قبل أسابيع من عيد الأضحى المبارك، يجتمع هنا تجار جملة المواشي داخل ساحة سوق الثلاثاء الشهيرة بمنطقة العامرية غرب الإسكندرية والمخصصة لبيع الأضاحي لتجار التجزئة منذ أربعين عامًا. التجمع داخل ساحة السوق الكبيرة يومان فقط من كل اسبوع، فأصناف الخرفان والماعز تعرض يوم الثلاثاء، ويكون يوم الخميس للعجول، فمنذ أن تنتهي صلاة الفجر يتوافد المئات من تجار الجملة داخل ساحة السوق، ويعرض كل منهم مواشيه في حيز محدد، في انتظار قدوم تجار التجزئة ، فالعمل هنا على قدماً وساق، ويكون الهدف هو البيع بالجملة لأكبر عدد من الأضاحي إلى التجار القادمين من محافظاتالشرقية والفيوم والبحيرة وكفر الشيخ وبني سويف ومرسى مطروح، إلا أن السوق هذا العام يكسوه"الركود" كما أعلن عدد من التجار. "ابراهيم رجب سامي" يعمل في تجار جملة المواشي داخل سوق الثلاثاء منذ 22 عاماً، يصنف هذا الموسم بأنه الأول في الخسارة على التجار والفلاحين بسبب ارتفاع سعر العلف الذي رفع اسعار الاضاحي، وتسبب في قلة السحب والبيع، "لا يوجد مكسب هذا العام من تجارة الاغنام" قالها"إبراهيم" أثناء حديثه ل"الفجر" داخل السوق، مشيراً إلى أنه لا يوجد بيع، بسبب عدم رغبة التجار في شراء كميات كبيرة، لا يوجد لها زبون مضمون. دلالة "إبراهيم" بتوقف معدل السحب بمقارنته بالعام الماضي، قائلاً: "العام الماضي كنت ابيع في اليوم 70-80 حول، اما السنة دي لا أبيع سوى عشرة فقط في اليوم"، ويضيف أن الفلاح غير قادر على خفض سعر الخرفان، لارتفاع سعر الغلة عليه، وأن متوسط سعر الخروف قد ارتفع من 3ألاف إلى 5 ألاف جنيه. ويأمل تاجر الجملة أن يكون هناك زيادة في السحب في الأسبوع الأخير قبل قدوم عيد الأضحى، على الرغم أن زيادة السحب تتسبب في ارتفاع سعر الجملة. أحد تجار العلف داخل السوق يصدق على كلام التجار، ويصف مشهد وقوف التجار بأغنامهم ب"الركود"، فهو يشير إلى أن سعر العلف قد ارتفع إلى النصف، وقد وصل الكيلو الواحد إلى نحو 5 جنيه، وأن الفلاح يشتري أكثر من جوال في اليوم، لتسمين الغنم، ويقول: "لا يمكن لمواطن يشتري كيلو لحم وصل من 90 جنيه إلى 150 جنيه، فمن سيدفع نحو 300جنيه لاثنين كيلو لحم؟، فالمواطنين عزفت عن شراء اللحوم، بسبب ارتفاع سعر العلف". وفي مشهداً أخر، غير الرجل السبعيني"ربيع محمود" من منطقة عبد القادر عادته من شراء كل عام 5خرفان إلى اثنين فقط، يقدمهها للفقراء من ابناء منطقته، عقب ارتفاع اسعار الاضاحي، ويقول ل"الفجر" متحسراً: "انا كل سنة كنت لازم اشتري 5 خرفان صغيرة، اسمنها واذبحها واوزعها لله، فالعام الماضي اشتريت اثنين خروف بألفين ونصف، أما هذا العام الخروف الواحد 3ألاف جنيه". تخفيض أعداد الخرفان أمر اضطراري أخذه"ربيع"، كما يقول: "سعر العلف من الذرة والفول والغلة سوف تكبدني مصاريف أكثر من ثمن الخروف نفسه، فأنا اضطريت بدلاً من قطع عادتي السنوية، إلى تخفيض كميتها فقط". محمد أبو شنب أحد كبار التجار ورئيس السوق يصف الحال كما وجده هذا العام: "اكبر تاجر كان بيجلي بيشتري نحو 100 حول، أما الآن فبيشتري نحو 40 حول، أما باق التجار بيشتروا نحو 10 رؤس أو خمسة بالكثير، فلا أحد بيضحي هذا الموسم، بشراء كميات كبيرة"، والاسعار كما ذكرها"أبو شنب" الخروف البرقي 60-62 جنيه للكيلو، الفلاحي 50-55جنيه، العجول 56جنيه، انثى العجل 48جنيه". فيما يقارن أحد التجار داخل السوق الفارق بين مكسبه العام الماضي والموسم الحالي، فقد وصل العام الماضي البيع إلى نحو 300 رأس ماشية، أما أنه قبل عيد الأضحى بأسبوع لم يصل إلى الربع، مذكراً أن سعر الخروف البرقي ارتفع من 45جنيه إلى 65 جنيه، العجول من 38 إلى 62 جنيه، متمماً: "التاجر في القصة ليس له ذنب، فهو بيشتري بالغالي وبيبع بالغالي".