قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم إنّه بعد خفوت التهديدات تجاه النظام السورى، بفضل الدعم الإيرانى، يتجّه المحور الشيعى لتدريب قواته بمواقع قريبة من عدو جديد، وهو إسرائيل. وأشارت الصحيفة الأمريكية فى تقريرها بعنوان "إيران تتعمّق فى سوريا وتوسع محور المقاومة"، إلى حادث إسقاط إسرائيل لطائرة إيرانية بدون طيار، بزعم دخولها المجال الجوى الإسرائيلى، قبل أسبوعين، وتلاه موجة من الغارات الإسرائيلية بسوريا، وإسقاط مقاتلة إسرائيلية اف-16، لكن سرعان ما هدأت المواجهات.
وأضاف التايمز، إلى أنّ هذا الحادث يسلّط الضوء على عمق التواجد الإيرانى فى سوريا، وإعادة رسم الخريطة الاستراتيجية للمنطقة، حيث تنشر مستشارين فنيين من حرس الثورة الإيرانية فى قواعد عسكرية بجميع أنحاء سوريا، والذين يظهرون باستمرار فى الخطوط الأمامية لقيادة المعارك، التى تضم آلاف المقاتلين، سواء من تنظيم "حزب الله" أو من دول أسيوية، مثل باكستان وأفغاستان، فضلاً عن أكثر من 100 ألف صاروخ قادرة على إخضاع الدفاعات الإسرائيلية، وتزويد "حزب الله" بأخرى متطورة.
وتخشى إسرائيل من اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله، قد تؤدى إلى حشد إيران لشبكة إيران الممتدة بالمنطقة، وإقامة ممر برى يربط بين إيران والبحر المتوسط عبر العراقوسوريا ولبنان، والذى تسميه إيران بمحور المقاومة.
وصرّح كامل وازن، مؤسس مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية فى بيروت، أّنّه فى حالة اندلاع حرب ستكون إقليمية تتسّع لباقى دول المنطقة.
واستغلت طهران ضعف جبهة المعارضة المسلحة ضد نظم بشار الأسد، ووجهّت تركيزها نحو إقامة بنية تحتية لتهديد إسرائيل، ومواصلة تدريب وتجهيز المقاتلين وتعزيز العلاقات مع حلفائها فى العراق ولبنان لتشكيل جبهة موحدّة فى حالة نشوب حرب جديدة.
وقال أمير توماج، الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، إنّ الهدف النهائى هو أن تصبح سوريا جبهة جديدة للحرب مع إسرائيل فى حالة اندلاع حرب جديدة، مضيفاً أنّ ذلك لم يصبح هدفاً فقط، بل حقيقة.
كما أوضح يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومى الإسرائيلي الأسبق، أنّ إسرائيل لا تواجه كمية السلاح فقط، ولكن تعدّد الجبهات الحربية فى وقت واحد، حيث تعدّ كل جبهة منها مشكلة، وحينما تتحدّ معاً ستصبح مدمّرة.