يخلد الشعب المغربي، ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة، وجيش التحرير، بأسمى القيم الوطنية، الذكرى 64 لملحمة ثورة الملك والشعب الخالدة التي تعد من الذكريات الوطنية المجيدة التي كتبها التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز واحتفظت بها ذاكرة الأجيال المتعاقبة لتستلهم منها القيم الوطنية والعظات والعبر. وأكد بيان السفارة المغربية بالقاهرة، إنها ذكرى حدث تاريخي وجيلي ونوعي جسد أروع صور التلاحم الوثيق بين العرش والشعب، بين القمة والقاعدة، في سبيل عزة الوطن وكرامته والذود عن حريته واستقلاله وسيادته وكرامته. تلك الملحمة البطولية العظيمة التي اندلعت شرارتها يوم 20 غشت 1953، حينما امتدت أيادي المستعمر إلى أب الأمة وبطل التحرير والاستقلال، المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، هو وأسرته الملكية وإبعاده عن شعبه ووطنه. إثر ذلك هب الشعب المغربي عن بكرة أبيه مبادلا تضحية ملكه الهمام بالتضحية والوفاء بالوفاء وأعلنها انتفاضة عارمة فداءً للعرش ودفاعا عن المقدسات، فتفجرت حركة المقاومة والفداء و اشتد وطيسها واتسعت دائرة عملياتها وتشكلت خلاياها وتنظيماتها التي أقسمت على تحقيق هدف واحد وأوحد هو عودة الملك الشرعي إلى عرشه وتحقيق حرية واستقلال البلاد. هكذا اجتاحت المظاهرات الصاخبة و الانتفاضات العارمة كافة أرجاء الوطن معبرة عن سخط الجماهير الشعبية واستنكارها للمؤامرة الدنيئة للسلطات الاستعمارية على رمز السيادة الوطنية المغربية وضمان الوحدة الوطنية. وفي هذا المسار النضالي المقدس الذي التحم في العرش والشعب وهذه العروة الوثقى التي جمعتهما على درب النضال من أجل السيادة الوطنية، فتحقق النصر المبين وعاد الملك المجاهد وأسرته الشريفة إلى أرض يوم 16 نونبر 1955 مظفرا منصورا، معلنا إشراقه شمس الحرية والاستقلال والانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر مرددا قوله عزَّ وجلَّ: "الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور". لقد آثر الملك محمد الخامس، في موقف رائع المنفى على أن يفرط في سيادة الوطن حيث أعلن موقفه الشجاع بقوله المأثور: "إني ملك المغرب الشرعي، ولن أخون الأمانة التي ائتمنني عليها شعبي الوفي المخلص، إن فرنسا قويا فلتفعل ما تشاء". كما أبرز، الملك الحسن الثاني، معاني الاعتزاز بهذه الملحمة الخالدة واستحضار فصولها النضالية وانتصاراتها الباهرة بإشارة قوية ومعبرة في خطابه السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 1969، حين قال: "أسعدني الحظ أن شاركت والدي سنين وسنين في عراكه وكفاحه وفي منفاه وفي انتصاره ورجوعه". كما يخلد الشعب المغربي الذكرى 64 لثورة الملك والشعب، و الملك محمد السادس، يواصل حمل مشعل ولواء إعلاء صروح المغرب الجديد وارتقائه في مدارج التقدم والرفعة التنمية الشاملة والمستدامة وترسيخ دولة الحق وسيادة القانون وتوطيد دعائم الديمقراطية وتأهيل قدرات المغرب الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في إطار من التماسك والتلاحم بين كافة مكونات الشعب المغربي.