دعت الحكومة الإيطالية، السبت، جميع الأطراف في لبنان والمنطقة (لم تسمها) إلى بذل كافة الجهود لتجنيب البلاد الصراعات والتوترات الإقليمية بعد إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته. جاء ذلك على لسان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنجيلينو ألفانو في بيان رسمي صادر عن الخارجية في روما اليوم. وهذا هو أول رد فعل رسمي إيطالي على استقالة الحريري الأسبوع الماضي. وتابع ألفانو: "تدعو إيطاليا إلى الاحترام التام لضرورة استمرار عمل المؤسسات الديمقراطية اللبنانية وإجراءاتها الدستورية". وأكد وزير الخارجية الإيطالي دعم بلاده "النداءات من أجل الهدوء والوحدة التي أطلقها الرئيس (اللبناني ميشال) عون". وقال إن روما "وإذ تجدد التزامها باستقرار لبنان"، فإنها "مقتنعة بأن هذا الهدف الهام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال مؤسسات الدولة القوية والمحترمة". وفي هذا الصدد، خص ألفانو بالذكر "القوات المسلحة، والشرطة (اللبنانيين)"، معتبرا أن هذه المؤسسات "تشكل جميعاً الضامن الشرعي لأمن البلاد، والتي تلقى الدعم المستمر الدولي". كان وزير الخارجية الإيطالي أجرى أمس اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي عادل الجبير. وجاء الاتصال بعد لقاء السفير الإيطالي في الرياض لوكا فيراري في وقت سابق من الجمعة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. وخلال المحادثات الهاتفية مع الجبير، شدد ألفانو على أهمية استقرار وأمن لبنان بالنسبة لروما، لاسيما بالنسبة لبعثة " قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان" (يونيفيل). ويرأس بعثة "يونيفيل" بجنوب لبنان، الجنرال الإيطالي رودولفو سبانيا، وتشارك فيها إيطاليا بنحو 1200 عسكري من أصل ما يقرب من 10 آلاف من قوات الأممالمتحدة. يشار إلى أن الحريري كان قد أعلن في الرابع من نوفمبر/تشرين أول الجاري، استقالته أثناء زيارة للسعودية، قائلا في خطاب متلفز إنه يعتقد بوجود "مخطط لاغتياله". وأرجع قراره إلى "مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه بعد تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه".