن الدولي، وهي تنتهك ميثاق الأممالمتحدة ومعايير ومبادئ القانون الدولي، وتشكل "عملا عدوانيا ضد دولة سيادية تقف في طليعة الدول المكافحة للإرهاب"
قطر أول المؤيدين وكان أول المؤيدين للضربة العسكرية الدوحة، حيث أعربت قطر عن تأييدها للضربات العسكرية التي نفذتها وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان صحفي بثته قناة الجزيرة الاخبارية، إن "استخدام النظام الأسلحة الكيماوية وعدم اكتراثه بالنتائج الإنسانية والقانونية المترتبة على تلك الجرائم يتطلب قيام المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لحماية الشعب السوري تجريد النظام من الأسلحة المحرمة دوليا".
السعودية أعربت المملكة عن "التأييد الكامل" للضربات التي نفذتها بريطانياوفرنسا والولايات المتحدة ضد أهداف في سوريا، معتبرة أنها جاءت ردًا على "جرائم" النظام السوري.
وحمّل مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "واس"، النظام السوري "مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية"، متّهمًا المجتمع الدولي بالتقاعس عن اتخاذ "الإجراءات الصارمة" ضد هذا النظام.
البحرين أعربت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان، عن تأييدها الكامل، وقالت إن تلك العمليات جاءت "إثر الهجوم الكيماوي البشع الذي تعرضت له مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وأودى بحياة العشرات من الأبرياء بينهم نساء وأطفال".
وأكدت المنامة أن "هذه العملية العسكرية كانت ضرورية لحماية المدنيين في جميع الأراضي السورية ومنع استخدام أي أسلحة محظورة من شأنها زيادة وتيرة العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية".
فرنسا وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إن العملية العسكرية في سوريا تحرك مناسب ودقيق ولا يهدف إلى استهداف حلفاء الأسد أو المدنيين، وفقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، متابعًا "هذه العملية لا تهدف إلى إسقاط جيش الأسد بل إلى منعه من من ارتكاب جرائم جديدة، وهو تحرك متناسب ودقيق ولا يهدف إلى استهداف حلفاء الأسد أو المدنيين".
وأوضح الوزير في مؤتمر صحفي مع وزيرة الجيوش الفرنسية "هذه العملية مشروعة ومحدودة الأهداف وهي التخلص من الترسانة الكيميائية السورية لمنع الجيش السورى من ارتكاب مجازر كيميائية جديدة"، لافتاً "استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل سوريا غير مقبول لأن الحكومة السورية تعهدت بأنها تخلصت من المخزون".
وأكد لودريان، على أن بلاده ستعاود اتخاذ المبادرة السياسية لدفع الحل السياسي في سوريا، لافتاً إلى وجود 3 ضرورات لدى باريس، أولها تفكيك الترسانة الكيميائية السورية بشكل يمكن التحقق منه، مضيفًا "يجب أن يكون هناك سلم وسلام لدى الشعب السوري، ولذلك فرنسا ستعاود اتخاذ المبادرة السياسية لدفع الحل السياسي في سوريا".