هي عاصمة مملكة الانباط، لها مكانة عالية بين المماليك، منذ القرن الأول قبل الميلاد، وتوصف بعاصمة المملكة النبطية نسبة للأنباط. فهي مركزًا رئيسيّاً للتّجارة، وخاصّةً تجارة البخور، وشجر المُرّ، والتّوابل. ونتيجةً لازدهارها الاقتصاديّ تمكنّ الأنباط من السّيطرة على طُرُق التّجارة والاقتصاد في المنطقة. ازدهرت المملكة النبطيّة في القرن الثّاني قبل الميلاد، وكان ازدهارها بارزاً جداً؛ حيث كانت البتراء مدينةً تجاريّةً ذات طابعٍ معماريٍّ مُميّزٍ وحكومةٍ رشيدةٍ تمكّنت من توسيع منطقة سيطرتها التي امتدّت إلى مناطق واسعةٍ من شمال الصّحراء العربية في الجنوب، إلى سوريا في الشّمال، ومن سيناء غرباً، إلى وادي السّرحان والجوف شرقاً كما صنع الأنباط أموالهم الخاصّة التي كانت على شكل عملاتٍ معدنيّةٍ. أثار النموّ الاقتصاديّ الكبير للمدينة قلق الرّومان الذين هاجموها في عام 63ق.م، لكنّها تصدّت للهجوم، ووقف الأنباط لاحقاً مع الإمبراطوريّة البارثيّة ضدّ الرومانيّين ولكن عند هزيمة البارثيّين توجّب على الأنباط دفع الجزية للرّومان، وعندما تخلّفوا عن دفعِها هاجمهم الرّومان، وسيطروا على أراضٍ واسعةٍ من المملكة النبطيّة في عام 31ق.م حينها أبرم آخر ملوك الأنباط رب أيل الثاني اتّفاقيّةً مع الرّومان على ألّا يدخلوا المدينة حتّى موته، وفي عام 106م سيطر الرّومان على المدينة.