لا تزال الأزمة الخليجية، تنتظر حلًا، رغم تزايد جهود الدول للتوسط، إلا أن قطر تكابر وترفض الخضوع للمطالب العربية، بحجة أنها تمس سيادتها، ولهذا ركزت الصحف العربية، اليوم الإثنين على استمرار الدوحة في اختلاق حيل لعدم إيجاد حل للأزمة، بهروبها من الحوار مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. ارتباك النظام الحاكم استهلت صحيفة "البيان"، افتتاحيتها تحت عنوان "ألاعيب قطر الصبيانية"، إن كل ما تفعله الدوحة وما يخرج منها من تصريحات إنما يعكس بوضوح ارتباك النظام الحاكم هناك وسعيه الدؤوب للهروب من الالتزامات والتلاعب بالوقائع وطمس الحقائق.
الهروب من الحوار وأضافت: "أن ما حدث بالأمس القريب من فبركات وأكاذيب حول الاتصال بين أمير قطر وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنما يعكس بجلاء وبلا أدنى شك أن قطر لا ترغب في الحوار والذي تدعي هي أنها تدعو إليه والآخرون يرفضونه، مشيرة إلى أن عدم رغبتها وتهربها هذا يرجعان ليقينها بأن الدول المكافحة للإرهاب لن تتنازل عن مطالبها والحوار فقط سيكون حول آلية تنفيذ هذه المطالب.
وأوضحت، أنه من هذا المنطلق تتهرب الدوحة وتختلق الأساليب والألاعيب لتفادي المواجهة الجماعية وتتحايل بشتى الوسائل للدخول في حوارات جانبية ثنائية وهي تجهل أن الدول المكافحة للإرهاب والمقاطعة لها بينها تنسيق على أعلى مستوى ومتابعة دقيقة لجميع التطورات ولا تستطيع أي قوة إقليمية أو دولية أن تخترق هذا التنسيق.
النظام القطري متناقض واختتمت الصحيفة بالقول :"إن ألاعيب قطر الصبيانية الأخيرة تكشف أن النظام القطري يتخبط ولا يدري ماذا يفعل وأنه غارق في التناقضات بين لهثه وراء الحوارات الجانبية والاستقواء بالخارج وتسييس القضايا وفي نفس الوقت يدعي أنه غير متأثر بالمقاطعة وأن أوضاعه مستقرة، في الوقت الذي تنقل فيه وسائل الإعلام العربية والعالمية يوميا فضائح تورط تنظيم الحمدين في دعم الإرهاب والتوقعات السيئة لاقتصاد قطر ومستقبلها السياسي".
قطر تزيف الحقائق وتحت عنوان "حقدهم غريب"، تقو صحيفة "الوطن"، إنه في الوقت الذي يتضامن فيه العالم مع جميع المنكوبين في كل مكان ويسارع لتقديم المساعدات والدعم الإغاثي للتخفيف من المآسي الناجمة خاصة جراء الظواهر الطبيعية، وكانت موجة الأعاصير التي تضرب في عدد من المناطق والولايات الأمريكية دليلا جديدا على التعامل العالمي والتعاطف مع ملايين الضحايا سواء الذين تعرضوا للضرر أو مهددين به، وحدهم معلقو قطر والعاملون في ماكينتها المختصة بتزييف الحقائق من جماعة " الإخوان " الإرهابية أظهروا حقيقتهم المقززة في مناسبة جديدة ولم يتوانوا عن التعبير على حقدهم وشماتتهم بضحايا مدنيين أبرياء لا ذنب لهم وما يتعرضون له علما أنه يمكن أن يصيب أي منطقة في العالم جراء أي ظاهرة طبيعية.
وأضافت "أنه كعادة العاملين في آلة الفبركة والتزييف القطرية "الجزيرة" تم إحضار صور من أحداث ثانية أحدها تعود للعام 2005 من هيوستن ونسبوها للمناطق التي تتعرض للأعاصير في الوقت الحالي مثل ولاية فلوريدا ولم يخفوا شماتتهم وفرحتهم بالحدث.. وكعادتهم في الرياء ومخاطبة السذج الذين يسيرون في ركبهم اعتبروا أن ما يجري انتقاما إلهيا.. هكذا بكل بساطة.
فشل قطر في إدارة الأزمة أما صحيفة "الرياض" تقول في افتتاحيتها تحت عنوان "الحقيقة القطرية"، إن "الممارسات القطرية الأخيرة والتي أفشلت كل جهود الوساطة التي قام بها أمير الكويت تثبت أن النظام في الدوحة قد حقق إخفاقًا ذريعًا في إدارة الأزمة، فبارقة الأمل التي حملها الشيخ صباح الأحمد والرئيس الأمريكي بددتها رعونة صانع القرار في الدوحة، الأمر الذي فتح المجال للعديد من التكهنات حول ما حدث ويحدث في دائرة الحكم في قطر، ومن هو الشخص صاحب الكلمة الفصل هناك؟! وأضافت أن "ارتباك المواقف وتباين الرسائل الصادرة من الدوحة يجعل من المستحيل التعامل مع قطر كدولة -ذات سيادة- أو كنظام سياسي يراعي القوانين الدولية أو الأعراف التي تربط العلاقات بين الدول خاصة إذا كانت هذه الدول متشابهة في تركيبتها الثقافية والاجتماعية."
العالم لن يتسامح مع داعمي الإرهاب وتابعت الصحيفة أن "دول العالم أجمع وليست المجموعة الداعية لمكافحة الإرهاب وحدها - في إشارة لمصر والسعودية والإمارات والبحرين - ضاقت ذرعًا بالممارسة السياسية المتذبذبة لحكومة قطر التي تدرك جيدًا أن العالم لن يتسامح مطلقاً مع داعمي الإرهاب ومموليه واستضافة أشخاص مطلوبين ونشر الكراهية والتطرف والتدخل في شؤون الدول الأخرى، وهذه ركائز المطالب الثلاثة عشر التي قدمتها الدول الأربع لأمير الكويت.
قطر لا ترغب في حل الأزمة واختتمت الصحيفة، بقولها؛ إن "ما يحدث من قطر تجاه هذا الموقف الموحد أمر لا يمكن تصديق أنه نتاج فكر سوي لمسيري دولة تدعي أنها تمارس حقها السيادي، وأنها تدافع عن هذا الحق، فلا ردود منطقية ولا أطروحات قابلة للتصديق تصدر من الجانب القطري، الأمر الذي يقود إلى حقيقة واحدة فقط، وهي أن هذا النظام لا يرغب في حل لهذه الأزمة رغم محاولة إظهار قطر في موقع الضحية.