التسمية اسم بورسعيد هو اسم مركب من كلمة PORT أو "بورت" ومعناها ميناء، وكلمة "سعيد" نسبة إلى محمد سعيد باشا والي مصر. ويرجع أصل التسمية إلى اللجنة الدولية التي تكونت من إنجلتراوفرنسا وروسيا والنمسا وإسبانيا وبيد مونت حيث قررت هذه اللجنة في الاجتماع الذي عقد في عام 1855 اختيار اسم بورسعيد.
العدوان الثلاثى.
في 19 أكتوبر 1954 وقع الرئيس جمال عبد الناصر اتفاقية الجلاء مع بريطانيا من أجل جلاء القوات البريطانية المرابطة في منطقة القناة، وفي 18 يونيو 1956 أجلي آخر جندي بريطاني عن الأراضي المصرية، وفي ديسمبر 1955 قبلت مصر عرضاً من أمريكا وانجلترا والبنك الدولي للحصول على قرض لتنفيذ مشروع السد العالي، تلاها طلب مصر شراء صفقة أسلحة إلا أن هذا الطلب قوبل بالرفض فاتجهت مصر لشراء ما تحتاج من أسلحة من الاتحاد السوفيتي، فرأت أمريكا وانجلترا في الخطوة المصرية مظهراً من مظاهر التحدي فتراجعا عن تمويل السد العالي وعللا ذلك بعدم قدرة مصر على سداد القرض لضعف قدرتها المالية، وعلى إثر ذلك أعلن جمال عبد الناصر في 26 يوليو 1956 من ميدان المنشية بالإسكندرية قرار تأميم شركة قناة السويس رداً على سحب عرض تمويل السد العالي بطريقة مهينة لمصر.
رداً على تأميم القناة قامت بريطانيا من جانبها بتجميد الحسابات والأرصدة المصرية لديها وفرضت حظراً على تصدير السلاح إلى مصر، وانتهزت فرنسا الفرصة وقررت ضرب مصر رداً على مساعدة عبد الناصر لثورة الجزائر، ودبرت إسرائيل ذريعتها للحرب بإرسال سفينة تجارية لمدخل القناة حتى تمنعها مصر من المرور وهو ما حدث، فكانت بذلك خطة ثلاثية للاعتداء على مصر حيكت خيوطها في 28 يوليو 1956 بباريس.
على إثرها بدأ هجوم إسرائيلي مفاجئ يوم 29 أكتوبر 1956، تلاه في يوم 30 أكتوبر تقديم كل من بريطانياوفرنسا إنذار لمصر يطالب بوقف القتال بين الطرفين، ويطلب من مصر وإسرائيل الانسحاب عشر كيلو متر عن قناة السويس وقبول احتلال بورسعيد والإسماعيلية والسويس، من أجل حماية الملاحة في القناة، وهو ما أعلنت مصر رفضه فوراً، وفي 31 أكتوبر، هاجمت الدولتان مصر وبدأت غاراتهما الجوية على القاهرة والقناة والإسكندرية.
وأصبحت مصر تحارب في جبهتي سيناء والقناة، فأصدر جمال عبد الناصر الأوامر بسحب جميع القوات المصرية من صحراء سيناء إلى غرب قناة السويس. وفي 5 نوفمبر بدأت عملية غزو مصر من جانب القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد، التي تم ضربها بالطائرات والقوات البحرية تمهيداً لعمليات الإنزال الجوي بالمظلات.
قاومت بورسعيد الاحتلال بضراوة وكفاح واستبسال هز ضمير العالم وحركته ضد القوات البريطانية والفرنسية. ودارت معارك عنيفة بين قوات الاحتلال وقوات المقاومة الشعبية ظهرت خلالها أمثلة مشرفة للعديد من أبطال المقاومة مثل السيد عسران ومحمد مهران. وساندت الدول العربية مصر أمام العدوان وقامت بنسف أنابيب البترول، ومنعوا وصوله إلى بريطانياوفرنسا، وفي 2 نوفمبر اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بإيقاف القتال، وفي اليوم التالي وجه الاتحاد السوفيتي إنذاراً إلى بريطانياوفرنسا، وأعلن عن تصميمه لمحو العدوان بالقوة، إذا لم تتراجع الدولتان عن موقفهما، وأرسل الزعيم الصيني ماو تسي تونغ في 11 أكتوبر رسالة للرئيس جمال عبد الناصر أبدى فيها مساندة الصين للشعب المصري في كفاحه، فأدى هذا الضغط الدولي مجتمعاً إلى وقف التغلغل الإنجليزي الفرنسي، وقبولهما وقف إطلاق النار ابتداء من 7 نوفمبر، وخضعت الدولتان للأمر الواقع، وفي 19 ديسمبر أنزل العلم البريطاني من فوق مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد، تلا ذلك انسحاب القوات الفرنسية والإنجليزية من بورسعيد في 22 ديسمبر، وفي 23 ديسمبر تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد واستردت قناة السويس. وهو التاريخ الذي اتخذته المدينة عيداً قومياً لها أو "عيداً للنصر".