سقطت كل الحكومات العراقية وبقينا نحن.. ونتمنى أن ننجح ك"جيران" مع العراق نلنا إعجاب العالم بدحر الإرهاب كل الحكومات والأنظمة العراقية شنت حروب إبادة جماعية للأكراد بدلًا من إقامة دولة مدنية حكومة "المالكى" تعمدت خرق الدستور بإيقاف تطبيق المادة 140 نؤمن بخيارات الأهالى الكردية وشفافية عملية الاستفتاء قال كفاح محمود كريم المستشار الإعلامي في مكتب الرئيس مسعود بارزاني، إنه لم تقدم إلى الآن حلول بديلة أو ضمانات تغني عن الاستفتاء المزمع عقده غدًا الإثنين، مشيرًا إلى أن القيادة الكردستانية سترسل وفدًا من مجلس الأعلى قبل الاستفتاء وبعده، وإنها ستبقي أبواب الحوار والتفاوض مفتوحة مع بغداد. وأكد "كريم" من العاصمة الكردستانية أربيل في حوار خاص ل"الفجر"، على أهمية لغة الحوار والتفاوض مع العراقيين، مذكرًا بأنهم يمتلكون نسيجًا اجتماعيًا ودينيًا وثقافيًا متينًا. وإلى نص الحوار:- 1- أكد مسعود برزاني منذ أيام عن إمهال القوى لتقديم بديل عن الاستفتاء بعد تصاعد الأمور مع بغداد... هل حدث جديد بهذا الشأن؟ لم يتقدم حتى الآن، أي بدائل أو ضمانات تؤدي إلى تأجيل الاستفتاء إلى موعد آخر، رغم أن القيادة الكردستانية أعلنت أن الأبواب مفتوحة حتى الساعات الأخيرة قبل الموعد المقرر للنظر في الضمانات والبدائل، وأنها ستبقي أبواب الحوار والتفاوض مفتوحة مع بغداد. 2- فى حال لم تقدم بدائل وتفاهمات سريعة.. هل أنتم عاقدون العزم على إجراءه في وقته المحدد؟ وهل سيؤجل؟ بالتأكيد عازمون على إجراء الاستفتاء، حيث أنه ليس هناك أي معوق يمنعنا عنه، ولسبب بسيط يكمن بأنه أي استفتاء هو عمل ديمقراطي مدني متحضر تمارسه كل المجتمعات الديمقراطية المتمدنة، وهو أرقي وأرفع أسلوب يمارس فيه الأهالي حقهم في التعبير عن رإيهم ومصيرهم وطريقة عيشهم. 3- هل تخاف القوى الإقليمية الكبرى مثل إيرانوتركيا وتابعيهم من إقامة دولة كردية بالمنطقة؟ بالطبع، هناك توجس لدى البعض من تأثيرات التجربة في الإقليم إلى بلدانهم التي تعاني من إشكاليات التعاطي مع المكونات الأخرى وفي مقدمتها الكورد، رغم أن الإقليم مستقل ذاتيا منذ 1991 وحتى يومنا هذا، وقد اثبت أنه كيان حضاري إيجابي لا يتدخل بشؤون جيرانه الداخلية. وعمل إقليم كردستان جاهدًا في التوسط بين الإدارة التركية وحزب العمال، ونجح في اتفاقية سلام لمدة سنتين تقريبًا، إضافة إلى تطوير العلاقة بينه وبين تركيا اقتصاديًا وتجاريًا؛ مما أتاح لتركيا استثمارات بأكثر من 10 مليارات دولار في كوردستان، وكذا الحال مع الإيرانيين، ولذلك نرى بأنه ليس هناك أي مسوغ للإدارتين التركية والإيرانية بالتخوف من قيام دولة كردستان، التي تحترم جيرانها وخياراتهم بل وتعمل من أجل تكريس علاقات إستراتيجية معهما. 4- ما مدى تأثير الاستفتاء على بقية التجمعات الكردية في دول تركيا وسوريا وإيران؟ هذه الدول تعاني من ذات المشكلة التي عانت منها الأنظمة العراقية منذ قرن من الزمان، رغم أن إيماننا بأن خياراتنا قد تختلف في الأجزاء الأخرى، لكن برأينا أن أقصر الطرق الحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعيين هو بناء دولة مواطنة حقيقية لا تهضم حقوق المكونات الأخرى فيها، وساعتها ستختفي الصراعات حينما يقتنع الكوردي والعربي والتركي والفارسي بأنهم بذات الطول في الحقوق والواجبات بما لا ينتقص من المكونات الصغيرة بأي شكل من الأشكال. لقد كان خيارنا هنا في كردستان العراق هو الاستقلال بعد أن فشلت كل الحكومات والأنظمة العراقية منذ 1921 في إقامة دولة مواطنة مدنية متحضرة، بل شنت جميعها حرب إبادة جماعية ضدنا كان آخرها الحصار الظالم الذي فرضته حكومة بغداد على شعب الإقليم منذ 2014 بقطعها حصته من الموازنة السنوية العامة وقطع مرتبات موظفيه وقواته المسلحة؛ مما أكد أنه لا تغير يرجى من البقاء بهذه الصيغة مع العراق. 5- تقول بأن الإقليم مستقل بالفعل ذاتيا.. ما الذي سيضيفه الاستفتاء للأكراد؟ وما هي الإيجابيات من وراء ذلك في حال الاستقلال؟ بعد اندحار الغزو العراقي للكويت اندلعت انتفاضة عارمة في كردستان العراق، أدت إلى استقلال أجزاء كبيرة من الإقليم وانسحاب القوات والطواقم الإدارية العراقية؛ مما دفع الجبهة الكردستانية في حينها إلى إجراء انتخابات عامة في 1992؛ لتأسيس أول برلمان كردستاني نتج عن أول حكومة كردستانية حرة، نالت احترام واعتراف المجتمع الدولي، الذي أصدر من خلال مجلس الأمن القرار 688 حرم فيه أي نشاط عسكري عراقي جوًا وأرضًا، لكن للأسف الشديد تعرض الإقليم إلى حصار مزدوج من قبل الأممالمتحدة كونه جزء من العراق وحصار من قبل دول الجوار، وكان قد عقد التسعينيات امتحان صعب للإقليم وشعبه استطاعت فيه كردستان تجاوزه وبناء تجربة حازت على إعجاب العالم خلال العقد الأخير. وللأسف بعد إسقاط نظام البعث في العراق، تصورنا إننا سننجح مع شركائنا في وضع وبناء أسس دولة مدنية ديمقراطية تعتمد ثقافة المواطنة والشراكة الحقيقية، لكنهم حولوا البلاد خلال أقل من 10 سنوات إلى دولة دينية طائفية من أفشل دول العالم وأكثرها فسادًا وتخلفًا، وخرقوا الدستور في أكثر من 50 مادة؛ مما يتقاطع مع ديباجته التي تؤكد أن الالتزام بالاتحاد الحر في العراق منوط بالالتزام الدقيق بالدستور؛ مما عجل باتخاذ قرار الذهاب إلى الشعب لممارسة حقه في تقرير مصيره. 6- ألا تخشي من شن حرب على زعامة الإقليم؟ وكيف سيكون التصرف حينها خاصة أن هناك تهديدات من قبل زعماء المليشيات الإيرانية؟ نتمنى بإخلاص بل بإصرار على لغة الحوار والتفاوض مع العراقيين، لأننا نمتلك نسيجا اجتماعيا ودينيا وثقافيا متينا، ويعرفنا العراقيون جيدا كيف تعاملنا مع فيلقين كاملين وقعا بأسر قوات البيشمركة، فكانوا لهم أهلا وقدموا لهم كل ما يحفظ كرامتهم وحريتهم في البقاء بكردستان أو العودة إلى وطنهم. لقد خضنا حروبا قاسية وقدمنا مئات الآلاف من الشهداء ولم ننتكس، بل سقطت كل الحكومات العراقية وبقينا نحن، ولذلك نتمنى على إخوتنا في العراق الإسراع إلى الحوار والتفاوض، فإذا كنا قد فشلنا كشركاء نتمنى أن ننجح كجيران حلفاء. إن الحروب لا تنتج إلا مزيد من قوافل الأيتام والأرامل والثكالى والمعاقين والخراب، نحن ننشد السلام ونمارس الاستفتاء كونه أسلوبًا حضاريًا ديمقراطيًا، بعيدًا عن العنف والحرب. قواتنا المسلحة وشعبنا دحر أعتي قوة إرهابية في العالم وحاز على إعجاب كل دول العالم المتحضر، حتى غدت البيشمركة رمزًا عالميًا للبطولة والشجاعة، لأنها تدافع عن القيم العليا للإنسانية والحضارة والديمقراطية. 7- كثر الكلام عن موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه هذا الاستفتاء بين القبول والرفض.. فما هو حقيقة الموقف الأمريكي تجاه استقلال إقليم كردستان؟ الأمريكان نصحوا بإجراء الاستفتاء بعد الانتخابات العراقية العامة 2018، وترى أن الاستفتاء يؤثر سلبًا على الحرب مع داعش، وهي لم ترفضه بل إن تصريح الإدارة الأمريكية أكدت دعمه واحترامه لتطلعات الشعب الكردستاني، ومع ذلك أرى أن كردستان وضعت أمريكا وبقية الدول الأوربية والديمقراطيات في العالم أمام امتحان حقيقي لمبادئها ومصداقية شعاراتها في حقوق الإنسان والشعوب. 8- هل بالفعل سيؤثر الاستفتاء على محاربة تنظيم "داعش" كما ترى الإدارة الأمريكية؟ وما هي ضماناتكم في ذلك؟ إطلاقا، حيث أن التنسيق بين كردستان والعراق قائم بأعلى مستوياته، وقد أكدت القيادة السياسية والعسكرية في الإقليم استمرارها على التعاون الاستراتيجي مع العراق والتحالف الدولي في محاربة الإرهاب دوما. 9- ماذا عن بقية الدول الأوروبية وموقفها من الاستفتاء؟ وهل هناك تواصل مع إدارات تلك الدول لإفهامهم ما يدور في الكواليس؟ بالتأكيد، حيث أننا نعول بعد الله وإرادة شعبنا على أصدقائنا في الديمقراطيات العريقة، التي أبدت حرصها على تجربتنا واحترامها لإرادة شعبنا، ولذلك فإنها ترى أن الوقت الآن غير مناسب بسبب تعقيدات الوضع الأقليمي بعد ظهور داعش، وقد قامت وفود بزيارة بعضها وستتوجه قريبًا وفود رفيعة المستوى إلى تلك الدول لشرح حيثيات القرار الكردستاني ونتائج الاستفتاء. 10- تعتبر منطقة كركوك من أهم المناطق المتنازع عليها.. ماذا سيكون موقفها في الأوضاع الجديدة التي سيفرضها الاستفتاء؟ نحن نرى أن الأمور الآن أصبحت أكثر ملائمة خاصة وأن كتلة نوري المالكي رئيس وزراء العراق الأسبق وحكومته تعمدت في تأخير بل إيقاف تطبيق المادة 140 من الدستور مما يعتبر خرقا خطيرا للدستور. نحن نؤمن بخيارات الأهالي وعملية الوقوف بشفافية على رأيهم هو استفتائهم، ولذلك ندعو بغداد إلى دعم هذه العملية؛ لكي ننتهي مما يسمى بالمناطق المتنازع عليها، ونحترم نتائج الاستفتاء فيها.