توقع خبراء دوليون تراجع الدولار أمام أغلب العملات الرئيسية الأخرى بالأسواق العالمية بنسبة تتراوح من 3 إلى 5 % حال استمرار التوترات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوريا الشمالية، خاصة بعد تجديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده لبيونج يانج باستخدام القوة العسكرية إذا لم تتوقف عن تهديداتها ضد الولاياتالمتحدة، وذلك بعد أن هددت بضرب جزيرة "جوام" الأمريكية في المحيط الهاديء بالصواريخ. وقالت كاثي لين مسئولة قسم العملات في "بنك بكين لإدارة الأصول، في تقرير نشرته مؤسسة "ماركت وتش" العالمية، إن أسواق المال العالمية تعرضت لحالة من القلق الشديد مع تزايد التهديدات المتبادلة في الآونة الأخيرة بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة، وهو ما دفع المستثمرين للتوجه نحو التخلص من الأصول التي قد تتعرض إلى مخاطر خلال الفترة المقبلة والإقبال على الأصول ذات الملاذ الآمن كالذهب والمعادن الثمينة. وأضافت أن القراءة السريعة لتاريخ موجات هبوط الدولار أمام العملات الرئيسة الأخرى تثبت أن تراجع العملة الأمريكية يرتبط ارتباطا وثيقا بأي تلميحات أو تصريحات تشير إلى قرب الدخول في صراعات عسكرية، ومنها مثلا تراجع الدولار بنسبة 5 في المائة مع بداية الأزمة الليبية في 2011 فيما خسر 9 في المائة مع بداية الغزو الأمريكي للعراق في 2003، مشيرة إلى أنها تعتقد تعرض سوق العملات العالمي إلى المزيد من القلق والمخاطر خلال الفترة المقبل. وأشارت إلى أن المستثمرين في سوق العملات عليهم متابعة الموقف بشأن الأزمة الأمريكية الكورية، وترقب ما ستسفر عنه التحركات الصينية لتجاوز الأزمة، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج أن هناك حاجة لحل سلمي لقضية كوريا الشمالية النووية، وحث جميع الأطراف في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى تجنب الأقوال والأفعال التي تؤجج التوتر ودعا إلى الهدوء وضبط النفس. ومن جانبه، قال روب كارنيل كبير الاقتصاديين ورئيس قسم بحوث آسيا والمحيط الهادئ في مؤسسة "أي إن جي" إن الدولار تحسن أمام أغلب العملات الرئيسية خلال تعاملات اليوم بمجرد الإعلان عن تطمينات وبوادر تهدئة من قبل الولاياتالمتحدة على لسان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد الذي أعلن أن بلاده تسعى لحل الأزمة مع كوريا الشمالية "سلميا" إلا أنها تظل مستعدة لاستخدام كامل قدراتها العسكرية للدفاع عن نفسها وحلفائها في حال وقوع استفزازات، فضلا عن تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس والتي أكد خلالها أن الحرب مع كوريا الشمالية ستكون كارثية، وشدد على أن الجهود الأمريكية لحل الأزمة مع بيونج يانج تركز حاليا على الدبلوماسية.