خلسة وفي غفلة من حارسه استطعنا أن نحصل علي بعض الصور التي تظهر ما تعرض له معبد "مونتو" أو إله الحرب بقرية المدامود شمال مدينة الأقصر من إهمال. الطريق للمعبد لم يكن سهلا فكي تصل للمعبد القابع في قريته الواقعة علي حدود محافظة قنا عليك أن تمر بالعديد من الحواري والأزقة الضيقة التي تكتظ بالمباني الريفية العتيدة . المشهد عند المعبد كان كارثيا بالنسبة لنا فالماشية والكلاب الضالة تسير بين حجارة المعبد وتتجول بين أعمدته المحطمة فضلا عن أن الأهالي يعبرون خلالها من وإلي القرية، والمياه الجوفية ارتفع منسوبها وانتشرت الحشائش في جنباته، والمباني العشوائية تكاد تتداخل مع جدران المعبد المحطمة بينما وزارة الآثار في ثبات عميق فمنذ اكتشاف المعبد لم تتم أية أعمال تطوير به إلي جانب ضعف الحراسة حيث لا يحرس المعبد سوي خفير واحد فضلا عن عدم وجود سور يحميه من عبث العابثين و يد اللصوص. الحارس ثار فور رؤيته لنا فلديه معلومات مشددة أن لا يسمح لصحافيون بتصوير المشهد العبثي في المعبد صاحب التاريخ الممتد عبر آلاف السنين. الباحث الأثري عبدالعظيم كامل يقول :" أن معبد المدامود يكاد أن يندثر بفعل الإهمال حيث تجاهله وزراء الآثار المتعاقبون لوجوده في قرية منسية بمحافظة الأقصر". وأضاف عبدالعظيم :" المعبد تم تشييده علي مساحة 40 فدانا ويعتبر من أقدم وأكبر المعابد في مدينة الأقصر السياحية لا أن بيوت طينية وأسمنتية بنيت علي حرمه ودمرت المياه الجوفية أعمدته وجدرانه التي لم يتبقي منها سوي أطلال". وتابع :" معبد المدامود يعد من المعابد الهامة التي شيدت لعبادة الآله منتو إله الحرب وإله طيبة القديم وهو يعد أحد ثلاثة مراكز لعبادة الآله منتو حيث يوجد معبدان آخران لذات الإله في أرمنت والطود وجميعها معابد من العصور البطلمية أقيمت علي معابد مصرية قديمة تخص نفس الآله علي النمط الرسمي للمعابد الفرعونية. واستدرك عبدالعظيم :" وتشير تقارير بعثات الحفائر إلي أن المعبد القديم كان يقع داخل سور من الطوب اللبن كان داخله بستان من الأشجار ويضم فناء وله مدخل يعلوه برجان صغيران من الطوب اللبن وهذا يجعلهما أقدم صرحين في التاريخ المصري القديم اضف بعد ذلك فناء خارجي إلي الشمال منهما له مدخل يعلوه ايضا برحان والجديد أنه كان أمام البرجين موضوعان لسارية العلم اضاف ملوك الدولة الوسطي اضافات عديدة من بوابات ضخمة ومعابد". بينما يقول أحمد إبراهيم مرشد سياحي أن المعبد الآن شوهت معالمه وأصبح أطلالا بفعل عوامل التعرية وإهمال وزارة الآثار له وعدم إدراجه ضمن المزارات الأثرية بمحافظة الأقصر. وطالب إبراهيم بترميم المعبد ورصف الطريق المؤدي إليه وإدراجه ضمن المزارات الأثرية بالمحافظة.