وصفها البعض بأنها زلة لسان، في حين أن الأمر لم يكن سوى الحقيقة الناصعة، فاعتراف وزير الخارجية القطري، بأن جماعة الإخوان الإرهابية حقيقة لا يختلف عليها أحد، ولكن كالعادة تتبع الدوحة أساليب المراوغة للخروج من الأزمة. وأقر وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال لقاء تلفزيوني له بأن الجماعة تنظيم إرهابي. وقال آل ثاني، في زلة لسان له خلال لقائه مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، دفاعا عن إمارته بأنها لا تدعم الإرهاب،:"بخصوص القاعدة والإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات المتطرفة الإرهابية فإن الدوحة لا تدعمها"، وهو ما يؤكد أن النظام القطرى يعلم تماما إن الإخوان جماعة إرهابية لكنه لا يريد الاعتراف بذلك.
اعتراف بإرهابية الإخوان وتداول نشطاء خليجيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو اعتراف آل ثاني بإرهابية جماعة الإخوان، والذي جاء فيه عدة تساؤلات حول من يدفع المليارات لخدمة أجندة التنظيم المشبوهة؟، ومن يأوى قياداتهم في الدوحة وعلى رأسهم يوسف القرضاوي، ومن يوفر الملاذات السياسة والجغرافيا للتنظيم؟، مضيفا أن كل تلك الأسئلة تنتظر "زلة لسان" جديدة من النظام القطري ورموزه.
ليست قطر وحدها بلغ التناقض والكذب القطري مداه ، حيث قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير خارجية قطر، السبت، إن تمويل الإرهاب موجود في كافة دول المنطقة وليست قطر وحدها من تدعم الإرهاب، وقال "إن قطر تقع في أسفل القائمة للدول المتورطة في جرم تمويل الإرهاب" . جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في روما قبل انتهاء مهلة حددتها دول المقاطعة لقطر، أكد فيه آل ثاني رفض الدوحة لقائمة المطالب العربية. وقال ايضاً إن "مجموعة المطالب العربية وضعت لكي ترفض"، مضيفا "أن الإنذار الذي وجهته هذه الدول للدوحة لا يستهدف مكافحة الإرهاب وإنما يتعلق بتقويض سيادة قطر".
الخبث القطري وتناسى الوزير القطري ما يحدث في بلاده تحديدًا، أو لم يمكنه عقله من معرفة مجريات الأحداث في المنطقة، فقد خرج بتصريحه المفضوح ليكشف الخبث القطري، فهدد بفعل المفعول سالفًا، وأن المقاطعة الاقتصادية المفروضة على إمارة الإرهاب تدفعها إلى التقارب مع إيران اقتصاديا، وأن إمارته منذ زمن ليس بعيد لم تفارق إيران، إذ فقد بدأ التعاون جليًا منذ عام 2015 حينما وقعت الدوحة على اتفاقية مع "الحرس الثوري الإيراني" لتعزيز التعاون الأمني بينهما.
نريد علاقات إيجابية مع إيران ويتعمد "آل ثاني" إحراج بلاده بتصريحاته، ففي مطلع يونيو، عقب محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، اعترف بأن بلاده تريد علاقات إيجابية مع إيران، مؤكدًا أن الاتهامات الموجهة لبلاده لا تزال غير واضحة وكذلك الطلبات المطلوبة منها على حد تعبيره.