61 عامًا مروا على دحر العدوان الثلاثي على أرض مدينة بورسعيد، بعد الحرب التي شنتها كل من بريطانياوفرنسا وإسرائيل على مصر في عام 1956م إثر قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس. وكانت كل من بريطانياوفرنسا، اتفقتا مع إسرائيل على أن تقوم القوات الإسرائيلية بمهاجمة سيناء، وحين يتصدى لها الجيش المصري تقوم بريطانياوفرنسا بالتدخل وإنزال قواتهما في منطقة قناة السويس ومحاصرة الجيش المصري.
تأميم قناة السويس وخطط الغرب رأى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في تأميم قناة السويس فرصته الوحيدة في الحصول على التمويل اللازم لبناء السد العالي، وبالفعل أعلن في 26 يوليو 1956 قرار تأميم شركة قناة السويس، ومع نجاح مصر في إدارة القناة على خلاف ما خططت وروجت له دول الغرب، بجانب فشل الضغط الدبلوماسي على مصر تبددت علل إعلان الحرب على مصر.
بروتوكول سيفرز بعدها قامت فرنسا بوضع خطة لاستخدام القوة العسكرية ضد مصر بالاتفاق مع بريطانيا وإسرائيل أُطلق عليها بروتوكول سيفرز آملين في تحقيق مصالحهم من تلك الضربة.
وطبقاً لبروتوكول سيفرز وفي 29 أكتوبر 1956 هبطت قوات إسرائيلية في عمق سيناء واتجهت إلى القناة لإقناع العالم بأن قناة السويس مهددة، وفي 30 أكتوبر أصدرت كل من بريطانياوفرنسا إنذاراً يطالب بوقف القتال بين الطرفين، ويطلب من مصر وإسرائيل الانسحاب عشرة كم عن قناة السويس وقبول احتلال مدن القناة بواسطة بريطانياوفرنسا، بغرض حماية الملاحة في القناة، وإلا تدخلت قواتهما لتنفيذ ذلك بالقوة، وحينها أعلنت مصر بدورها رفضها احتلال إقليم القناة.
وفي اليوم التالي 31 أكتوبر، هاجمت الدولتان مصر وبدأت غاراتهما الجوية على القاهرة، وعلى منطقتي القناة والإسكندرية، ونظراً لتشتت القوات المصرية بين جبهة سيناء، وجبهة القناة، أصدرعبد الناصر أوامره بسحب القوات المصرية من سيناء إلى غرب القناة، وبدأ الغزو الأنجلو فرنسي على مصر من بورسعيد التي تم ضربها بالطائرات والقوات البحرية تمهيداً لعمليات الإنزال الجوي بالمظلات.
أهداف العدوان الثلاثي على الصعيد البريطاني كان الهدف التخلص من عبد الناصر الذي هدد النفوذ البريطاني بتحقيق الجلاء وتحالفه مع السوفييت وتأميم القناة، وبالنسبة لفرنسا كانت فرصة للانتقام من عبد الناصر الذي ساند ثورة الجزائر وأمم القناة التي كانت تحت إدارة فرنسية، في حين وجدت إسرائيل فرصتها لتدمير القوات المصرية في سيناء التي كانت تشكل تهديداً صريحاً لها.
المقاومة الشعبية ودحر العدوان الثلاثي وكانت للمقاومة الشعبية ببورسعيد دور كبير في دحر العدوان الثلاثي فقاومت الاحتلال بضراوة واستبسال حرك العالم ضد القوات المعتدية، وساندت الدول العربية مصر أمام العدوان وقامت بنسف أنابيب البترول، وفي 2 نوفمبر اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بوقف القتال، وفي 3 نوفمبر وجه الاتحاد السوفيتي إنذاراً إلى بريطانياوفرنسا، وأعلن عن تصميمه على محو العدوان، كما استهجنت الولاياتالمتحدة العدوان على مصر، فأدى هذا الضغط الدولي إلى وقف التغلغل الإنجليزي الفرنسي، وقبول الدولتان وقف إطلاق النار ابتداء من 7 نوفمبر.
وفي 19 ديسمبر أنزل العلم البريطاني من فوق مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد، تلا ذلك انسحاب القوات الفرنسية والإنجليزية من بورسعيد في 22 ديسمبر، وفي 23 ديسمبر تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد واستردت قناة السويس، وهو التاريخ الذي اتخذته المدينة عيداً قومياً لها أطلق عليه "عيد النصر".