منذ إعلان مقاطعة الدوحة نتيجة لدعمها الإرهاب، نزعت وسائل الإعلام القطرية المختلفة باتجاه الفبركة الإعلامية، في محاولة يائسة لتأجيج الموقف العربي تجاه الدول المُقاطعة لها، من خلال تلفيق وتدليس الأكاذيب، وهو الأمر الذي يتعارض مع أخلاقيات العمل الصحافي، ويرى فيه خبراء ومحللون هزيمة نفسية وأخلاقية لقطر. وسائل إعلام الدوحة نشطت في فبركة الأخبار التي من شأنها النيل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، في محاولة لتأجيج الفتن بين دول الخليج العربي من جهة، والإبقاء على ما تبقى من تأييد لسياسة قيادتها التي باتت تقف على خط النهاية من جهة أخرى. ويرى أستاذ الإعلام يزيد العبد أن قطر اعتمدت أخيراً استراتيجية إعلامية تفتقر إلى أخلاقيات المهنة، من خلال بثها أخباراً مسمومة وفبركات مفضوحة عما يجري في اليمن، لكنها أغفلت أن هناك متابعين وخبراء لديهم إمكانية التحقق من الخبر، وملاحقته تفسيراً وتحليلاً، وصولاً للحقيقة، بحيث لم يعد هناك من يتابع وسائل الإعلام كمتلقٍ، بل أصبح لديه في ظل ثورة الإعلام القدرة على التفاعل الإيجابي مع ما يرد إليه من أخبار، وإمكانية التمييز بين الغث والسمين، وبالتالي فهو يعقل ويدرك ما يتابعه. كذب وتلفيق وأوضح العبد، في حديث ل«البيان»، أنه بات من الصعب جداً أن تجد من ينجرف هذه الأيام وراء الأخبار الكاذبة والمُلفّقة التي تبثها الدوحة، لأن من يمارسونها يبالغون في التشكيك بمن يستهدفونهم بذلك، وأحياناً يميلون إلى نشر أخبار مرتبطة بأحداث وتواريخ معينة، وهو الأمر الذي يُسهّل كشف زيف ادعاءاتهم. ويرى الإعلامي عماد موسى أن الإعلام القطري أظهر في الآونة الأخيرة تناقضاً واضحاً في كثير من القضايا، ما يؤشر بوضوح إلى ارتباك آلة الإعلام القطرية، التي تحاول إيجاد شرخ بين الدول المقاطعة لها، من خلال فبركة مجموعة من الأخبار ضد الإمارات والسعودية تحديداً، في محاولة لرد المخاطر التي ستتفاقم أمامها إزاء استمرار تعنت القيادة القطرية. وبيّن موسى أن الهزيمة النفسية التي تعانيها قطر نتيجة فشلها في مواجهة أزمتها الحالية، قادتها إلى سياسة الخداع الإعلامي، وفبركة الأخبار العارية من الصحة، لكنها أغفلت أن لم تعد تنطلي على الناس الأخبار الوهمية.