ضحكاتهم ترن في مسامعنا، وعباراتهم الشهيرة تعلق في أذهاننا، مهما مرت السنون تبقى ذكراهم باقية، بأعمالهم الفنية التي حملت بصمات لا تُنسى، وعبرت عن جيلهم وأجيال متتالية، إنهم الغائبون الحاضرون من نجوم الفن، الذين غيبهم الموت كعادته في اختيار كل جميل في حياتنا، ولكن قد يموت الشخص ويبقى أثره حيًّا يرزق، حتى أنه يظل يتحدث عنه لوقت أطول من سنوات عمره. ومع اقتراب حلول شهر رمضان، أجرى "الفجر الفني" حوارًا خياليًا بين أبطال أشهر المسلسلات والفوازير التي كانت ومازالت من ذكريات رمضان التي لا تُنسى لدى الجمهور. في أول أيام رمضان يجلس فؤاد المهندس، وينظر للساعة فيجدها الثالثة والنصف عصرًا -أما افتح التليفزيون أتفرج على فوازير "عمو فؤاد". ينبعث من التلفاز صوت أغنية تتر بداية الفوازير: "عمو فؤاد عمو فؤاد بيلف بلاد.. راح أمريكا لف الدنيا بحالها وعاد" يدندن المهندس مع الأغنية: "لفيت لفيت ما خليت.. لا سبت لا شارع ولا بيت". "بعد وقت قصير"... يدق جرس الباب فيذهب المهندس ليستقبل صديقه. "بلهجة مرتفعة": مين !.. جدو عبده زارع أرضه عندنا. يضحك عبدالمنعم مدبولي، قائلاً: -واحشني يا عمو فؤاد.. عاملين أكل إيه؟ -استنى لما يجي الضيف التاني، هتفرح قوي لما تشوفه. يدخل الإثنان ويجلسان أمام التلفاز ويدور الحوار بينهما. -فاكر يا فؤاد لما كنت بتفوت عليا الصبح وتاخدني في "الفوكس" ونبتدي الغنا ودخلت في محل الورد، فاكره؟. -هههههههه فاكره طبعاً. -طيب فاكر حفلة المحلة الكبرى بتاعت أضواء المدينة متهيألي سنة 58 أو 59؟ -أه لما طلعنا الساعة 5 الصبح بعد الناس ماناموا، الناس نامت وتعبت من اللي طلعوا قبلنا، وعمالين نقول أنا وانت وننتع، ألا ما فيه حد ابتسم !. -أنت خرجت عيطت وفضلت تعيط لحد ما ركبنا الأوتوبيس. "يضحكان".. فيقاطعهما صوت جرس الباب، فيفتح المهندس ليونس شلبي، ويصيح قائلا: -أهلاً أهلاً أستاذ بوجي، مالك مكشر ليه؟ -بطني بتوجعني آه ياني آه يا بطني، حرمت أملاها قوي تاني آه يا بطني. -شكلك تقلت في السحور يا بوجي، تعالى شوف مين جوا. -أهلاااا جدو عبده.. رمضان كريم. -أهلا يا بوجي "الله أكرم".. ماجبتش طمطم معاك ليه؟ -طمطم هتاكل مع عم شكشك.. أنا جبتلكوا كنافة ناكلها بعد الفطار. يقاطعهما صوت مدفع الإفطار وأذان المغرب ويجلسون حول المائدة لتناول إفطار أول أيام الشهر الفضيل.