قال سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي معمر القذافي، إن نظام والده لم يقم بأي عمل خاطئ يستوجب الثورة عليه، مشيراً إلى أن بلاده (لن تتراجع أمام الإرهابيين) الذي يقودون الحرب ضد نظام والده. وقال سيف الإسلام في حديث لصحيفة (واشنطن بوست)، إن الأيام القادمة ستحمل مفاجأة، وهي خروج المئات من المساجين لينضموا إلى قوات القذافي في القتال. * * * فوضى عارمة في مصراتة * * * إلى ذلك، روى ليبيون أصيبوا في الفوضى العارمة التي تجتاح مدينة مصراتة كيف أدى ما وصفوه بالقصف العشوائي لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي إلى جعل الحياة هناك لا تطاق . وقبيل نزولهم من عبارة نقلتهم من مصراتة في رحلة استغرقت 17 ساعة توقع ليبيون جرحى أن تباد ثالث اكبر مدن ليبية بشكل كامل إذا لم تتدخل القوى الغربية لإنهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما. وبدا جزء من السفينة كجناح في مستشفى في الوقت الذي صعد فيه أطباء في مدينة بنغازي معقل المعارضة المسلحة في شرق البلاد وقاموا بفحص مبدئي للجرحى لتقييم حالاتهم. وجلس أشخاص بدا انهم زائغو البصر على مقاعد ملفوفين بضمادات في الوقت الذي طاف فيه أحد المقاومين حاملا جزءا من قذيفة مدفعية قتلت اثنين من اصدقائه. وقال الرجل واسمه علاء الأطرش : (كنت قد غادرت للتو منزلنا عندما أصابت هذه القذيفة المبنى. رأيت اثنين من الأصدقاء يموتون.القذافي يطلق النار في كل مكان). ويعتزم الأطرش الذي اكمل لتوه العشرين من عمره العودة إلى مصراتة قريبا على الرغم من الوضع الصعب هناك. وقال إن هذه المأساة جعلته اكثر تصميما عن ذي قبل على رؤية القذافي يرحل. وأضاف (لدينا أسلحة قليلة جدا.. أحيانا أعبئ زجاجة بالبنزين وأشعلها ثم القيها عبر خط المواجهة على رجال القذافي). ولكن من المتوقع على ما يبدو أن تترك إراقة الدماء تلك آخرين مصدومين لبعض الوقت. والقذيفة التي كان يحملها الأطرش في يده والتي يتدلى منها سلك من النوع الذي ربما أطلق شظايا في وجه محمد مفتاح وهو طفل يبلغ من العمر تسع سنوات جلس يوميء بهدوء بيده ليجعل أباه يعرف انه عطشان لان الكلام مؤلم جدا بالنسبة له. وقال والد الطفل (كان يلعب في فناء منزلنا.انه مجرد طفل). ووقف جاره الذي كان يجلس خلفه وقبل رأس الطفل لمواساته وقد بدا الألم على وجهه لأنه هو أيضا أصيب في ساقه بما وصفه برصاصة قناص من قوات القذافي . وتنفي الحكومة الليبية ادعاءات بأنها تخرف حقوق الإنسان بالنسبة لسكان مصراتة وتقول إنها تقاتل متشددي القاعدة وليس أشخاصا يطالبون بمزيد من الحرية. وكان يوجد نحو 20 ليبيا على ظهر العبارة التي حملت أيضا اكثر من 900 مهاجر غاني كانوا يعيشون في ليبيا التي شهدت اعنف الثورات التي تجتاح العالم العربي. وقال الركاب على ظهر العبارة اليونانية ايونيان سبيريت التي استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة إن الشيء الأساسي في مصراتة المحاصرة منذ سبعة أسابيع هو انه لا يوجد أحد أمن ولا يوجد ما يشير إلى أن قوات القذافي ستخفف موقفها. حتى الصلاة من اجل إيجاد مخرج من هذا الخطر يمكن أن تكون محفوفة بالخطر. وقال محمد غاضب وهو تاجر خزف وضعت ذراعه في ضمادة القذائف يمكن أن تسقط في أي كان. (كنا في مسجد نسأل الله الغوث وانقاذنا. وبمجرد خروجنا من المسجد أصابتنا الشظية). وقال أشخاص إن نقص الطعام ليس مشكلة كبيرة. ولكن المجازفة بالخروج من اجل جلب الطعام أمر محفوف بالخطر. وقال غاضب (القناصة يمكن أن يصيبكوا). وبالنسبة لمصري كان يعمل في مصراتة فان التمكن من الهروب من إراقة الدماء هناك أثار ارتياحا في بادئ الأمر ثم مزيد من الصدمة بعد ذلك . وبطريقة ما خلال الهروب فصل عن أولاده الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة اشهر وسبع سنوات وانتهى بهم الأمر في عبارة أخرى. وقال الرجل إن (مصراتة تقصف وكل ما يمكنكم تخيله يحدث في مصراتة). (الآن بعد أن غادرت ليس لدى فكرة عن مكان اولادي).