المجلس القومي للمرأة: كارثة تهدد 60% من زوجات مدمني المخدرات حالات: "بيطفي السجاير في جسمي" القانون: العلاقة الزوجية تخرج تمامًا من مواده إحصائية: 35% يتعرضن لعنف جنسي
أبواب مغلقة تخفى بكاء القهر وآنين الألم وصمت الخوف، لسيدات يعيشن مع وحوش كاسرة في صورة رجال خارج غرف النوم، لا يستطعن البوح بأى شيء مما يرونه ولا حتى لأنفسهن، في محاولة بائسة لحماية هذه المنازل الهشة من التساقط. فتحولت غرف نومهن لكأس عذاب يتجرعون مرارته يوماً بعد الآخر، وكأنهن جواري يأخذ أزواجهن منهن متعتهم ويتركونهم والدمعة لا تفارق عينيهم من الألم. فأنتقلت مشاهد اغتصاب الفتايات على خلاف دوافعها، إلى نوع آخر من الاغتصاب ولكنه يختلف كثيراً، فيعتقد الرجال أنه نوع حلال، تحت شعارات تحفر في عقولهم أن كل ما في جسد زوجاتهم حلال لهم، في مشهد ربما لا يحدث مع الحيوانات. اغتصاب الزوجات واغتصاب الزوجات يعني إجبار الزوجة على ممارسة العلاقة الحميمة بالعنف أو السب أو التهديد، ويلجأ بعض الأزواج للعنف كنوع من الإثارة قبل البدء في ممارسة الجماع، والبعض الآخر تستخدم الضرب والسب لإذلال الزوجة وإخراسها، أما النوع الآخير منهم فيلجأ للعنف بشكل مفاجيء أثناء ممارسة العلاقة الحميمة. ولا تنتهي حلقات مسلسل اغتصاب الزوجات داخل الأسر المصرية، باختلاف الثقافات والأعراف المجتمعية، للحد الذى يمكن وصفه بالكارثة. جماع في فترة النفاس جامعني بعد أيام من ولادة بنتي.. هكذا بدأت إيمان سيد- أسم مستعار، رواية قصتها المؤلمة بأن زوجها يجبرها على ممارسة العلاقة الحميمة في كل الأوقات، ويهددها بالطلاق في حال رفضها. وأضافت "السيد" أنها بعد أيام من ولادة نجلتها، وقبل انتهاء فترة النفاس، فاجئها زوجها بإجبارها على ممارسة الجماع، رغم ولادتها بعملية قيصرية، مما جعلها تصرخ من الألم حتى تركها. وتابعت: "هستحمل عشان خاطر بنتي تكبر تلاقي أب.. وبدعيله ربنا يهديه ويعاملني كويس أنا بشر وفي أوقات بكون تعبانة وهو مش بيقدر". "بيطفى السجاير في جسمي" ولجأ زوج هدى معروف- أسم مستعار، لطريقة بشعة وهى إطفاء أعواد السجائر في جسدها لإجبارها على ممارسة الجماع، بخلاف الضرب الذى يلون جسدها بالكدمات. وأخذت تحكى: "بقيت بكره قوضة النوم.. وبخاف لما بيكون في البيت.. بترعش لما ايده بتلمسني.. بحس اني حيوانة.. بياخد اللى عاوزه ويخرج مع صحابه". "بيفرجني على أفلام إباحية" أما زينة صلاح- أسم مستعار، فكان حالها أشد سوءً، فيجبرها زوجها على مشاهدة الأفلام الإباحية أمام أطفالها الصغار، لتقلدها داخل غرفة النوم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، وفي حال رفضها يسبها بأقذر الشتائم ويقوم بضربها حتى تستلم له تماماً، كالفرسة التي تسلم نفسها للأسد. "بيبقى شارب ومش حاسس باللى بيعمله" وتروى ولاء مصطفى- أسم مستعار، معاناة آخرى وهى أن زوجها يتعاطى المخدرات، وتحاول ابعاده ولكن دون جدوى وهو الأمر الذى اكتشفته بعد الزواج، ولكنها تعاني بشكل آخر فزوجها عندما يتعاطى المخدر يقوم بضربها لإجبارها على ممارسة العلاقة الحميمية وحتى لو في وقت عندها استجابة، وهو ما يؤكد غياب وعيه للدرجة التي تدفعه لإيذاء زوجته. وأضافت أنها في بعض الأوقات بعدما يقوم بضربها يدخل في غيبوبة نتيجة المخدر، وهو ما تعتبره وسيلة إنقاذ من ممارسة الجماع بشكل مهين ككل مرة. صمت المرأة وفي سياق ما سبق قالت فاتن محمد، مسئولة بإحدى مكاتب تسوية فض المنازعات الأسرية، إن في شكاوى الطلاق والخلع، تحاول السيدات إخفاء المشاكل التي تخص العلاقة الحميمة. وأضافت في تصريح ل "الفجر" أن دائماً ما تسند المشاكل للبخل وعدم الوفاء باحتياجات المنزل من مصاريف وخلافه، ولا يذكر أى حديث سوى جملة واحدة "أخاف ألا أقيم حدود الله"، دون معرفة تفاصيل لهذه الجملة. المخدرات والأفلام الإباحية دافع أساسي للاغتصاب الزوجي وأكدت الإخصائية الإجتماعية بمكتب شكاوى المجلس القومى للمرأة والمعنية بمقابلة السيدات لفحص شكواهن بأن السيدات يفصحن بشكل سرى للأخصائية فقط عن تعرضهن للاغتصاب الزوجى ويمتنعن تماما عن الافصاح عنه رسميا. وأضافت أن السيدة تضطر لتحمل هذه الجريمة خشية على الاطفال وشكل الاسرة وذلك لسنوات عديدة. وأوضحت أن هذه الظاهرة تتراوح مابين 50_60% بين الأزواج مدمنى مشاهدة الافلام الإباحية ومدمنى المواد و العقاقير المخدرة. وتابعت أن بعض الازواج يستخدمون الدين كمحاولة لاقناع زوجاتهن بشرعية موقفهم وعند عدم الاستجابة يلجأون للضرب كوسيلة آخيرة للاجبار.
انحدار الثقافة أحد أسباب الظاهرة ومن جانبه قال الدكتور جمال فرويز، أخصائي الطب النفسي، إن الظروف الاقتصادية والأزمات الحياتية التي يمر بها الزوجان، لاسيما في هذه الآونة، إحدى الأسباب القاطعة لاستفحال ظاهرة اغتصاب الزوجات، خاصة لمن يتعاطون المخدرات من الأزواج، موضحًا أن بعضهم يحاول أن يتناسى أزماته عن طريق الجماع بزوجته، ولكنها ترفض فبتالي يقوم باغتصابها، والتعامل معها بعنف. وأضاف "فرويز"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن تطور العنف ووصوله إلى الاجبار على مشاهدة الأفلام الإباحية، يعد انحدار ثقافي في ظل التدهور الثقافي في البلد، والتوسع التكنولوجي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فكثيرًا منهم يريد أن يقلد لجهله بالشىء، وبعضهم يرى أن هذه رفاهية، وجميعها يرجع لعوامل كثيرة، أولها الابتعاد عن الدين والهجوم على ثوابت الدين، النشأة والتربية، والتحلي بعادات الغرب الذي تختلف كليًا وجزئيًا عن مجتماعتنا العربية. علاج الأزمة وعن القضاء على هذه الظاهرة، يرى أخصائي الطب النفسي، أن الثقافة والتوعية، عن طريق الإعلام والجهات المعنية والحقوقية، أولى خطوات الحد من اغتصاب الزوجات، من خلال الاستعانة بالعلماء والاكاديمين والمختصين في الإعلام لشرح تابعيات هذه الظاهرة. الخطورة الطبية ومن الناحية الطبية، قال الدكتور مصطفى نيازي، أستاذ أمراض النساء والتوليد، إنها استقبل حالات عديدة مثل هذه الحالات، لاسيما من الأماكن النائية، مقدرًا النسبة التي تعرض لها خلال عمله في هذا المجال بأنها أكثر من 25%، معللاً ذلك للجهل بالعلاقة الحميمة بين الزوجين.
وأضاف "نيازي"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن اغتصاب الزوجات له أضرار صحية جثيمة كتهتك الرحم والجهاز التناسلي، فضلاً عن التهابات المزمنة ونزيف ممكن تصل فيها المرأة حد الموت، ناهيك عن العامل النفسي الذي لا تستطيع معالجته طيلة حياتها، وهو ما يجعل الحل الوحيد أمامها هو الانفصال مما يهدم الكثير من الأسر. القانون لا يجرمه المادة 60 من قانون العقوبات تقول أن مواده لا تنطبق على أي فعل تم ارتكابه بحسن نية، لذا فالعلاقة الزوجية تخرج تماما من مواد القانون، لأن عقد الزواج وفقا لقانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2000، هو وثيقة تبيح للرجل الاستمتاع بزوجته وفقا للشرع، وهو ما يجعل "الاغتصاب الزوجي" خارج نطاق المادة 267 من قانون العقوبات الخاصة بالاغتصاب. العنف أثناء العلاقة الحميمة "حرام" أما فيما يخص رأى الدين، ففي فتوى حملت رقم 125739، ورد سؤال عن ممارسة الجماع بالضرب والعنف، وجاء في الرد على السؤال أن للرجل أن يتمتع بزوجته كيفما يشاء سواء بالأفعال أو الكلام بشرط ألا يكون الجماع في المحيض أو الدبر، وألا يكون الكلام محرماً في ذاته. وشملت الفتوى، أن الشرع يمنع أن يضر المرء بنفسه أو بغيره، كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلمفي حديثه الشريف: "لا ضرر ولا ضرار". وعليه فإن هذه الممارسات الشاذة حرام شرعاً حتى لوكانت برضا الزوجين، كما أنها تصنف بأنها نوع من الشذوذ والسادية. إحصائية: 35% يتعرضن لعنف جنسي وكشف مسح صحي سكاني عام 2014 تم تنفيذه تحت إشراف وزارة الصحة على مستوى كل محافظات مصر، أن 4% أي نحو (267) من السيدات المتزوجات في عينة البحث البالغة 6693 سيدة، تعرضن للعنف من أزواجهن بغية ممارسة الجنس عنوة. وأن 30 % ممن انفصلن عن أزواجهن -بحسب نتائج المسح السابق- إنهن تعرضن لهذا العنف مرة واحدة على الأقل، وهي نسبة مقاربة لما ورد في تقرير منظمة الصحة العالمية عام 2013، الذي أُجري في عدة دول بينها مصر، ورصد أن 35% من النساء يتعرضن لعنف جسدي أو جنسي من أزواجهن.