وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية التجربة المصرية بال "مندفعة والضعيفة"، فتركيزها على اتهام مبارك وحده بما آلت إليه بلادهم ينم عن بلد غير قادرة حتى علي إدارة مستقبلها، لأن مراجعتها لماضيها غير سليمة، فضلا عن استمرار عمليات الاعتقال العسكري للناشطين المؤيدين للديمقراطية والمدافعين عن حقوق الإنسان. شددت الصحيفة علي أن الولاياتالمتحدة يجب عليها والاتحاد الأوروبي الإبقاء علي مشاركتهما بالثورة المصرية التي لم تنته، والتي تتأرجح بين المجد والعار، ومساندتها للتخلص من شياطين السياسية. أضافت أن الوقت مناسب للتدخلات الأمريكية للمساعدة، فاللحظة ليست مناسبة لليأس من إصلاح المنطقة أو إحداث التغييرات الكاسحة لعام 2011 التي يشهدها الشرق الأوسط، كما أن الوقت ليس مناسبا للولايات المتحدة لأن تغسل يدها وتقف جانبا وتترك الساحة للطغاة للاستبداد من جديد. أكدت الصحيفة أن الربيع العربي بما يشهده من تغيرات يومية وتذبذبات شديدة يحتاج بشدة إلي مساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية، رغم الصراعات الدائمة والمشاحنات بين العرب وأمريكا إلا أن الربيع العربي في أزمة لن يخرج منها إلا بيد عون الولاياتالمتحدة. أوضحت أن أجواء الربيع العربي مخيفة فالحرب الأهلية الطاحنة في ليبيا، وحمام الدم في سوريا والتعثر المقلق لمسيرة مصر نحو الديمقراطية الباهتة وسط بريق ومجد الثورات العربية التي بدأت هذا العام، مؤكدة أن الصيف العربي الحالي موسم سياسي للرجعية والعودة إلي الوراء. أكدت الصحيفة أن العرب الذين يحاولون دائما اثبات تخليهم عن الغرب، ونزعته الاستعمارية خاضوا ثوراتهم وحققوا ربيعهم من خلال الهيمنة الغربية التكنولوجية، والتي كانت وسيلتهم الحادة لاستكمال حروبهم السياسية، فاعتمدوا بشكل واضح علي تكنولوجيا المعلومات والعادات الغربية والشبكات الاجتماعية للتواصل بين مناطق العالم العربي المعزولة، وهو درس في التاريخ الاستعماري المستمر، وهيمنة الغرب وبصمات أصابعه مهما بدا علي السطح. استنكرت الصحيفة موقف الدول العربية السلبي تجاه الوضع السوري، كما رفضت مساندة ايران لسوريا في قمع شعبها، وهو دور الولاياتالمتحدة التي ينبغي أن تستمر في التركيز على رسم خطوط أكثر إشراقا من أي وقت مضى، من الادانة حول حاكم سوريا، وكل من يدعمونه، ولا مانع من ممارسة أمريكا للضغط الاقتصادي.