أكّدت المملكة العربية السعودية مشاركتها وتعاونها الكاملين مع جميع الجهود الرامية إلى تعزيز دور الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والترويج للسلم والأمن الدوليين، وتوجيه الاهتمام الكبير للدعم الفكري للشباب من أجل حمايتهم من الانزلاق إلى قضايا المتطرفين. وقال المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي؛ أمس الأول، في كلمة له خلال ندوة عُقدت في الأممالمتحدة بمناسبة احتفائها بالأسبوع العالمي للانسجام بين الأديان؛ نظّمها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات: "إن المملكة العربية السعودية منذ مشاركتها في تأسيس الأممالمتحدة وتأسيس مركز الملك عبد الله للحوار، تبذل جهوداً هائلة لتحقيق أهداف السلام والأمن في العالم، وتعزيز أسس الفهم والانسجام المفيد بين الأديان والثقافات". وفق صحيفة "سبق" وأكّد أن المملكة تعمل باستمرار على نشر ثقافة التسامح والاحترام المتبادل في مواجهة أيديولوجيات الكراهية والتطرف، إضافة إلى مواصلة جهودها الرامية إلى صون السلام ونشر الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم. وأشار "المعلمي"؛ إلى أن المملكة تعمل حالياً على تنفيذ رؤيتها 2030 التي تهدف إلى بناء أمة طموحة من خلال الاستفادة من الشباب الذين يشكلون 70 % من نسبة سكان المملكة، مؤكداً أن نجاح هذه الرؤية الطموحة يعتمد إلى حد كبير على مشاركة والتزام وتفاني شباب المملكة. وأردف: "تتضمن رؤية المملكة 2030 إستراتيجيات مختلفة تهدف إلى دعم الشباب من خلال طرح عدد من المبادرات التي تسعى إلى تحقيق هذه الأهداف، وشارك شباب المملكة في المنظمات الدولية والإقليمية، وكان آخر هذه المشاركات في منتدى للشباب في الأممالمتحدة"، مفيداً بأن المملكة قدمت دعماً كاملاً لتنمية الشباب في مختلف المجالات علمياً وتربوياً وفكرياً؛ ما مكّنهم من تولي مناصب قيادية داخل المملكة وخارجها". وأضاف: "التطور التكنولوجي في العصر الحالي يسهم بشكل كبير في التبادل الثقافي والإثراء الثقافي للمجتمعات، ونحن الآن أكثر قدرة على التواصل بالأفكار والتفاعل مع المجتمعات الدولية من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية الحديثة، إذ يشكّل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة نحو 60 % من السكان، وهو واحد من أعلى معدلات الاستخدام في العالم، وهذا من شأنه أن يجعلنا أكثر التزاماً بتحضير الموارد التقنية اللازمة للمساعدة في قضية التنمية وتسخير هذه التكنولوجيا لتعليم الشباب للوصول إلى تطلعاتهم. وأوضح أن قنوات التواصل الاجتماعي توفر عدداً من المزايا وتشكّل قناة رئيسة لتبادل الأفكار والتعرُّف على أجزاءٍ مختلفة من العالم، وهذا بدوره يساعد على انفتاح عقول الشباب ورؤيتهم ويساعد على إذكاء روح التنمية المستدامة وقبول الاختلافات. وتابع قائلاً: "لقد أولت المملكة اهتماماً كبيراً للدعم الفكري والأيديولوجي للشباب من أجل حمايتهم من الانزلاق في قضايا التطرف، وتحقيقاً لهذا الهدف أطلقت المملكة عدداً من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى إثراء معارف الشباب والتزامهم وتعزيز نهج الحوار المدني، من بينها برنامج "سكينة" على شبكة الإنترنت، إذ يعد البرنامج حملة مستقلة تعبّر عن موقف المجتمع من الإرهاب ومواجهته ودحض أيديولوجية الإرهابيين وأفكارهم" وبيّن أن المملكة نجحت في إنشاء أفضل وأكبر منصّة لمكافحة الأفكار الإرهابية وأيديولوجيات الكراهية وتعزيز التسامح والوسطية، كما أطلقت برنامجاً آخر لمكافحة الأيديولوجيات الفكرية المنحرفة في المدارس تحت اسم الأمن الفكري، وتحت شعار الأفكار الآمنة تؤدي إلى حياة آمنة، كما أطلقت من خلال وزارة التربية والتعليم برنامجاً وقائياً يستهدف المجتمعات التعليمية التي تسعى إلى المساعدة والحماية من التهديدات الأمنية والتهديدات الاجتماعية بجميع أنواعها". وأكّد أن كل هذه المبادرات ساعدت على رفع مستوى الوعي لدى الشباب ومساعدتهم على تواصلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإجهاض المحاولات العديدة التي تسعى إلى تقويض وحدة ووئام المملكة وشعبها، وقدمت أمثلة هائلة عن أفضل السبل لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لهذا الغرض. وجدّد المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي؛ رغبة المملكة في المشاركة الكاملة والتعاون مع جميع الجهود الرامية إلى تعزيز مشاركة الشباب ودورهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والترويج للسلم والأمن الدوليين.