أكد الكاتب الشهير روبرت فيسك فى مقال نشره بصحيفة "الاندبندنت" البريطانية اليوم الثلاثاء ان انتهاء المذابح السورية سيتم فقط عندما يتم تفعيل كلمات الادانة وتحويلها الى وقائع ملموسة. واوضح فيسك -فى مقاله الذى اوردته الصحيفة على موقعها الالكترونى- ان عزلة الرئيس السورى تزداد يوما بعد يوم ، مستشهدا بقيام المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين بسحب سفرائها من دمشق ، فضلا عن اعتقاد الجامعة العربية بضرورة قيام الاسد على الفور بوقف اعمال العنف . ونوه فيسك الى ان الاممالمتحدة اثارت ضجيجا كبيرا، رغم انها تمكنت من تشويه المتظاهرين السوريين بمناشدة كلا الجانبين " بممارسة ضبط النفس" وذلك كما لو كان المتظاهرون يمتلكون دبابات فيما تحدث الرئيس الروسى ديميتري ميدفيديف بتجهم عن مصير الاسد وحتى تركيا وفقا لرئيس الوزراء رجب طيب اردوجان قد نفذ صبرها باعتبارهاالملاذ الامن فى شمال سوريا . ولفت فيسك الى ان المشكلة تكمن فى ان الصبر بدأ ينفد لدى الجميع من سوريا منذ اندلاع ثورات الربيع العربى ، ولم يقم اي شخص بعمل سوى القاء خطابات بلاغية فيما ازداد عدد القتلى الابرياء فى سوريا على الفى قتيل ، وبالطبع غياب الصحفيين من التواجد فى سوريا يظهر عدم معرفة حقيقة الاحداث التى تجرى هناك. واعاد فيسك الى الاذهان قيام التليفزيون السورى بعرض صور ومقاطع فيديو لرجال مسلحين بين صفوف المتظاهرين فى مدينة حماة السورية وفى مساء نفس اليوم قام التليفزيون ببث جنازة عشرات الجنود السوريين القتلى - ربما وصل عددهم الى 300 - متسائلا .. من الذي قتلهم ؟ ومن هم المسلحون؟ ، مشيرا (اى فيسك ) الى ان موقع تبادل مقاطع الفيديو الشهير "يوتيوب" يعد شاهدا على خداع التاريخ لكن من المحتمل ان يكون هناك قليل من الشك خاصة اذا كانت مواجهات الثوار مع الحكومة السورية قد وصلت الى هذا المدى فمن المحتمل ان يكون المدنيون قد قاموا بتسليح انفسهم من اجل حماية عائلاتهم والاخذ بالثأر من النظام السورى ولابقاء المسلحين السوريين بعيدا عن مدنهم.