سجلت فنادق مكةالمكرمة ارتفاعا كبيرا في سعر الغرفة، حيث لامست اسعار الغرف في بعض الفنادق 4 آلاف ريال (1066.6 دولار) لليلة الواحدة في الاسبوع الاول من شهر رمضان، فيما سجلت فنادق اخرى سعر 7 آلاف ريال (1866.6 دولار) في الليلة الواحدة. واضطر بعض المعتمرين والزوار الهروب من لهيب اسعار الفنادق في مكةالمكرمة الى محافظة جدة او الطائف حتى لا يقعوا فريسة سهلة لاستغلال اصحاب الفنادق، حيث قال خالد الغامدي "صدمنا عند وصولنا الى مكة بارتفاع اسعار الفنادق والشقق المفروشة، حيث وصل سعر الليلة الواحدة في بعض الفنادق العادية الى 2000 ريال (533.3 دولار) والفنادق الفاخرة الى ما يزيد على 5 آلاف ريال (1333.3 دولار)".
واضاف "قدمنا الى مكةالمكرمة لقضاء شهر رمضان لكن طمع وجشع ملاك ومستثمري الفنادق والشقق المفروشة جعلنا نفكر بقضاء ليلة او ليلتين ومن ثم العودة الى منطقتنا".
وقال محمد حسين "نحن في كل عام نتواجد في مكةالمكرمة لقضاء العشر الأواخر بجوار بيت الله الحرام وكانت الأسعار معقولة الى حد ما لكن هذه السنة فوجئت بارتفاع الأسعار عن الأعوام الماضية بنسبة 100% التي أفسدت إجازتنا والتمتع بالروحانية والأجواء الرمضانية بجوار بيت الله الحرام".
وعجز الكثير من السعوديين والقادمين من دول العالم الاسلامي عن السكن بسبب قلة العرض وزيادة الطلب، حيث ساهم مشروع توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام في ازالة أكثر من 3000 عقار كان معظمها من الفنادق والوحدات السكنية، إضافة الى إجازة الصيف التي استغلها أصحاب الفنادق لرفع الأسعار بنسبة تصل الى 100% قبل بداية رمضان إذ وصل متوسط سعر الغرفة في فندق 5 نجوم الى قرابة 4000 ريال لليلة الواحدة في الأسبوع الأول من شهر رمضان فيما تشير التوقعات الى زيادة السعر في منتصف الشهر بنسبة 20%، كما سجلت معظم الفنادق نسبة حجوزات 90% للعشر الأواخر وسجل متوسط سعر الجناح خلال العشر الاوائل اكثر من 10 الاف ريال (2666.6 دولار) لليوم الواحد وتفاوت السعر حسب درجة الفندق وقربه وبعده عن المسجد الحرام ويعد هذا التفاوت عالياً جداً مقارنة بالعام الماضي.
وقالت صحيفة "الرياض" ان الصعود غير المنطقي في اسعار الفنادق جعل الحج والعمرة قاصرا على طبقة الاغنياء فقط والتي تستطيع دفع تكلفة السكن مع التكاليف الأخرى للمواصلات والمعيشة والتسوق وغيرها، وهو أمر سيجعل الطبقة الأخرى الصغيرة، وما فوقها غير قادرتين على أداء الفروض الدينية إلا بأثمان ليس في قدرتهما توفيرها، حيث أن "معظم قاصدي الحرمين الشريفين هم مّمن يجمعون القرش مع الريال لسنوات طويلة لتحقيق هذه الرغبة، ومن بلدان غالبيتها فقيرة أو متوسطة الدخول".
واضافت الصحيفة ان "مكةالمكرمة ليست مدينة للسياحة الترفيهية أسوة بالمنتجعات والمشاتي والمصايف العالمية، بل هي، مع المدينةالمنورة، أرض قداسة يؤمهما كل مسلم، وفي كل الأوقات للحج والعمرة، والزيارة ومن مختلف الطبقات ، متى ما كان قادراً على الوصول للحرمين الشريفين، إلا أن الصعود غير المنطقي في أسعار الفنادق التي وصلت لليلة الواحدة ما يقرب من عشرة آلاف، وفي العشر الأواخر لثلاث ليال عشرات الآلاف، فهو أمر يستدعي نسف النظرية التجارية للعرض والطلب، بحيث تكون الحرية لمالك العقار لأنْ يضع السعر الذي يراه، لتصبح العمرة والحج لطبقة الاغنياء فقط".
وحذرت الصحيفة من استمرار الجشع الذي سيجبر الفقراء على القدوم الى المدنيتين الشريفين وافتراش الارض والشوارع والمنافذ بعيدا عن المكاتب السياحية وهو ما يعني دخول المملكة في مسائل معقدة من الأمن والنظافة وخطورة انتشار الأوبئة وعدم السيطرة على حالة انتشار الفوضى.
وقال رجل الاعمال سعيد الصالح هناك "ما يربو على 700 فندق ولكن ارتفاع الأسعار لهذا العام مقارنة مع الأعوام السابقة يرجع الى ارتفاع الطلب مقابل العرض، كما ان رمضان هذا العام جاء في اواخر إجازة الصيف فيفضل الكثير من المواطنين والمقيمين قضاء الاجازة بجوار بيت الله الحرام".
وأضاف الصالح ان "المشاريع العملاقة مثل مشروع جبل عمر ومشروع عبداللطيف جميل ومشروع تطوير الشامية سوف تساهم في تخفيض الأسعار في السنوات القادمة"، مشيرا الى ان ملاك ومستثمري الفنادق يعتبرون شهر رمضان موسماً لحصد اكبر قدر ممكن من الأموال في ظل الطلب الكثير.