يحتفل السيناريست والمخرج خالد دياب، بنجاح أحدث أفلامه "طلق صناعي"، بعد طرحه بدور العرض السينمائي في مصر، وعرضه الأول في الدورة ال14 لمهرجان دبي السينمائي الدولي، تلك التجربة التي أضافت نجاحا جديدا لأعمال "آل دياب" محمد وشيرين وخالد دياب، الذين قدموا للسينما أفلام عاشت في ذاكرة الجمهور، وعبرت عن رؤية متفردة وصنعة جيدة سلكوا تيارها على عكس السائد حاليا. وبعد تقديمه صورة حقيقية عن الواقع، انتهت بملحمة عشق لتراب مصر في فيلم "عسل أسود" عام 2010، اكتملت بتعزيز الهوية والانتماء للوطن في "طلق صناعي" كان ل"الفجر الفني" هذا الحوار مع خالد دياب، وإلى نص الحوار،،
- بداية، كيف رأيت ردود الفعل حول فيلمك "طلق صناعي"؟ سعيد جدا بنجاح الفيلم ووصوله إلى الجمهور منذ عرضه الأول في مهرجان دبي السينمائي الدولي، والذي تحولت قاعة عرض الفيلم خلاله إلى مسرح، حيث صفق الجمهور بمجرد ظهور الفنان عبدالرحمن أبو زهرة على الشاشة، وفي مصر لمست نجاحا آخر عند حضور العروض مع الجمهور في دور العرض، وأرى أن الأفلام الكوميدية تتميز عن غيرها في رصد رد فعل الناس مباشرة، ويظهر مدى حبهم للعمل من ضحكهم أثناء المشاهدة، وهذا ما حدث في عروض "طلق صناعي".
- حدثني عن الفكرة الرئيسية للفيلم وكيف تم العمل عليها؟ الفكرة كانت لي بالمشاركة مع محمد وشيرين دياب، واعتبرهما بمثابة ذراعي اليمين والشمال في حياتي العملية والخاصة، وحرصنا على تقديم فكرة تتميز بالإمتاع ورصد الواقع في مصر، وهذا النوع من الأفلام يجذب اهتمامي، ويشبه ما قدمته سابقا في فيلم "عسل أسود"، وتدور القصة في إطار كوميدي اجتماعي حول زوجين قررا الهجرة إلى أمريكا هربا من الواقع المحبط في مصر، ثم يتحول موقفهما ويفضلان البقاء في وطنهما في نهاية الفيلم، في حبكة درامية خدمت الفكرة.
- وهل وجدت صعوبة في تنفيذ القصة كفيلم سينمائي؟ بالطبع وجدت صعوبة منذ كتابة الورق وكيفية تأليف أحداث ممتعة في مكان تصوير واحد طوال الفيلم، وهذا استلزم مجهود مضاعف من فريق الكتابة، وأحب أن أشير إلى سعادتي بالتعاون مع شقيقي محمد وشقيقتي شيرين، واعترف أنني أصبحت أشعر بالغربة إذا لم نشترك معا في كتابة أعمالنا، وفي مرحلة الإخراج وجدت صعوبة أيضا في التغلب على الملل أثناء التصوير وعدم تكرار الكادرات والمحافظة على الإيقاع السريع للأحداث حتى لا يصاب المشاهد بالملل.
- ولماذا قررت أن يكون "طلق صناعي" أولى تجاربك الإخراجية؟ قررت ذلك لأن الفيلم "شبهي"، وفضلت أن تكون أولى تجاربي الإخراجية من خلال فيلم كوميدي، إضافة إلى تضمنه لرسالة تحمل معزة خاصة في قلبي، وهي تعزيز الهوية المصرية وحب الوطن من خلال أحداث الفيلم.
- وماذا عن موقف الرقابة من الفيلم قبل عرضه؟ الرقابة أجازت عرض الفيلم في موعده دون تأجيل، وكان لديها بعض التحفظات عليه، وهذا تم مناقشته مع شركة "نيوسينشري" المنتجة للفيلم، حتى تم التوصل لنسخة نهائية والسماح بعرضها للجمهور بدور العرض السينمائي، وأنا راض تماما عن هذه النسخة ولا أريد الخوض في تفاصيل موقف الرقابة على المصنفات الفنية من الفيلم، وأحب أن أوجه الشكر للشركة المنتجة لوقوفها الدائم مع "آل دياب" وأخص بالذكر وليد، زين وزيد الكردي، وعماد السيد أحمد.
- هل اعترضت الرقابة على طريقة وضع العلم الأمريكي على أفيش الفيلم؟ لا أعلم تفاصيل عن هذا الأمر، ولكن الأفيش الدعائي مادة إعلانية من اختصاص الجهة المنتجة، وهي الأعلم بوجود اعتراض لدى الرقابة من عدمه، وأترك لهم حق الرد على ذلك.
- وما حقيقة تناول أحداث الفيلم لفترة الحكم الإخواني لمصر؟ ذكرنا في بداية الفيلم أن أحداثه تدور في 14 فبراير عام 2013، ويمكن مراجعة هذا الوقت من تاريخ مصر، وهذا الجملة لم تكن مكتوبة قبل عرض الفيلم على الرقابة، والأخيرة طالبت بوضعها لتكون متماشية مع وقت كتابة قصة الفيلم في عام 2013، أي وقت حكم الرئيس السابق محمد مرسي، ووجدنا هذا مناسب لحالة الإحباط التي أصابت المصريين، خاصة الأخوة الأقباط، ودفعتهم للهجرة من مصر.
- وما الهدف من النهاية ووجود الشخص المسلم المتحول خلال الأحداث؟ النهاية الدرامية للفيلم تضمنت قرار البطل بولادة طفليه على أرض مصر خارج السفارة الأمريكية، وليس العكس، وذلك بعد إدراكه بأن مصر أفضل وتخليه عن حلمه الخاطئ بالهجرة منها، أما الشخص المسلم الذي ادعى المسيحية حتى يحصل على تأشيرة الهجرة، قصدنا الإشارة من خلاله إلى التخبط النفسي لدى البعض، مع وجود نقد لسلوك المتشددين دينيا، الذين يضعون اليهود والأقباط في كفة واحدة، دون النظر إلى ضرورة الحفاظ على روح الوحدة الوطنية.
- هل اعترضت على تصنيف الفيلم لفئة فوق ال16 عام؟ أرى أنه قرار يعود لوجهة نظر الرقابة على المصنفات الفنية في طبيعة أحداث الفيلم، وهذا لا ينفي رغبتي في أن يكون العمل متاح للعرض للجمهور العام دون تصنيف عمري.
- وكيف تغلبت أسرة الفيلم على ملل التصوير في "لوكيشن" واحد؟ بالطبع شعرنا بالملل من ذلك، خاصة مع ضغط التصوير وزيادة عدد ساعاته، وما أتذكره أن الفنان ماجد الكدواني كان يغني لنا ويجمع فريق العمل حوله، وذلك أثناء التحضير لتصوير بعض المشاهد، وكان يضفي ذلك حالة من البهجة على اللوكيشن، وفي يوم آخر قمنا بإغراق بعضنا بالماء الخارج من "خرطوم مطافي"، وهو ما أضاف نوعا من كسر الملل أثناء التصوير.
- وماذا عن مشروعك الدرامي الجديد؟ أحضر لمسلسل "طايع" الذي يشارك في الموسم الدرامي في رمضان 2018، وهو من إخراج عمرو سلامة، ومن بطولة عمرو يوسف وعمرو عبد الجليل، ومن إنتاج شركة "ماجنوم" لرامي إمام وهشام تحسين، واشترك في كتابته مع محمد وشيرين دياب وانتهينا من كتابة 20 حلقة حتى الآن، والعمل يتناول عالم الآثار في صعيد مصر، ويعد تجربة مكملة لعملنا في الجزء الأول والثاني من فيلم "الجزيرة"، ولكن المسلسل "مضروب في عشرة" من حيث الحجم والقصة.
- ما تعليقك على وصول المنتخب المصري لكأس العالم؟ هكون أول واحد يروح روسيا وهشجعهم هناك لحد ما نرجع بالكأس.