في السادس والعشرين من نوفمبر عام 2011 رحل المطرب عامر منيب، عن عالمنا مسببًا صدمة كبيرة لمحبيه في مصر والعالم العربي حيث لم يتجاوز وقتها الثامنة والأربعين من عمره، تاركا لبناته وجمهوره إرثًا فنيًا تنوع بين الألبومات الغنائية والأفلام، خلدت ذكره على الألسان حتى وقتنا هذا، والذي نحيي فيه ذكراه السادسة. بداياته ولد عامر في الثاني من سبتمبر عام 1963 في حي الدقي بالجيزة، وبدأت علاقته بالفن منذ طفولته، حيث ولد لعائلة فنية، فجدته هي الفنانة الراحلة ماري منيب، والتي تشرب منها حب الفن، فكانت تصحبه معاها دائمًا لمسرح نجيب الريحاني لمشاهدة أعمالها وتنمية ذائقته الفنية، وعلى الرغم من رحيلها وهو في السادسة من عمره، بقى حب الفن والغناء تحديدا ملازمًا له، فجمع بين الموهبة الغنائية والتفوق الدراسي حيث تخرج من كلية التجارة بجامعة عين شمس عام 1985 بعد حصوله على البكالوريوس بتقدير جيد جدًا وأصبح معيدًا بجامعته، فيما كان يفضّل قضاء وقت فراغه في الغناء لكبار الفنانين أمثال العندليب الراحل عبدالحليم حافظ. دخوله عالم الفن جاء احتراف عامر منيب، الغناء مصادفة لم يخطط لها، ففي شهر رمضان عام 1987 جاءته فرصة للحصول على الدكتورارة والعمل بأحدى جامعات أستراليا، وفيما هو ينوي الرحيل، تصادف تناوله السحور مع أصدقائه بأحد الفنادق ليودعهم قبل السفر بوجود عدد من مشاهير الفن من بينهم محمود ياسين وزوجته شهيرة ونور الشريف وزوحته الأولى بوسي والفنان فاروق الفيشاوي والموسيقار حلمي بكر. وبعد غنائه إحدى أغاني محمد عبد الوهاب، أعجب الحضور وعلى رأسهم الموسيقار حلمى بكر بصوته والذي شجعه على احتراف الغناء. وبعد ذلك زهد عامر، في فكرة السفر وعمل على ثقل موهبته الفنية بدروس في المقامات والسولافج على أيدي كبار الموسيقين، ثم كوّن فرقة موسيقية صغيرة كانت تغني أشهر أغاني العندليب في عدد من الفنادق وهو ما حقق له شهرة جيدة. مسيرته الغنائية بعد نجاح الفرقة، قرر عامر، أن يصدر ألبومه الغنائي الأول على نفقته الخاصة، لم يكن عامر ثريًا وقتها إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة العمل على ألبومه الأول الذي باع لأجله سيارته الخاصة واستدان من معارفه، ليستوفي أجر فرقته الموسيقية وحجز الاستوديو. نجح عامر في طرح ألبومه الأول الذي تعاون فيه مع كبار الشعراء والملحنين أمثال مدحت العدل وصلاح الشرنوبي ورياض الهمشري، وذلك في عام 1990، وقد حقق وقتها نجاحًا نسبيًا، وتوالت بعدها ألبوماته الناجحة من بينها "أيام وليالي" و "فاكر"، وتراوحت نسب توزيعهما ما بين 300 و400 ألف نسخة، بينما تراوح توزيع بقية الألبومات الأخرى ما بين 100 و150 ألف نسخة. في عام 1996 تزوج عامر منيب، من فتاة من خارج الوسط الفني تٌدعى إيمان الألفي وأنجب منها ثلاثة بنات هم مريم وزينه ونور. مسيرته في السينما بعد نجاحه في عالم الغناء، قرر عامر أن يختبر عالمًا جديدًا لطالما عشقه منذ صباه، وكانت أولى أعماله بطولة فيلم "سحر العيون" 2012 والذي شارك فيه كل من الفنانتان حلا شيحة ونيللي كريم، وقد حقق نجاحًا لافتًا في شباك التذاكر حيث تخطت إيراداته حاجز المليونين ونصف المليون جنيه. تشجع عامر بعد نجاح الفيلم لإعادة التجربة بالمشاركة في فيلم "كيمو وانتيمو" 2004 من إخراج حامد سعيد وشاركته البطولة مي عز الدين، إلا أن العمل لم يحقق النجاح المنشود، لكن عامر لم يفقد الأمل وقام ببطولة فيلم "الغواص" 2005 مع داليا البحيري، إلا أن الحظ لم يحالفه مرة ثانية، وقد أكد عامر أن التوقيت السيء هو السبب في فشل الفيلمين. وكانت تجربة عامر السينمائية الأخيرة في عام 2006 حيث قام ببطولة فيلم "كامل الأوصاف" بالاشتراك مع حلا شيحة وعلا غانم ورجاء الجداوي من تأليف أحمد البيه وإخراج أحمد البدري. آخر أعماله بعد أداءه العمرة، طرح عامر في عام 2009 أغنية دينية بعنوان "يا الله". وبعدها خاض عامر، صراعًا مع مرض سرطان القولون انتهى برحيله في السادس والعشرين من نوفمبر 2011. بعد وفاته بقرابة العامين صدرت أغنية "جيت على بالي" مرةً أخرى بالاشتراك مع الفنانة التونسية لطيفة، وبعد الإطاحة بالمعزول محمد مرسي بثلاثة أشهر أشرفت أرملته على طرح أغنيته الوطنية الوحيدة (العسكرية المصرية) وهي تحية للجيش المصري. العمل الخيري عرف عن عامر، دماثة الخلق وتدينه، حيث تمنى أن يسجل القرآن الكريم كاملاً بصوته بعد أن يترك الغناء، وهو صاحب فكرة البرنامج الخيري "طوق نجاة" ، وقد خصص جزء كبير من ماله للعمل الخيري قبل وفاته.