حث رائد أعمال التكنولوجيا السيد إيلون ماسك حكام الولايات بأمريكا بضرورة تنظيم مجال الذكاء الاصطناعي قبل فوات الآوان، ويلح بأن الذكاء الاصطناعي بات يشكل تهديداً وجودياً علي البشرية، هذه وجهة نظر تحذيرية تخلط بين علم الذكاء الاصطناعي والخيال العلمي . مع ذلك نجد باحثي الذكاء الاصطناعي يعرفون أن هناك قلقاً مشروعاً حول تأثيره علي الأسلحة، والوظائف والخصوصية، وطبيعياً أن تسأل إذا ما كان ينبغي أن نطور الذكاء الاصطناعي أصلاً . أنا أؤمن بأن الإجابة نعم . ولكن ألا ينبغي أن نخطو خطوات لإبطاء التطور في الذكاء الاصطناعي ، من باب الحذر ؟ المشكلة إذا فعلنا ذلك فإن دولاً مثل الصين سوف تسبقنا . لقد غادر حصان الذكاء الاصطناعى الإسطبل، ورهاننا الأفضل هو محاولة توجيهه . يجب عدم استخدامه كسلاح، وأن يكون به مفتاح إغلاق حصين، وبعد ذلك علينا تنظيم الأثر المحسوس للذكاء الاصطناعي ( مثل سلامة السيارات ذاتية القيادة ) بدلاً من محاولة تعريف وكبح جماح هذا المجال غير المحدد المعالم بعد، وسريع التطور. أنا اقترح ثلاث قواعد لتنظيم أنظمة الذكاء الاصطناعي مستوحاة، ومطورة أكثر، من "ثلاثة قوانين للروبوتات " ، والتي قدمها الكاتب " إسحاق اسيموف " في عام 1942م : - الروبوت يجب ألا يؤذي إنساناً أو في حالة التوقف يجعل الانسان عرضة للأذي . - علي الروبوت إطاعة الأوامر التي تصدر له من الناس ، إلا إذا تعارضت هذه الأوامر مع القانون السابق . - علي الروبوت حماية وجوده طالما لم يتعارض ذلك الوجود مع القانونين السابقين ، هذه القوانين رائعة، ولكن يشوبها الغموض، ماذا يمثل الأذي عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي ؟ أنا أقترح أساساً أكثر صلابة لتفادي أضرار الذكاء الاصطناعي مبنياً علي ثلاث قواعد مني : - قاعدتي الأولي : نظام الذكاء الاصطناعي يجب أن يخضع لكامل منظومة القوانين المطبقة علي مشغله من البشر. - قاعدتي الثانية : يجب ان يكشف نظام الذكاء الاصطناعي بوضوح عن حقيقته بأنه ليس إنساناً . - قاعدتي الثالثة : أن لا يستطيع نظام الذكاء الاصطناعي الاحتفاظ أو كشف المعلومات السرية بدون موافقة صريحة من مصدرها، بسبب قدرتها الاستئنائية في استخلاص وتسجيل وتحليل المعلومات آلياً ، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي في موقع أساسي يمكنها من الحصول علي المعلومات السرية، سواء كنت تتفق مع السيد ماسك حول معدل تطور الذكاء الاصطناعي وأثره النهائي علي البشرية ( أنا لا أتفق ) ، فمن الواضح أن الذكاء الاصطناعي قادم لا محالة وعلي المجتمع أن يستعد لذلك.
