رغم تسخير وزارة الآثار، كامل جهودها تقريبًا للبحث عن مكتشفات جديدة، فإنها تتجاهل، الأوضاع المتردية فى الكثير من المعابد التاريخية، والتى أصبحت طى النسيان؛ لما تعانيه من إهمال، ما جعلها لا تعدو كونها حاليًا خرابة، تحتلها الكلاب الضالة والماشية والزواحف، ويلهوا بداخلها الأطفال، الأمر الذى يعرضها للسرقة رغم مكانتها فى العصور القديمة. معبد مونتو أو «إله الحرب» الموجود بقرية المدامود الواقعة شمال مدينة الأقصر أحد تلك المعابد الفرعونية التى أهملتها وزارة الآثار، فتاريخه يعود إلى عصر الدولة الحديثة فى مصر القديمة، عندما شُيد على مساحة 40 فدانا، شأنه فى ذلك شأن غيره من المعابد، التى أهديت ل»مونتو» فى ذلك الوقت. ويحتوى المعبد على بوابة رئيسية تدعى بوابة «تبيريوس» من العصر الرومانى، ثم فناء للاحتفالات، وصالة أعمدة كبرى، وقدس الأقداس الموجود فى مؤخرة المعبد، وأخيرا منطقة المخازن وحجرات الخدمة اليومية، كما يتميز أيضًا بوجود بحيرة مقدسة داخله، وعلى الرغم من قيمته التاريخية فإن المعبد أصبح طى النسيان، بسبب وقوعه وسط كتلة سكانية، حيث استخدم فى عصور مختلفة كمحجر يأخذ منه الأحجار لتشييد وبناء المنازل لأهالى المنطقة، كما تعرض إلى الرطوبة والملوحة بسبب ارتفاع نسبة المياه الجوفية بصفة مستمرة، لعدم وجود شبكة للصرف الصحى حوله. وأوضح مصدر مسئول بقطاع آثار الأقصر ل«الفجر»، أن هذا المعبد أعدت له خطة طموحة لتطويره ووضعه على خريطة السياحة، قبل عام 2010، ولكن بعد ثورة 25 يناير توقف كل ذلك، بسبب عدم توافر اعتمادات مالية، مشيرًا إلى أنه رغم زيارة وزير الآثار له منذ عامين، لم ير هذا المشروع النور حتى الآن، وحالة المعبد جيدة، ولكنه يحتاج مبالغ ضخمة، لتطوير المنطقة وتهجير الأهالى الموجودين بها، بالإضافة إلى عمل طريق مناسب له، وشبكات صرف صحى، وشبكات إنارة.